Monday 6th January,2003 11057العدد الأثنين 3 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دقات الثواني دقات الثواني
في موكب تكريم آل الجميح!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

في البدء، كنتُ عازماً على التشرُّف بتلبية دعوة الأهل الكرام في محافظة شقراء، ومشاركتهم مراسم تكريم ابن شقراء ووجيهها البار الوالد الشيخ محمد بن عبدالله الجميح، وأبناء أخيه الكرام، مساء الخميس الماضي، لكن ظرفاً شخصياً طارئاً حبسني، وحرمني شرف المشاركة في تلك المناسبة الوطنية الغالية.
***
من جهة أخرى، كنت قد أعدَدْتُ لهذه المناسبة الكريمة كلمةً خاصة، وطمعت أن القيَها بين يديْ المحْتفَى بهم، ويطيب لي أن أعرض فيما تبقَّى من حديث اليوم جزءاً من تلك الكلمة التي بدأتُها بما يلي:
(.. هذا يوم ينفع الأوفياءَ وفاؤُهم، ويقطف فيه أهل الجود ثمار جودهم، ويحتفي فيه أهل الشكر بِمَنْ هم أهلٌ له، وفاء ونبلاً وعطاء».
***
ثم عرجتُ بالحديث عن مكارم الخير التي قدمتها أسرة الجميح، ممثلة بعميدها الكبير وأبناء أخيه الأبرار، فقلت إنني لن استعرض مبرّات هذه الأسرة عبر السنين الطويلة، خدمةً لوطنهم، داخل منطقة شقراء وخارجها، لأنّ من بين خطباء الحفل من هو خيرٌ مني علماً وأبلغ تعبيراً لذكرها، ثم استطردتُ الحديث بطرح مداخلة ذات شقّين:
أولاً: إن بلادنا والحمدلله تزخر بمحبّي الخير، والفاعلين له، والحريصين عليه قيادةً وشعباً، خدمةً لشرائح متفرقة من أبناء وبنات هذا المجتمع، تأسرهم الحاجة، ويفتنهم العوزُ، وتُشْقيهم مرارة الترقّب لفعل الخير، بعضهم يعيشون بين جدران الصمت في المدن والقرى لا يسألون الناس تعفّفاً، والله بأحوالهم عليم!
***
واستشهدت في ذلك بالتظاهرة الإنسانية الشهمة لسمو سيدي ولي العهد أيّده الله ، حين زار بعض الأحياء الشعبية في مدينة الرياض خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك هذا العام، ليقف بنفسه حفظه الله على مظاهر القصور والعوز والحاجة في تلك الأحياء، وكيفيّة التصدّي لها وأمثالها عبر خطة استراتيجية وطنية طموحة، لتخفيف ويْلات الفقر حيثما كان.
وفي هذا الفعل النبيل من لدن قيادتنا الحكيمة تجسيدٌ بليغٌ لنبوغ ديننا الحنيف، وحثِّه الناس على فعل الخير، بنصوصٍ صريحة من القرآن الكريم والسنَّة المطهرة.
ثانياً: إن الشيخ محمد الجميح وأبناء أخيه مؤهَّلون للخير، حريصون عليه، وفاعلون له، ولست في حاجة للتذكير بما فعلوه، ويفعلونه بِرّاً بمحافظة شقراء وأهلها منذ زمن بعيد، وأكاد أجزم أنه لم تكن تنازعُ شيخنا الفاضل محمد الجميح الرغبةُ، أو يراوده الظنُّ، أو يسوِّغ له الهوى توقّعاً لمثل هذا التكريم أبداً، لأنه فَعَلَ ما فعل هو، ومَن معه تقرّباً الى الله، وامتثالاً لأمره في فعل الخير، فجزاهم الله جميعاً من الخير أجزله، ومن الأجر أجمله، ومن الثواب أبلغه!
***
بقي لي من هذا الحديث رجاءٌ إلى كلِّ محبّي الخير في كل مكان، فاعلين له ومستفيدين منه، ان يحذوا حذْو الأهل في شقراء بتكريم رموز الخير في ديارهم، فليست الدولة المكلَّفة وحدها بمثل هذا الفعل النبيل، كما فعلت وتفعل دائماً!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved