الحاجة ملحة للتعامل بصورة عقلانية مع الخلافات في بعض أنحاء عالمنا الإسلامي بغرض اسدال الستار على الأوضاع المأساوية المتمثلة في المذابح التي ظلت تطبع منذ فترة طويلة المشهد العام في عدد كبير من هذه الدول.
لم تكن المذبحتان اللتان وقعتا قبل يومين في الجزائر «56 قتيلاً» هما المحفزتين لطَرْق مثل هذه الموضوعات لكن المذبحتين جاءتا في إطار فعل متنامٍ يعكس ضيقاً بالآخر لدرجة السعي إلى استئصاله وفق ممارسات مجنونة يفتقر منفذوها إلى أبسط ما يمكن أن يردع النفس الإنسانية من الإقدام على ذلك..
فهذه المذابح تحدث في بلد مسلم يعرف كل مواطن فيه كيف أن ديننا الحنيف يحرم قتل النفس البشرية وأن ذلك يساوي قتل الناس جميعاً..
ولا يقتصر الأمر على الجزائر، فقد كانت اليمن مؤخراً مسرحاً لاغتيالات مؤسفة وتشمل الأمثلة أفغانستان وغيرها.
وتأتي هذه الأحداث والعالم الإسلامي برمَّته مهدد ومستهدف من قبل قوى تختزن كَمَّاً هائلاً من الحقد عليه تحركها أكاذيب باتت تنطلي حتى على الزعامات الدولية التي استغل بعضها هذا الأمر لتنفيذ أجندته.
هذه المذابح يمكن إضافتها إلى الكم الكبير من الأكاذيب لتأكيد الصور النمطية الجاهزة عن الإنسان المسلم وللتعجيل بتنفيذ المخططات ضد أمة الإسلام.
إن دورة العنف في الجزائر وفي غيرها من بلدان العالم الإسلامي تتغذى كل يوم بهذه المذابح والهجمات والهجمات المضادة وتتصاعد بالإصرار على الانتقام..
ومن المهم دائماً أن يفطن أبناء الجزائر إلى أن الأوضاع هناك مرشحة للمزيد من التصعيد إذا ترسخت القناعة بترك آليات العنف تفعل فعلها دون تدخل حاسم وفعال..
فمثل هذا التدخل مطلوبٌ للتأكيد على أن الفعل الإنساني الخيِّر والنبيل هو الذي يمكن أن يسيطر على العواطف المنفلتة التي تضع الإنسان في مرتبة الحيوان.
وبلا شك فإن تدهور أي دولة في عالمنا الإسلامي يعني أن هناك خللاً في كامل البناء، ومن الواجب التداعي من أجل الإنقاذ وترميم مواقع الضعف.
|