قد لا يخلو منزل من وجود خادمة وسائق أو خادم من العاملة الوافدة تتنوع مشاربهم الثقافية والدينية والاجتماعية مما جعل تواجد الخدم «المرض» يشكل خطورة كبيرة على العقيدة والسلوك والتربية والعادات والقيم الاجتماعية إلى جانب استنزاف مواردنا المالية.
هذا الشر الذي غزا كل بيت يصاحبه اعتداء وإهانة وإيذاء من بعض الكفلاء للخدم، فهم يخدمون لدينا ويتعاملون معنا، والكثير منهم من لايعرف عن المملكة أو عن الاسلام إلا الشيء القليل جداً، ولاشك أن تواجدهم معنا وخصوصاً من غير المسلمين أو حديثي الدخول بالإسلام فرصة كبيرة لتعريفهم بواقع الإسلام وسماحته والعمل بمبادىء الإسلام التي تكفل العدل والإحسان والمساواة وغير ذلك من فضائل الإسلام الكثيرة.. إلا أن الكثيرين من أرباب الأسر يسيئون معاملة الخدم ويعتدون عليهم بالضرب والتعذيب ولا يحترمون إنسانيتهم ومشاعرهم وحاجتهم وينظرون إليهم نظرة دونية ويطلبون منهم العمل ساعات طويلة بلا توقف وربما لايسلمونهم حقوقهم في وقتها والبعض يستقطع مبالغ من أجورهم بحجج واهية وغير ذلك من التصرفات التي تسيء إلى الشعب السعودي والإسلام، بل إن الكثير من الخادمات لا يستلمن رواتبهن مما يدفعهن إلى ارتكاب جرائم كثيرة كالسرقة والهروب وأحياناً القتل والبعض الأخر يعملن على ممارسة السحر وإلحاق الأذى بالأطفال وكل ذلك انتقاماً من سوء المعاملة.
وينبغي أن ندرك- جميعاً- أن هؤلاء الخدم والعمال بشر مثلنا وخلق من خلق الله يجب علينا مراعاة حقوقهم. والمسلمون منهم إخوان لنا في الدين لهم ما لنا وعليهم ما علينا من حقوق وواجبات وغير المسلمين يجب علينا أن نحسن إليهم وأن نشعرهم بأخلاق الإسلام التي تحث على العطف والرحمة والإحسان وذلك لتأليفهم والتأثير فيهم للدخول في الإسلام.
فقد أعطى الإسلام هذا الجانب اهتماماً كبيراً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :«لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم».
وأخيراً يجب أن نتذكر الحاجة هي التي دفعتهم إلى ترك أوطانهم وأهليهم وأن النعمة التي أنعم الله بها علينا هي التي ساعدتنا على استقدامهم، وقد تكون الإساءة إليهم سبباً في زوال هذه النعمة، فيجب أن تكون هناك حمله توعوية للمجتمع بحسن التعامل مع الخدم والعمال مع الرقابة من الوالدين للخدم وتحديد دورهما وعدم تجاوزه والتركيز على المعاملة الحسنة.
|