الأفراد والأسر كلاهما ذو منفعة غير محدودة من الأفراد ومن عميد الأسرة اللذين ثبتت عمادتهما وأصبحت أعمالهما للأسرة بناءً وفي المجتمع وجيهاً وبلادنا دائماً من أكثر ما يشتهر فيها أولئك الأعيان وجلّة الوجهاء والعلماء الذين لهم وساطة مقبولة في المجتمع وكلمة مسموعة في البلاد وكرم ومعروف وافٍ.. وباب مفتوح للزائر والضيف ولصاحب الحاجة فقيراً أو عائلاً.. إن الوجيه الذي يفد إليه الصديق والضيف والمحب وهو يتصدر في بيئته ومجلسه وناديه.. يكون لفقده ألم وحسرة.. ويكون لموته أسف وأسى وحزن.. تحس أن بناءً انهار.. وأن فجوة في المجتمع انداعت.. وأن ذكراً انطفأ إلاّ ممن قل.. وممن لهم له أولاد بررة أو ذو علم ومعرفة وشرف علمي ووطني ومجلس مفتوح وباب للبيت لم يغلق.. والموت هو المفاجىء.. والموت هو القاهر.. والأسرة الكريمة والأصيلة معاً.. والأسرة والعائلة دائماً تلك لها عميد له أولاد ومتعلمون أو تجار أو رجال أعمال هجم عليهم الموت فجأة.. لحادثٍ ما في مرور.. أو موت مريض أو فجأة وقعت في لحظات.. فإن الأسرة تهتز ورصيدها بفقيدها يزول.. إلا إذا أبقى أثراً مجيداً.. وعاش في عائلته سعيداً.. أو خلف ذكراً حسناً.. أو أولاداً بررة مثقفين يتحلون بالقبول والرضا في المجتمع..
ومن الوجهاء الكرام الذي فقدناه«الشيخ عبدالعزيز بن مقحم بن ناصر العسكر» الذي ولد عام 1336هـ وتوفي في 4 شوال 1423هـ وكان عميدا لأسرته ووجيهها من أسرة عريقة لها مواقف ومسؤوليات في مجتمعه أنَّى رحل وأنّى نزل.. تولّى كثيرٌ من أفرادها وأعيانها ولايات وإدارات ومحافظات في المنطقة الوسطى والغربية والجنوبية والشمالية وكان سخي الكف وفي - المجمعة- له نجم ساطع وذكرٌ لامع وكان من أعيان أسرته«آل عسكر» وكبرائهم..
ومن شرفاء المجمعة ووجهائها.. وله مكانة عند الدولة وولي الأمر.. وبيته ملتقى الأسرة والأعيان والزوار في مدينة- المجمعة- اشتهر بصلة الأرحام شهرة بالغة وقد عرف بذلك. يجيب الدعوة في كل مناسبةٍ وطنيةٍ واجتماعيةٍ من أي فردٍ كان.
ويزور المريض ويشيع الجنازة.. ومواقف مشهورة مع العاجز والمعوز على خوف من الله وعلى ورع وتقوى.. وكان لله تقياً وكان ممن يتقى الله على عبادة حفيا ونقيا وكان مع الديانة والعبادة في مجال متوال وتواصل في كل مكان.. وكان ذا حنانٍ وحنين في كل أوقات فراغه لله ليلاً ونهاراً.. وكان عصامياً لا عظامياً في جميع أحواله لا يعتمد على غيره لم يتكىء على نسب أو حسب وهما له ولا على آبائه وأجداده في سؤدد ويرحب بما يحتاج إليه الناس في أمور الوساطة وما إليها لكنه لم يحتج إلى غيره إلا الله رحمه الله «وكلنا بالعزاء فيه سواء».. كانت جنازته رحمه الله مشهودة حضرها العلماء والوجهاء واكتظت بهم جنبات المسجد ثم المقبرة.. مع أن وفاته كانت إجازة عامة وكان الناس متفرقون ومع هذا فقد ضاق المسجد على اتساعه وقد عني بتربية أبنائه تربية فاضلة من الصغر فأشرف على تحفيظهم القرآن ورواهم الأدب.. إنه لنموذج من الآباء الذين خدموا الأبناء وسَنّوا لهم طرقاً مهيأة للشباب والفتيات ليسيروا في طرقات الحياة في طريق ممهد وبناء مموطد.. بيته معروف وأولاده بررة وبناته صالحات يقمن كأبيهن وإخوانهن في عمل مشكور وخدمة مذكورة.. عامة وخاصة.. فالعامة أولاده الذين هم للبلاد في خدماتها وللوطنية في بناء عمادها وللجميع في مساعيها وجهادها.. فرحمة الله على الفقيد رحمة واسعة وبارك في بنيه الذين هم جهاد وأي جهاد في سبيل الخدمة في البلاد ونفع للجميع بعمله وعلمه الذي كان يساهم في كل أمر ومجال وفي كل مسعى يقوم به الرجال للوطن والمسلمين عامة.
|