* الطائف - عليان آل سعدان:
مدينة الطائف أو كما يحلو للبعض أن يسميها (عروس المصائف) بطبيعة وضعها السياحي نظراً لاعتدال أجوائها ومقوماتها السياحية لا بد أن تكون على مستوى يؤهلها لذلك ومن هذه المقومات التي يطلبها الزائر والسائح هي المطاعم بتنوعها تبعاً لتنوع الأذواق وصنوف المأكولات، غير أن هذا أيضا يتطلب درجة من الاهتمام المطلوب من حيث التعامل والنظافة وجودة ما يقدم للزبون.. وهو مدار الحديث فيما يلي:
رقابة قاصرة
«الجزيرة» زارت بعض هذه المطاعم والتقت بعض العاملين فيها وبعضاً من مرتاديها من الزبائن وقال أحدهم لقد تعرضت لحالة تسمم عدة مرات من جراء الأكل في المطاعم ولو كنت متزوجاً ولديّ منزل لما أكلت من المطاعم مهما ضاقت الظروف ولكن مشكلتي انني غير متزوج وأقيم في سكن بمفردي ولا يوجد فراغ للطبخ مما أضطر للأكل في هذه المطاعم التي بمجرد رؤيتها ورؤية العاملين فيها تجعلك تتقزز من المأكل فيها، ولكن الظروف تجبرنا على ذلك وفي الوقت نفسه نتساءل عن دور البلدية تجاه هذه المطاعم فأين المراقبين الصحيين في بلدية الطائف من هذه المطاعم لقد شاهدت بنفسي أحد المطاعم عندما تم اغلاقه نتيجة حادثة تسمم تعرض لها عدة أشخاص وفي اليوم التالي تم فتح هذا المطعم فيما لا يزال البعض من المصابين نتيجة التسمم يعانون من آثاره وهم على الأسرة البيضاء في المستشفى أو في منازلهم، وتصاب بالدهشة أكثر عندما تعلم فيما بعد أن الواسطة أدت دوراً في اخفاء محاضر التحقيقات وعدم رفعها لاكمال الاجراءات اللازمة والاكتفاء بانذار لصاحب المطعم والعاملين ليعود المطعم لممارسة عمله وأكثر من ذلك فإن صاحبه والعاملين فيه لا يبالون بما حدث سابقا بدليل انك تراهم لا يطبقون الشروط الصحية اللازمة بعد حادثة التسمم.
وتدخل مواطن كان يستمع للحوار عن هذه المطاعم وقال: إن العاملين فيها الذين يديرونها كلهم من الوافدين وأنا أيضا من ضمن الاشخاص الذين تضرروا من المأكولات في هذه المطاعم وحينما كنت في رحلة مع زوجتي وأطفالي في نزهة برية خلال فصل الصيف لهذا العام وعلى طريقنا للشفا توقفت بجوار أحد المطاعم وأخذت غداء يتكون من دجاجة وبعض المشويات من اللحوم والأرز وأنواع من السلطات المشكلة أنه بعد تناول هذه الوجبة بنصف ساعة من الزمن بدأت أحوال عائلتي تتغير لكن من حسن الحظ انني لم أتناول من الأكل سوى القليل جداً وتركته للأولاد والزوجة مما ساعدني ذلك على اسعافهم في أقرب مركز صحي وأكد هذا المواطن واسمه صالح بن معجب الزهراني قائلا: انه للأسف الشديد لا يمتلك اخواننا المواطنون من هذه المطاعم سوى تلك الرخص المعلقة التي يبرزها العاملون في هذا المطاعم وعندما يسألهم أحد أين صاحب المطعم، يردون عليه بسخرية هذا هو والاشارة باتجاه هذه الرخصة المعلقة وبالتالي يعملون كيفما يشاؤون غير حريصين على صحة الناس ويقدمون مأكولات أكثرها مبيتة للزبائن لدرجة ان الأرز المتبقي من الوجبات التي يتناولها الزبائن يعاد ويجمع ويسخن مرة أخرى ويقدم من جديد للزبائن الآخرين وانني أوجه ندائي لبلدية الطائف ان تقوم بواجبها تجاه هذا الأمر وتركز على مراقبيها وتتابعهم بشكل جيد لانقاذ التعليمات دون هوادة بحق أصحاب هذه المطاعم.
بقايا القطط للزبائن
وقال محمد عبداللطيف المصيف: ان المطاعم بالطائف كثيرة جدا ويزداد عددها خلال فصل الصيف وسأسرد لكم قصة لعلها تفيدكم وتفيد المترددين على هذه المطاعم لقد دخلت مطعماً وسط استراحة كبيرة يتجمع بداخلهار عدد كبير من الشباب بالطائف لتناول العشاء والسهرة فيها، وعندما أخذنا موقعنا الذي كان بجوار موقع للتو تناول الجالسون فيه العشاء وما زالت آنية الأكل فوق سفرة الأكل لم ترفع وكانت القطط تأكل من هذه الآنية، قلت لرفاقي الذين كانوا معي: انظروا جيداً إلى كمية الأرز المتبقية انني أشك في أن العاملين في هذه الاستراحة سيتخلصون منها في النفايات انهم يعيدون هذا الأكل بعد أن أكلت منه هذه المجموعة من القطط إلى المطبخ الخاص بهم ويخلطوه بكمية الارز المتبقية ويسخنونه ويقدمونه مرة أخرى للزبائن وقد شاهدنا جميعا منظر القطط وهي تأكل منه وتدوس عليه بأرجلها وتبحث فيه بمخالبها فنظر إليّ زملائي نظرة واحدة وقالوا بصوت واحد: لقد شبعنا من الأكل وطلبت منهم الانتظار قليلا حتى يحضر العامل في هذه الاستراحة ليستمع لطلباتنا وبالتالي يحمل هذه الآنية التي بجوارنا وعندما حضر وسجل طلباتنا وحمل الآنية معه ذهبت مع أحد الاصدقاء بصورة سرية جدا خلفه ودخل موقع الطبخ وأفرغ ما بقي من الأرز الذي في هذه الآنية في المكان الذي كنت أتوقعه. فلم يتحمل صديقي الذي رافقني هذا الأمر وقذف ما بقي في معدته من مأكولات وقبضت على العامل الذي أنكر هذا الأمر وأبلغنا البلدية التي لم تتجاوب معنا حتى بالحضور للموقع ومن هذه الليلة قررت أنا وزملائي أن لا نتناول أي وجبات خارج منازلنا ولعل الجميع من القراء لهذه الواقعة ان يستفيدوا مما حدث معنا ويتأكد الجميع ان المطاعم كافة تمارس هذا وأكثر من ذلك بكثير في ظل عدم المتابعة والرقابة وتطبيق العقوبات من قبل البلدية على هذه المطاعم التي تخالف الأنظمة والتعليمات والشروط الصحية.
وللأمانة والحق نقول:
لا يمكن أن يكون جميع مالكي مطاعم المحافظة عديمي الذمة والدين، والخلق، ولا يمكن أن نجوز لأنفسنا اتهام الجميع بالخيانة والغش ولا نرى أيضا أن أجهزة الأمانة تتعمد التواطؤ والتغاضي عن أولئك الجشعين المدلسين الغاشين لأنفسهم وللناس، فقد يكون هناك أصحاب مطاعم (وهم للأسف كثير) قد أسسوا تلك المطاعم وسلموها لتلك العمالة البدائية غير المتخصصة التي تعمل في أي شيء وفي أي وقت وفي أي ظرف زماني أو مكاني يمكن أن يدر عليها المال لا يهمها من تضرر ولا يهمها من تسمم فهي تُحملُ المسؤولية وهي المتسبب الأول وهي تقبض الثمن، ولا تُعفى أجهزة البلدية بحجة اتساع رقعة مساحة العمل وتشعبه فهناك قنوات أخرى يمكن التعاون معها للحد من التستر على أولئك العمال واستشراء ضررهم وهناك طرق ووسائل تعين جميع الأجهزة المخلصة على أداء واجبها ولكن المهم أن نحاول بداية طريق التصحيح والله المعين.
|