* تحقيق - ابراهيم المعطش:
حينما تذهب الى مكان وتجد شاباً سعودياً يعمل تشعر بسعادة كبيرة كون هذه الأرض الطيبة تفتح كافة المجالات لأهلها للعمل وزيادة دخلهم وتأمين مستقبلهم وهؤلاء الشباب الذين أبدوا رغبة كبيرة في العمل والكفاح استطاعت الدولة ان توطن لهم العديد من المهن التي كانوا في الماضي يبعدون عنها لكن بعد التجربة التي خاضها العديد منهم والتي اكسبتهم خبرة كبيرة في مجالهم أصبحوا يتشرفون بأنهم يعملون ويحصلون على روابتهم بأعمالهم الشريفة التي تغنيهم عن الحاجة.. في هذا التحقيق نلتقي بهؤلاء الشباب الواعد..
نجاحي نجاح لهم
محاسب بمحل تجاري قال عدنان الأسمري: ما دفعني ومعي عدد من الشباب السعودي لطرق المهن والبحث عن لقمة العيش هو مساندة الجهات المسؤولة في سعودة العديد من الوظائف التي يمكن للشباب السعودي ان يقوم بها بشكل جيد والآن يمكنني ان أقول انه لا يوجد وظيفة أو عمل لا يستطيع الشباب السعودي القيام به فقط هو محتاج ان تتاح له الفرصة. وكم ينشرح صدري حينما اسمع بأن هناك مهنة أو وظيفة تمت سعودتها لأن لي اخواناً سوف يجدون عملاً شريفاً يقيهم من شر الحاجة، والحمد لله أنا الآن أعمل منذ ثمانية أشهر في هذا المحل بوظيفة محاسب وقد استطعت ان أكسب ود صاحب العمل وهذا طبعاً بعد ان رأى جهدي وعملي ومصداقيتي وأنا كنت أمام خيار صعب لأن هذه الوظيفة ان لم أقم بها على أكمل وجه سوف تذهب الى غيري وسوف أخسر أنا وظيفتي ويخسر معي الشباب السعودي الذي مثلته في هذه الوظيفة أمام صاحب العمل والحمد لله استطعت ان أخلق ثقة في قلب صاحب العمل بالنسبة للشباب السعودي وقد قام بتعيين ثلاثة من الشباب السعودي في المحل بعد تجربتي الناجحة وهذا الأمر أسعدني كثيرا لأنني أصبحت سبباً لهم في كسب لقمة العيش. أما عن احجام الشباب عن الوظائف العمالية والهامشية والبسيطة فهذا أمر غير مبرر للشباب السعودي حيث يستطيع أن يعمل في كافة الوظائف وبالعمل سوف يكتسب الخبرة وهو الأصلح لأن ابن البلد وهو الذي يعمل من أجلها أما العمالة الوافدة والقليلة الخبرة فهي غير مهتمه في الأساس بتطوير وتقدم البلد وهمها الأساسي جمع المال وهذا أمر خطير.
أما عن الراتب فأنا أتقاضى راتباً محترماً وآخذ بدلات وصاحب العمل رفع راتبي بعد ستة أشهر من العمل حينما أحس في عملي الجدية والصدق.
تضاعف الراتب مع النسبة
ابراهيم المطلب: مندوب مبيعات في مؤسسة أشاد في بداية حديثه بالقرارات الشجاعة التي تم اصدارها حول موضوع السعودة وهي التي أتاحت فرص عمل كبيرة للشباب السعودي الذي استطاع أن يثبت نجاحه في كافة المجالات، ووجه دعوة لكافة أصحاب المؤسسات التجارية والصناعية بالعمل بهذه القرارات، مؤكداً ان اصدارها لم يتم من فراغ بل بعد دراسة طويلة وعميقة قامت بها تلك الجهات والدولة في الأساس تعمل لخدمة مواطنيها وهي حينما فتحت المجال أمام العمالة الوافدة كان هذا من أجل المواطن، وقال: أنا أعمل في مهنة مندوب مبيعات براتب ونسبة ولأنني أعرف البلد جيداً وأعرف كيف اتعامل مع اخواني السعوديين أصحاب المؤسسات استطعت ان أنجح بشكل كبير وارتفع راتبي الى ضعفه هذا بالاضافة الى النسبة الكبيرة التي اتحصل عليها شهرياً.
فكرة استثمارية
سعد العتيبي: بائع خضار في محل بحي السويدي: يقول في البداية أحب ان أشيد بقرارات السعودة التي أخذت تطال كافة المهن الآن في المملكة ووصل بها الأمر الى المهن العمالية والهامشية التي كانت تسيطر عليها العمالة الوافدة وتتحكم في الأسعار على هواها.. وفي بداية عملنا نحن الشباب السعودي كنا متخوفين من التجربة ومن نظرة المجتمع لنا لكن بعد ذلك اتضح لنا ان المجتمع ينظر الى الرجل الذي يعمل بيده ويأكل من حلاله نظرة أكثر احتراما من غيره الذي يجلس طوال اليوم في المنزل، هذا جانب ومن جانب آخر نجحنا في اننا اكتشفنا ان العمل البسيط الهامشي الذي كنا في وقت سابق «نحتقره» فيه فوائد مادية كبيرة تغني العامل وصاحب المحل من الفقر إلا أننا كنا نستهزئ بها دون ان ندري ما فيها.
الآن أنا أعمل في محل خضار منذ عام ونصف وقد ادخرت مبالغ كبيرة لم أحلم بها من قبل فقد كنت أجلس في البيت منذ ان تخرجت من الثانوي لمدة ثلاث سنوات اتسول المصروف من أبي ولو أنني عملت تلك الثلاث سنوات لكان وضعي الآن مختلفاً تماماً.. وأنا الآن أفكر وأخطط لعمل محل خضار خاص بي وهذا سوف يدر علي ربحاً كبيراً يعينني على الحياة.
العمل ليس عيباً
نايف المسري: موظف في محل بيع ذهب يؤكد على ان السعودة هي خيار الشباب الوحيد لمواجهة صعاب الحياة وهي من الأمور الحتمية التي ان لم يفرضها قانون سوف تفرضها حاجة الناس خصوصاً الشباب السعودي للعمل مع زيادة اعدادهم، وقال: خيراً فعلت الجهات المسؤولة حيث اتخذت العديد من القرارات التي تم بموجبها سعودة العديد من الوظائف والتي ساهمت بشكل كبير في اتاحة الفرصة للعديد من الشباب للعمل. وهذا باب حلال للرزق والآن أصبح الشباب يقبل على العديد من المهن العمالية والوظيفية التي كان يرفضها في الماضي.
أما عن تجربتي في العمل في أسواق الذهب فقد كنت مقتنعاً منذ البداية بفكرة العمل لأن العمل ليس عيباً وعلى الرجل ان يعمل لأن اليد التي تعمل خير من اليد العاطلة فبدلا من ان اعتمد على والدي فضلت العمل حتى أشق طريقي وأبدأ حياتي من الصفر كما يقال وهذا الأمر اكسبني خبرة كبيرة ما كنت أعرفها حتى لو كنت أنا صاحب المؤسسة والآن بإمكاني ان أدير مؤسسة خاصة بي بعد ان تعرفت على أسرار المهنة من الألف الى الياء.
| 
