* كراكاس الوكالات:
ذكرت الشرطة الفنزويلية أن اثنين من رجالها جرحا السبت خلال اطلاق نار اندلع أثناء تشييع أحد الشخصين اللذين قتلا في التظاهرات الدامية التي جرت الجمعة في كراكاس.
ويأتي هذا الحادث في اليوم الرابع والثلاثين للإضراب الهادف إلى إجبار الرئيس هوغو شافيز على الاستقالة من منصبه.
وقدمت الحكومة رواية عن الحادث تختلف تماماً عن الرواية التي قدمتها شرطة كراكاس التي تعد مؤيدة للمعارضة.
وقال قائد الشرطة في كراكاس هنري فيفاس لشبكة التلفزيون «غلوبفيجن» إن عنصري الشرطة جرحا بعد أن قام رجال مسلحون بفتح النار ورشق حجارة باتجاه مركز للشرطة يقع قرب مؤسسة لدفن الموتى، إلا أنه لم يوضح ما إذا كان العنصران أصيبا بالرصاص.
وكان مفوض الشرطة لوكاس روندون أعلن قبل لحظات أن مجموعة من «الشافيزيين» في إشارة إلى أنصار الرئيس شافيز كانت موجودة على مقربة من مؤسسة دفن الموتى، باشرت برشق مركز الشرطة المجاور بالزجاجات الفارغة فقامت الشرطة بالرد عبر اطلاق قنابل مسيلة للدموع والرصاص المطاطي.
من جهته نفي نائب رئيس فنزويلا خوسيه فنسانتي رانغيل الذي كان موجوداً بين الجمع المشارك هذه الرواية للأحداث وأكد عدم حدوث أي إطلاق للنار باتجاه مقر الشرطة.
وقال رانغيل «لم يحصل أي استفزاز من جانب الأشخاص الذين كانوا يبكون ميتهم».
واتهم الشرطة بأنها مسؤولة عن مقتل الشخصين الجمعة وعن اطلاق النار السبت.
وأضاف نائب الرئيس «هناك إشارات عدة تتهم عناصر من شرطة كراكاس بالمسؤولية عن هذه الجرائم، إن هؤلاء الأشخاص لا يحترمون حتى الموت، إن ما قاله فيفاس غير مسؤول».
وتابع رانغيل «لقد أعدم الشخصان بشكل وحشي والشكوك تتركز حول عناصر من شرطة المدينة» واعداً ب«تطبيق القانون وإرسال المسؤولين عن هذه الأحداث إلى السجن».
وبث التلفزيون صوراً لرجل يطلق النار من مسدس قبل أن يركض باتجاه مؤسسة دفن الموتى، إضافة إلى صور لعناصر من الشرطة يستخدمون القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.
وأفاد شاهد طلب عدم الكشف عن اسمه ان اطلاق النار حصل عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي عندما استخدمت الشرطة قنابل مسيلة للدموع وبينما كان أنصار للرئيس شافيز يرشقون بالحجارة مجموعة صغيرة من المعارضين للحكومة كانوا يتظاهرون قرب مؤسسة دفن الموتى.
وحسب محطة «غلوبفيجن» فإن نحو 15 شخصاً اطلقوا النار باتجاه عناصر الشرطة.
وكان صحافي من وكالة فرانس برس شاهد الجمعة الشرطة تطلق النار، كما شاهد شخصين بلباس مدني يطلقان النار باتجاه أنصار شافيز بعد قيام قناصة باطلاق النار على تظاهرة تضم معارضين لشافيز.
وتزامنت أعمال العنف هذه مع قيام تظاهرة ضخمة للمعارضة جمعت مئات آلاف الأشخاص.
وقام جنود باستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي ضد الطرفين، في حين كان أنصار الرئيس شافيز يرشقون الحجارة والزجاجات الفارغة على المعارضين الذين كانوا يردون بالمثل.
وحسب السلطات فإن ستة أشخاص أصيبوا بالرصاص إضافة إلى الشخصين اللذين قتلا، كما أصيب 12 آخرون نتيجة التراشق بالحجارة والزجاجات الفارغة بينما أسعف 75 شخصاً لإصابتهم بعوارض اختناق ناتجة عن تنشقهم الغاز المسيل للدموع.
وتطالب المعارضة باستقالة شافيز وإجراء استفتاء شعبي في الثاني من شباط/فبراير المقبل.
إلا أن شافيز أكد بأنه يعد هذا الاستفتاء مخالفاً للدستور وهو يعارض إجراءه.
وأعلن أنه يوافق على إجراء استفتاء في منتصف ولايته، كما هو وارد في الدستور اي في آب/اغسطس 2003، يتيح للفنزويليين القول ما إذا كانوا يرغبون ببقائه حتى العام 2006.
وكان شافيز انتخب للمرة الأولى عام 1998، ثم أعيد انتخابه لمدة ست سنوات بأكثرية 57 بالمئة من الأصوات في تموز/يوليو 2000.
وشارك مئات الأشخاص المؤيدين للرئيس الفنزويلي هوغو شافيز في تظاهرة بغرب كراكاس احتجاجاً على مقتل شخصين بالرصاص أمس خلال مواجهات مع متظاهرين معارضين للرئيس.
وأكد المتظاهرون المؤيدون للرئيس أن القتيلين اللذين سقطا أمس بالرصاص هما من أنصار الرئيس وقد قتلا برصاص شرطة كراكاس.
ومن جهتها، أعلنت حركة التنسيق الديموقراطية التي تضم قوات المعارضة أنها قررت «ثلاثة أيام حداداً على المواطنين الفنزويليين اللذين قتلا» أمس.
|