* القاهرة- سلوى محمد:
اتسم الحصاد السينمائي لعام 2002 بغلبة الطابع الكوميدي رغم نجاح القليل منها قياسا على شباك التذاكر الا أننا نستطيع القول إن أفلام هذه الموجة فقدت برقها طوال العام فقد تميزت بهبوط المستوى وضعف الموضوع وعدم تماسك أطراف السيناريو أو حتى مهارة الاخراج لتكون المحصلة بالتأكيد مخيبة للآمال فقد حدثت تغيرات بخارطة الكوميديا لنجوم 2002 فبينما خرج علاء ولي الدين من المشاركة هذا العام وفقد محمد هنيدي نكهته الكوميدية التي حققها من قبل في كل ما قدم من أعمال سينمائية سابقة التي جعلت فيه نجم يتهافت عليه كبار المنتجين وارتفع أجره وفقد سحره هذا العام في صاحب صاحبه لسعيد حامد لدرجة أكدت للجمهور تكرار أفيهات هنيدي وحركاته ذات الطابع البهلواني أو حتى التخفي في زي النساء فحين لم يساعده كتاب السيناريو على التطوير والتغيير ليقدم دورا جديدا بمواصفات جديدة لتكون النتيجة ما حدث.
وبعد نجاح ولمعان شعبان عبدالرحيم في مواطن ومخبر وحرامي ظن منتج فلاح أن شعبان الدجاجة التي ستبيض ذهبا ليسند اليه بطولة الفيلم السابق ليخسر المنتج أمواله ويخسر شعبان رصيده كممثل ويخسر المخرج الجديد سمعته.
الكوميدي الناجح أحمد آدم فهو مثال للممثل الطموح والموهوب ظهر في فيلمي«هو في ايه» و«البحر الأبيض المتوسط» والفليمان للمخرج شريف مندور، والفليمان ما هما الا انتقال إلى كوميديا ارتجالية تسيء لصناع الفيلم.
وبخطوات ثابتة وقصيرة تقدم هاني رمزي إلى السينما بعمل صغير لفيلم يحمل عنوان «محامي خلع» مع داليا البحيري وعلا غانم وهو المخرج جديد«محمد ياسين» ولكن اعتمد على ما قدمه من قبل ولهذا لم يقدم جديداً.
* اللمبي
أما أكثر الأفلام اثارة للجدل والأكثر تحقيقا للربح هو «اللمبي» لوائل احسان بلا منافس الذي سجل أرقاما قياسية في محصلة شباك التذاكر التي تجاوزت العشرين مليوناً من الجنيهات في سابقة لم تحدث من قبل بالرغم مما قابله من نقد ومقالات عديدة ضد الفيلم وبطله وتميز أداء محمد سعد«اللمبي» مع كل ما يحيط به فلا تمرد أو ثورة على وضعه بل تعامل باستخفاف بلا أفكار بلاهموم أو حتى ادراك وهذا ما يتمتع به أو يرتبط به معظم شباب الجيل الحالي لهذا أثار أعجابهم.
* تراجع أمير الكوميديا
وعلى مدار العام ينجح أمير الكوميديا عادل أمام أن يحقق النجاح الذي تعودنا عليه لاعماله بل انخفض مستوى فيلمه الوحيد «أمير الظلام» لرامي امام ابن النجم حيث تدنت المشاهد بل هبط النجم فيما قدم من عمل أساء فيه لتاريخه الكبير.
«رغبة نادية الجندي» التي تتعالى صرخاتها وضحاكتها بعدما فقدت الجاه والشباب والجمال لتصاب بمس جنوني وهي الشخصية الثرية التي تدنى بها الحال.
«الساحر» محمود عبدالعزيز فشل أيضا في جذب جمهور المشاهدين لفيلمه الجديد لضعف ملامحه الابداعية.
* السينما السياسية
وعلى محيط الأعمال السياسية قدمت السينما المصرية 2002 ثلاثة أفلام اثنان منهما لم يحقق النجاح بينما يعتبر الثالث هو الجيد من حيث مستواه الفني المتميز والفيلمان هما شباب على الهواء للمخرج عادل عوض وبركان الغضب أما«مافيا» التي تألق فيها النجم الشاب أحمد السقا في عناية وحب لما يقدمه لغير المألوف من الأعمال التي قدمت من قبل ولكفاءته في تسلق الأماكن المرتفعة (التدحرج فوق تلال الرمال).
ونجح الفنان المتميز أحمد زكي بالارتقاء الدائم لاعماله المتميزة ليفاجئ جمهوره ومحبيه ب«معالي الوزير» للمؤلف المبدع وحيد حامد والمخرج المتميز«سمير سيف» وناقش الوزير زكي الفساد السياسي المتمثل في أحد الانتهازيين بعد دخوله الوزارة بالصدفة ليصبح وزيرا يستمر في مقعده لسنوات طويلة بالرغم من اكتشاف حقيقة وفساد صعوده وكانت من الأفلام الجريئة التي قدمت لعام 2002 ومنحت بطله جائزة أحسن ممثل أما ضيفة الشرف فكانت الفنانة يسرا وشارك في البطولة لبلبة وهشام عبدالحميد، وحقق المطرب مصطفى قمر قفزة واسعة على مستوى الافلام السينمائية التي عرضت في العام الماضي حيث احتل قائمة الايرادات بفلمه «قلب جريء» بعد أن دخل المنافسة رافعاً شعار الخوف والقلق، الخوف من فيلمه ومن أفلام الآخرين والقلق من الصورة الجديدة التي سوف يراه فيها جمهوره الذي تعود على رؤية ذلك الشاب الوسيم الرومانسي ومصطفى يلعب في فيلمه الجديد«قلب جريء» شخصية جديدة تماما عليه ويقول: فكرته جديدة ودوري جديد جدا لم أقم به من قبل ومليء بالمفاجأت أجسد دور شخصيتين إحداهما«عالم مصري » يكتشف فيروس الجمرة الخبيثة ويخترع مصلا وقائيا ضد هذا الفيروس ويعلن بعد ذلك في مؤتمر طبي بأوروبا فتلجأ جهات أجنبية متعددة للتفاوض معه وعندما يرفض يتم قتله فتبحث الجهات المصرية عن شخص شبيه تستخدمه بدلاً من العالم المقتول لكشف الجناة والشخصية الثانية لرجل شاب مستهتر والقصة تدور في اطار رومانسي يمتزج بالأكشن والكوميديا تشارك البطولة الفنانة ياسمين عبدالعزيز والفنان حسن حسني وأحمد عيد وعبدالله مشرف والمطرب طلعت زين وعلى فكرة هكذا أضاف مصطفى قمر ولديه«اياد» 7 سنوات «وتيام» 5 سنوات فهما يجسدان دورين مهمين في هذا الفيلم يشاركون في 14 مشهداً وهذه التجربة مرهقة جدا لي، وليس لهما لأنني كنت أحضر أحيانا لحمل تيام في بعض المشاهد لفترات طويلة وأحيانا ينام مني فتصبح مشكلة أكبر أثناء التصوير حيث كنت أجد صعوبة بالغة في ايقاظه مرة أخرى.
* كذلك في الزمالك
أما فيلم«كذلك في الزمالك» فلم يحقق شيئا ان كان قد أثار ضجة قبل ظهوره بأنه سيدخل منافسة قوية الا أنه فشل والفيلم هو أول اخراج لأحمد عواض وهو من بطولة وتأليف حسين الامام ويشاركه البطولة محمد لطفي وبسمة ومحمد عبدالعزيز وعزت أبو عوف ومحمد محمود عبدالعزيز، وتدور احداثه حول «سعيد» عامل اطارات السيارات باحدى محطات البنزين و«نزار» الاستقراطي المفلس الذي يسكن حي الزمالك ويتفقان على عملية نصب بين القاهرة وبيروت والفيلم يرصد التحويلات التي شهدها واحد من أرقى أحياء القاهرة وهو حي الزمالك سواء على مستوى الشكل الخارجي مع اجتياح الزحام والكباري أو من حيث مضمون سكان هذا الحي الذين كانوا يعتبرون في الماضي ممثلي الطبقة الارستقراطية في مصر أما الآن فهم لا يمتلكون غير الماضي وبقايا من عز قديم والفيلم يقدم كل ذلك في إطار من الكوميديا الخفيفة وعبر حركة ومغامرات.
* مخرجون جدد
شهد العام السينمائي ظهور خمسة مخرجين جدد قدموا خمسة أفلام في إطار الموجة الكوميدية السائدة أولهم المخرج شريف مندور الذي قدم فيلميه: الأول هو «الرجل الأبيض المتوسط» بطولة أحمد آدم وسمية الخشاب والثاني هو «فيه ايه» بطولة المطرب محمد فؤاد وأحمد آدم.
وقد تخرج شريف مندور في معهد السينما عام 1990 وعمل بعد تخرجه في الحكومة الأمريكية لدراسة السينما في هوليود لمدة ثلاثة أشهر ثم سافر إلى فرنسا وعاد إلى مصر ليعمل كمدير للانتاج للأفلام والمسلسلات الأجنبية التي تصور في مصر وفي عام 2001 بدأ الاعداد لفيلمه الأول الرجل الأبيض المتوسط لكنه عرض في عام 2002. المخرج الثاني هو محمد ياسين وهو ابن شقيقة المخرجين محمد عبدالعزيز وعمر عبدالعزيز تخرج من معهد السينما عام 1987 وعمل فور تخرجه مع عدد كبير من المخرجين الذين ينتمون لمدارس وأجيال مختلفة مثل عاطف الطيب وشريف عرفة وخيري بشارة ونادر جلال ويوسف فرنسيس وفي العام الماضي فقط قدم أولى تجاربة الروائية وهي فيلم محامي خلع بطولة هاني رمزي.
أما المخرج وائل إحسان ففي اول عمل له كمخرج اكتسح ايرادات السوق وأثار ضجة كبيرة وذلك بفلميه اللمبي بطولة محمد سعيد وحلا شيحة ووائل احسان تخرج في كلية التجارة ثم التحق بمعهد السينما عام 90 عمل بعد تخرجه في عدد من القنوات الفضائية العربية وقدم عدة برامج وسهرات درامية ناجحة والعام الماضي رشحه المنتج محمد حسن رمزي لاخراج فيلم اللمبي وهو عن شخصية غريبة ولكنها موجودة وقد عرفتها عن قرب بحكم نشأتي في الأحياء الشعبية وعن النجاح والهجوم الذي قابله في فيلم اللمبي فيقول لم اكد أتوقع كل هذا النجاح ولكن هي ارادة الله لم نقدم شيئا خرافيا.
وفي أول أفلامه كمخرج اختار فهمي الشرقاوي أن يكون شعبان عبدالرحيم هو بطل فلاح في الكونجرس وقد لقي الفيلم فشلا جماهيريا واسعا بخروجه مبكرا من سباق أفلام الصيف والمخرج فهمي الشرقاوي تخرج في كلية الاثار ودرس النقد الفني بأكاديمة الفنون وعمل كمساعد مخرج لمدة 15 سنة في السينما مع محمد عبدالعزيز ومدحت السابعي وفي التليفزيون مع إسماعيل عبدالحافظ وفي المسرح مع حسين كمال وفهمي الخولي وحسن عبدالسلام ويعترف فهمي الشرقاوي بعدم نجاح فيلمه فلاح في الكونجرس ويقول التوقيت السيىء هو المسؤول فلم يكن توقيت عرضه مناسبا كما أن هذا الموسم السينمائي شهد تقلبات عنيفة.
أما آخر من احتفلت به السينما في مصر العام الماضي كان المخرج أحمد عواض وذلك من خلال فيلمه كذلك في الزمالك من بطولة حسب الامام ومحمد لطفي والمخرج أحمد عواضي تخرج عام 91 وكان مشروع تخرجه فيلم بيت المال الذي عرض في أكثر من مهرجان دولي وعمل مساعد مخرج لعدد كبير من المخرجين الكبار منهم علي بدرخان وخيري بشارة إلى أن حصل على فرصته في فيلم كذلك في الزمالك ولا يتنكر أحمد عواض من أخطاء تجربته الأولى فيقول أعرف أن هناك قصورا ما في السيناريو والميزانية كانت ضعيفة لكن قبلت التجربة حتى أقول للناس أن هناك مخرجا اسمه أحمد عواضي.
|