تطالعنا الصحف المحلية يومياً بمداهمة مستودعات أغذية ومخازن أدوية ومحلات قطع غيارات سيارات وأجهزة كهربائية واطارات سيارات، وأغذية منتهية الصلاحية متجرثمة قد تسبب لآكليها الموت لفسادها ومثلها مئات الأطنان من المعلبات والحليب المزورة الصلاحية والمجددة صلاحيتها زوراً وتزويراً بعد انتهائها بسنوات.
وفي هذا غش، وقد نهى الله جلّ وعلا ورسوله المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام عن الغش، فقال صلى الله عليه وسلم متبرئاً من الغشاشين: «من غشنا ليس منا» وأدوية طبية مضى على انتهاء صلاحيتها عدة أشهر وفي تعاطيها خطر على الصحة العامة وقطع غيار سيارات مقلدة وهشة تلحق الأذى بالسيارات وتزهق أرواح ركابها. وإطارات مهترئة أودت بحياة العشرات من المواطنين والمقيمين، وأجهزة كهربائية من سخانات ودفايات ولمبات إنارة أشبه بالنفايات أو أنها مصنعة منها تسبب الكثير من حوادث التماس الكهربائي والحرائق وعلى الرغم من هذه المداهمات المشكورة والغرامات المجزية فإنها لم تردع أصحاب الضمائر الفاسدة ولن يردعهم إلا أشد العقوبات المادية والمعنوية.
ملايين الريالات لمن يثبت غشه وتزويره ثم التشهير به عبر الأجهزة الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة فإغلاق محلاته ومخازنه ومستودعاته لمدة سنة، فقاتل العمد لايقتل إلا نفساً واحدة بريئة، أما الغشاشون والمزورون في صلاحيات ومدة الصلاحيات للأغذية الفاسدة القاتلة فإنهم قد يقتلون بأغذيتهم هذه المتجرثمة عشرات الأنفس ومثلهم أصحاب قطع غيارات السيارات المقلدة والإطارات المهترئة ونفايات الأجهزة الكهربائية.
ومصادرة ما تحويه مخازنهم ومستودعاتهم ومحلاتهم وابعاد غير السعوديين منهم. وليس أدل على تفشي هذا الغش والتزوير واستفحال شره وخطره من وجود كميات كبيرة من حليب الأطفال - البودرة الخطرة التي قامت وزارة التجارة مشكورة بمصادرتها واتلافها ومن جرأة الشركة المتعاقدة مع إحدى الوزارات في تقديم وجبات مطهية للمرضى والمريضات اتضح انها مغشوشة ومنتهية الصلاحية وتجهز في أماكن غير ملائمة ومن عدة شركات تقوم بشراء اللحوم من مستوردين له بالأطنان يبيعونه على هذه الشركات بعد انتهاء صلاحيته بأدنى الأسعار والتي تقوم بفرمه وتغليفه ووضع صلاحيته عليه مزورة وقد حقق مع إحدى هذه الشركات وأدينت وطبق بحقها غرامات مالية وترحيل بعض أصحابها الأجانب وعمالتهم المستوفدة والله الهادي إلى سواء السبيل.
عبدالعزيز بن محمد العوشن - الرياض
|