شدد سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في أكثر من مناسبة وفي اوامر سامية وتعليمات واضحة على أهمية مراعاة مصالح المواطنين وسرعة انهاء معاملاتهم في القطاعات الحكومية دون تعطيل او تعقيد او شفاعة من احد.. وبرز هذا التوجه الكريم وظهرت نتائجه جلياً وعملياً الى حد كبير في قرار سموه الخاص بضبط وتنظيم اجراءات نقل المعلمين والمعلمات.
في هكذا موضوع حيوي وحساس وشائك يمس كيان الوطن والمواطن ادارياً تقف آفة «الواسطة» بمختلف اشكالها وألوانها ودوافعها ومصادرها عائقاً امام تحقيق الانضباطية الادارية المطلوبة.. وفي هذا السياق شدني ولفت انتباهي مقال رائع للأستاذ زياد الدريس في مجلة المعرفة شخَّص فيه العله ووضع النقاط على الحروف.. وبالتالي لا أستطيع ان ازيد عليه وانما اكتفي فقط بنقل ما جاء فيه كاملاً لأهميته وصراحة مضامينه:
كنا نتحدث عن «الواسطة» بوصفها مرضاً في المجتمع، اما الآن فقد تحولت الى وباء، أي ان المحاولات العلاجية طوال السنوات الماضية من لدن الكتاب والباحثين والانظمة ذهبت كلها هباء.. فلماذا حدث هذا؟! هل لأن المجتمع ازداد طمعاً وبدائية في الوقت نفسه.. أم لأن المؤسسات ازدادت تخلفاً وظلماً.. أم لأن الأنظمة ازدادت جموداً وتهميشاً؟!
نحن نلقي باللوم دوماً في شأن الواسطة على المجتمع.. ونغفل او نتغافل عن ان المجتمع الطبيعي لا يلجأ للواسطة ما لم يكن مغلوباً، وغير قادر على أخذ حقوقه الطبيعية دون واسطة تمنحه العداله مع الآخرين.. افراد المجتمع لا يلجؤون للواسطة لو رأوا ان الأنظمة تسري على الجميع، اما اذا رأى أحدهم ان الأنظمة التي قيل عند تأسيسها انها تسري على الجميع بلا استثناء، تُكسر من أجل عيون مواطن سعيد، فإن هذا الآخر سيسعى بلا شك للبحث عن واسطة تمنحه نفس الامتياز الذي منح لغيره.
المواطن الذي يذهب الى لندن مثلاً للدراسة او للعمل، تتلاشى لديه العقدة الواسطية لأنه يدرك ان حقوقه هناك سيأخذها عبر الأنظمة، ثم اذا عاد الى هنا عادت اليه اعراض العقدة.. بل على الصعيد الداخلي نفسه، توجد هنا بعض الجهات الرسمية التي عرفت بين الناس واشتهرت بأن الواسطة لاتجدي فيها، فأصبح الناس مستجيبين لهذا الانطباع، ولا يبحثون عن واسطة تكسر نظاماً لم يعهد عنه انه قابل للكسر..
أدرك ان الأنظمة صنع بشري، وانها قابلة للخطأ، والجمود عن ادراك ظروف استثنائية تستدعي تجاوزها للمصلحة العامة، لكن الناس لا يؤمنون بأن الظروف الاستثنائية هي السبب، بل العلاقات الاستثنائية احياناً كثيره هي التي تكسر ظهر الانظمة وظهر المواطن النزيه.. اذاً فالمسألة ببساطة هي خلل مؤسسي وليس فردياً، قد تبقى حالات فردية شاذة مسكونة بالعقدة الواسطية حتى لو تصلبت كل الأنظمة، وهي حالات فردية موجودة في كل مجتمع، لكنها لاتبلغ حد الوباء.
ويختتم الدريس مقاله بسؤال وصفه بالبريء: لو أن رجلاً قرر الاّ يستخدم الواسطة في كل أموره.. هل ستأتيه كل حقوقه؟! أخشى ان تعشش عليه العنكبوت، ثم يُكتب فوقه لافتة «شهيد اللاواسطة»..!!
فعلاً قمة
برغم النقص الكبير والواضح في صفوف الهلال إلا انه قدم مع زميله النصر واحدة من المباريات الراقية التي افتقدناها بين الفريقين في السنوات الأخيرة.. مباراة سريعة ومثيرة لم ينقصها سوى المزيد من الأهداف وقد ساهم في عدم احرازها تألق العملاق محمد الدعيع من جهة المرمى الأزرق وقلة أو بالأحرى غياب المهاجمين الهلاليين في استثمار الفرص غير القليلة بالقرب من محمد الخوجلي الذي لم يختبر جيداً ولم يواجه ازعاجاً حقيقياً بمثل ما تعرض له ونجح فيه الدعيع.
كان النصر الأكثر تفوقاً وسطاً وهجوماً ومع هذا ظل الهلال الأكثر خطورة لسبب بسيط وهو ان الهلال كان مؤهلاً لاستغلال الضعف الدفاعي النصراوي بينما أحبط الدعيع والشريدة والسليمان تكرار وتعدد وتنوع الهجمات الصفراء بواسطة الثلاثي الخطر سيزار وبوسكاب وتينوريو..
ولأن المباراة متوازنة ومتكاملة بين قوة وضعف خطوط الفريقين لذلك ظهرت بمستوى عال ونتيجة عادلة ونجومية متساوية عناصرياً اذا اخذنا بالاعتبار افتقاد الهلال للاعب الاجنبي وغياب نجومه التمياط والجمعان والشلهوب والدوخي والغامدي الامر الذي اضطر بيلاتشي بسببه الى الاستعانة بالثنيان ولطف والمسعري..!
تحكيمياً.. من المفترض ان تكون المباراة بداية لفتح صفحة جديدة للارتقاء بالتعامل الاداري مع الحكام بذات اللغة المتطورة والمتحضرة التي تحدث بها رئيس الهلال سمو الأمير عبدالله بن مساعد عن الحكم علي المطلق.. فهو أي الأمير عبدالله أنصف الحكم المطلق وشجعه وتحدث بعقله لا بعاطفته حينما ركز على اخطاء فريقه ولم يتطرق ابداً لأي من القرارات المثيرة للجدل والقابلة للتهويل والاساءة للحكم مثل عدم طرده للداود وتجاهله لإعاقة محمد لطف وغير ذلك من قرارات لو كان المتضرر منها النصر لسمعنا العجب العجاب والتشكيك بمستوى ونزاهة الحكم..!!
في المقابل نتمنى من المطلق ومن سائر الحكام الاستفادة من موقف الأمير عبدالله وتثمينه بما يحفزهم ويجبرهم على تكريس مبدأ العدالة واعطاء كل ذي حق حقه.. لا ان يكون هذا الموقف الايجابي سبباً في ضياع حقوق فريقه لمجرد انه كان عقلانياً ومؤدباً في الوقت الذي يأخذ فيه هواة الشتم والضغط والتجريح حقوقهم كاملة وأكثر..!!
أهـ.. ليه؟!
في جدة.. لم يكن الجزء الآخر من قمة الكرة السعودية كعادته حتى والاتحاد يسحق منافسه الأهلي بالأربعة.. بل ان المواجهة هذه المرة لم ترتق الى قوة ومستوى واثارة مبارياتهما السابقة او ان تتفوق كما في المواسم الأخيرة على قمة الهلال والنصر.
واذاكان الاتحاد محافظاً على هيبته وتألقه فالوضع مختلف تماماً بالنسبة للأهلي هذا الذي اصبح يعاني بوضوح من اشكالية عدم استقراره في شتى تدابيره وادواته ادارياً وفنياً وعناصرياً.. على الرغم من انه يملك الظروف والامكانات والمقومات التي تساعده على ان يكون في احسن حالاته.. رئيس بارع ومدرب داهية يضاف اليهما كوكبة من نجوم الكرة السعودية.. فمالذي جعله يتدهور ويخسر بنتيجة لاتليق به كمنافس تقليدي دائم للاتحاد مهما بلغ به السوء وأياً كانت المبررات..!!
يخطىء الاهلاويون اذا ظنوا ان خسارتهم الفضيحة مصدرها المدرب ديمتري وان الغاء عقده سيفتح لهم ابواب الانتصارات.. واقتناعهم بهذا المبرر سيشكل خللاً واسعاً يؤثر على فهم وحل المشكلات الاخرى خصوصاً فيما يتعلق بالاختيارات الفاشلة لأكثر من لاعب غير سعودي ومعها الهبوط المعنوي والتخاذل والانسجام المفقود في صفوف لاعبيه السعوديين.. وهذه بالمناسبة نقاط ضعف اهلاوية لازمت الفريق في العديد من اللقاءات وتتطلب من الادارة الاهتمام بها قبل وأهم من أي شيء اخر.. ولعل اللقاء الأخير امام الاتحاد قد كشفها على حقيقتها بصورة لاتحتمل التغاضي عنها..!!
لأن الأهلي من الفرق المساهمة في نبوغ الكرة السعودية فليس من مصلحتنا سقوطه من قائمة الأبطال الكبار.. أو ان يتحول ببساطة الى لقمة سائغة في فم جاره ومنافسه وتوأمه الاتحاد..!!
غرغرة
** تصريح سمو الأمير سلطان بن فهد بعد بطولة كأس العرب، كان حديثاً معبراً، ورداً مقنعاً وقوياً على المشككين وأعداء النجاح..!!
** بالمناسبة نتمنى الاّ يكون قرار العفو عن الموقوفين صحيحاً.. لأن المحافظة على انجازات المنتخب لن تتحقق بالامتثال لعواطفنا..!
** لأول مرة يصير التعادل فوزاً للهلال وخسارة للنصر..!
** استمرار تألق الحكم علي المطلق مرتبط بمواصلة تمسكه بمبدأ العدل والانصاف مهما كانت الضغوط والتدخلات..!
** يريدون من محمد حمادة ان يرى الوقائع ويتحدث عنها على طريقتهم الخاصة «عنز لو طارت»..!!
** مالذي يمنع الهلال من التعاقد مع لاعبين غير سعوديين بمستوى ونجومية لاعبي النصر؟! الأكيد ان الفلوس ليست السبب..!!
** برغم الظروف الصعبة والنتائج العكسية قبل لقاء الاتفاق إلا ان ادارة الطائي تعاملت مع بقاء المدرب مالدوفان باسلوب اداري اتسم بالرقي والعقلانية..
** يقول صالح الداود انه نجح في الحد من خطورة سامي الجابر بالطريقة المناسبة.. يا ساتر..!!
** ماتفوه به اداري فريق النصر ضد الزميل الاستاذ محمد البكر.. اعتداء سافر بكلمات مؤذية وغير مؤدبة هي من نتاج مسلسل «الانفلات».. هذا الذي يحتاج لمن يردعه ويوقفه عند حده قبل ان تتطور الأمور الى ما هو أسوأ..!!
** حينما يخسر الفريق من المنافس التقليدي بأربعة أهداف فهذا دليل على ان لاعبيه «ماعندك أحد»..!!
|