Monday 6th January,2003 11057العدد الأثنين 3 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المملكة بين واقعها المشرِّف وتحديات العصر المملكة بين واقعها المشرِّف وتحديات العصر
د/ إبراهيم بن حمود المشيقح إعلامي وأكاديمي

يمر عالمنا الإسلامي اليوم بمنعطف خطير جداً لم يمر به طوال خمسة عشر قرناً بدءاً من الاحتلال اليهودي لفلسطين مروراً بالبوسنة والهرسك وأفغانستان والشيشان حتى طبول الحرب التي اكتملت ولم يبق إلا قصف بغداد وهذه كلها بلاشك أصابت المسلمين بالوهن والضعف وتدخل الغرب بشؤونهم الداخلية.
والمملكة العربية السعودية ليست بمعزل عن تلك الأحداث بوصفها حاملة لواء الإسلام وهموم المسلمين، ولا شك أن ولاة الأمر في بلادنا يدركون خطورة هذه المرحلة وكيفية التعامل معها وعدم التقليل منها وأخذ الحذر والحيطة للتصدي لما يحدث والاستفادة من حرب الخليج التي أخرت عالمنا الإسلامي إلى الوراء كثيراً وكانت السبب الرئيسي لكل هذه التنازلات العربية والإسلامية لكن أثبت خادم الحرمين الشريفين من خلالها أنه القادر على تحمل مثل هذه الأحداث الجسام لما يتصف به من حنكة وبعد نظر وعقلانية وقدرة على تجاوز الأزمات مما سيكتب له بماء الذهب فبكل أمانة وموضوعية أقول إن الجهد الذي بذله خادم الحرمين الشريفين إبان غزو العراق للكويت يعد انتعاشاً للتاريخ ومفخرة لكل من ينشد العزة ويهمه أمر هذا الدين ويؤكد أن هذه الأمة ولله الحمد بخير ولست هنا بصدد الحديث عن ذلك ولكن يهمني هنا وعبر هذه الأحداث المتلاحقة لعالمنا الإسلامي وقبل تحديد مصير العراق الشقيق ومن بعده دول أخرى الله أعلم ما يحاك لها وما يكون مصيرها أن أهمس في أذن المواطن السعودي المخلص لدينه ووطنه وولاة أمره أن عليه أن يدرك جيداً أهمية هذه المرحلة وأنه المستهدف في خضم هذه الأحداث إذا لم يلتف حول قيادته ويكون رجل أمن لهذه البلاد يزرع على أرضها الولاء والانتماء ببذل نفسه وماله فداء لدينه ووطنه.
فلا دين يستحق ذلك غير الإسلام ولا وطن يستحق التضحية يقدم على هذا الوطن ولا من يُعنى بتطبيق شرع الله غير ولاة الأمر.
فالأحداث العالمية يجب ألا تزيدنا إلا تماسكاً والتفافاً حول قيادتنا الحاكم والمحكوم الكبير والصغير الرجل والمرأة الغني والفقير لا توجد بيننا فجوات سرطانية يتسلل من خلالها الحاقدون والمغرضون، من بني جلدتنا ويعيشون بيننا أو ممن يعيشون بين ظهراني النصاري الذين نشمُ من خلال مقولاتهم وكتاباتهم وندواتهم الحقد والكره ليس لولاة الأمر في هذه البلاد فحسب بل على الدين أيضاً.. أهدافهم يتنبه إليها العقلاء وهم يبثون أحقادهم عبر الإنترنت والقنوات الفضائية وأعمدة الصحف والمجالس والمنتديات ينالون من وطنهم.. يسيئون لدينهم.
وأني لأعجب من هؤلاء الذين غاب عنهم ما يحاك لعالمنا الإسلامي بصفة خاصة والمملكة بصفة أخص وان أعداء الإسلام تناغمت أهدافهم مع مخططات اللوبي الصهيوني الذين يقلقهم أمن الحرمين الشريفين.
تزعجهم هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يؤلمهم أن هذه البلاد خالية من الكنائس.
لا يروق لهم احتشام المرأة السعودية وتمسكها بدينها.
لا يهنأ لهم عيش، والمملكة العربية السعودية تحمل هم الإسلام والمسلمين.
لا يغمض لهم جفن والمملكة العربية السعودية تعيش هذا الاستقرار السياسي.
لن يحسوا بالسعادة حتى يصبح هذا الدين حبيس المسجد.
لن يشعروا بالانتصار حتى يسمعوا أجراس الكنائس قرب المساجد.
هذه هي أحلامهم وتلك طموحاتهم وهذه هي أهدافهم الظاهرة والباطنة وأجزم أن هؤلاء وممن هم على شاكلتهم في نقص دائم.
قال تعالى{بّلً نّقًذٌفٍ بٌالًحّقٌَ عّلّى الباطٌلٌ فّيّدًمّغٍهٍ فّإذّا هٍوّ زّاهٌقِ}.
وإذا كان الأمر كذلك فأقول لكل جاحد وحاقد وصاحب هوى: كيف لا تدرك مخططات أعداء الإسلام الذين جعلوا منك سلعة رخيصة ضد دينك ووطنك؟ انني لا أخشى من مهاتراتك وترهاتك لأنك عاق والعاق لا رجاء فيه ولن يخيف ويضر إلا نفسه لكني أشفق عليك وعلى أولئك الذين يتأثرون بك لجهلهم أو عدم إدراكهم أو حقدهم وضعف إيمانهم حيث يمضون أوقاتهم بين الإنترنت والقنوات الفضائية وغيرها بحثاً عن منحرف أو حاقد يسيء لبلدهم نحن لا ندعي أن ولاة أمرنا معصومون من الخطأ فالكمال لله نعم نختلف معهم في مسائل ونتفق في أخرى وهذا أمر طبيعي فبالله احلف أنني لو لم أكن من أبناء هذه البلاد التي تطبق شرع الله قولاً وعملاً لفاتني خير كثير وعليه أقول ومن دون تحفظ أن من تحدثه نفسه النيل من هذه البلاد أجزم أنه منزوع الإيمان لأنه يريد بذلك القضاء على المنهج الذي ارتضاه لهذه الأمة ويطبق تحت سماء هذه البلاد وهذا هو الهدف الحقيقي الذي تسعى لتحقيقه الدولة الغربية واللوبي الصهيوني ولم يتصد لها بعقيدة راسخة غير هذه البلاد.
أقول لكل حاقد ومغرض وصاحب هوى أن المملكة ستبقى ان شاء الله حصناً حصيناً للإسلام والمسلمين يتفيأ المسلمون ظلاها لأن الله سبحانه وتعالى حارسها بإيمانها وتحقيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبصدقاتها وولاة أمرها وعلمائها والمخلصين من أبنائها وستظل ان شاء الله راعية للإسلام والمسلمين فلستم أول من قرع الطبول ضد هذه البلاد ولن تكونوا آخرهم ورجاء اسألوا عنهم لتعرفوا مصيرهم وتدركوا ما أنعم الله به على هذه البلاد. ونسأل الله الذي جعل يومها أفضل من أمسها أن يجعل غدها أفضل من يومها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved