أخفق الفريق النصراوي في استثمار ظروف مباراته مع الهلال وتحقيق الفوز وهو بالتأكيد لن يجد فرصة أفضل من تلك التي أتيحت له الخميس الماضي!!
فكل الظروف قبل وأثناء المباراة كانت تسير في خدمة الفريق النصراوي الذي دخل المباراة وسط تكامل عناصره وبحضور كامل لأجانبه وبروح عالية مع المدرب الجديد وبعد الكم الوافر من لاعبيه الذين كانوا ضمن المنتخب الوطني الفائز بكأس العرب!!
فيما لعب الهلال بطاقم معظمه من الصف الثاني لغياب ستة من نجومه بداعي الإصابة يشكلون قوة ضاربة في الفريق كفيلة بتغيير موازين أي مباراة!!
وازداد الوضع مثالية بالنسبة للفريق النصراوي أثناء المباراة عندما غيب الحكم الكارت الأحمر الذي كان مستحقاً على الأقل لثنائي الدفاع النصراوي الداود والخثران. لكن يجب أن نلتمس العذر للحكم المطلق فهو في بداية مشواره ويدرك جيداً عواقب احتساب ضربة جزاء للهلال وطرد اثنين من الفريق المنافس والثمن الذي قد يدفعه ويحرجه في عمله وفي مجتمعه وبين أسرته!!
وفي ذات الوقت اعتبر الحكم المطلق جرأته في منح الهلاليين حقهم في احتساب ضربة الجزاء ثمناً يغنيهم عن إبرازه للكارت الأحمر رغم صراحة ووضوح القانون الذي يحتاج إلى أن يكون حضوره محلياً بنفس القوة التي نشاهده فيها في المباريات العالمية. وربما تغاضى المطلق عن ذلك للخروج من المباراة بأقل أضرار ممكنة شجعه على ذلك أن الهلاليين لا يتوقفون كثيراً عند نتيجة مباراة فطموحهم دائماً هو البطولة!!
هذه الوضعية النفسية والفنية التي كانت تدعم الموقف النصراوي في المباراة إلى جانب معاناة الهلال من غياب رباعي خط الوسط (التمياط والشلهوب والغامدي وبدرا) مكنت الفريق النصراوي من السيطرة الميدانية لكنها لم تحقق له الفوز، بل إن الفرص الهلالية كانت أخطر وأقرب للتسجيل لو تعامل الجابر بجدية مع تلك الفرص!!
وبرغم الحضور القوي لمهاجمي النصر الأجانب إلا أن توافق سرعتهم وحركتهم وأعمارهم مع الشريدة وعبدالله سليمان سهل من مهمة الدفاع الهلالي في مراقبتهم والحد من خطورتهم وأتوقع أنه لو استعان النصر ببعض مهاجميه الشباب لربما كانوا أكثر إزعاجاً بحكم فارق السن والنشاط بينهم ومتوسطي الدفاع الهلالي!!
الشيء الجميل حقاً هو الروح الرياضية التي كانت سائدة بين لاعبي الفريقين والحكم الذي قدم نفسه بشكل جيد ويحتاج فقط إلى مكاشفة ومصارحة حول بعض الأخطاء ليتفاداها مستقبلاً حتى لا نتركه يبحث عن الحقيقة والصواب وسط التصريحات الإدارية المتناقضة التي تحدثت عنه من زوايا ضيقة ووفق رؤى شخصية تغلفها العاطفة ويحكمها أحياناً التعصب!!
تعميم الجهل!!
طالب رئيس النادي الأهلي الدكتور عبدالرزاق أبو داود القنوات الفضائية بعدم إثارة واستغلال المستوى الفكري للاعبينا وقال إننا كسعوديين نبحث جميعاً عن إصلاح الثغرات التي يعاني منها اللاعب السعودي بدلاً من تسويقها بحثاً عن الإثارة!!
وعلى النقيض من ذلك نجد أن لائحة الاحتراف تعمل على تعميم الجهل بل وتشجع عليه فهي تنص على استثناء اللاعب الذي يضم للمنتخب من شرط الحصول على شهادة الكفاءة المتوسطة حيث يسجل اللاعب المحترف بدون هذه الشهادة!!
شيء يمكن ما شفتوه!!
** يقول الحكم إنه لم يطرد الخوجلي لأن سامي لم يكن في مواجهة المرمى!!
والسؤال من بقي خلف الخوجلي ومنع أن يكون سامي مواجهاً للمرمى فلم نشاهد هناك سوى الشباب الذين يحضرون الكرة خلف مرمى الخوجلي!
** أيضاً الحكم تخلص بذكاء من ورطة الكارت الأحمر لخثران النصر عندما لم يحتسب خطأ ضده لتعمده إصابة لطف وهو يحمل الكارت الأصفر!!
** مباراة تنافسية وجماهيرية يفتقد فيها الهلال ستة من نجومه ومع ذلك مستوى صوماليا لم يؤهله للمشاركة مع الفريق.. خوش أجانب!!
** سامي الجابر لا يزال يبحث عن التسجيل بالطريقة العالمية ولذلك تضيع من أمامه فرص تسجيل سهلة لا تحتاج إلى ابتكار بل إلى تواضع في التعامل معها!!
** يقول صالح الداود كنا نأمل في الفوز لنسعد جماهيرنا!!
وأنا أقول: الجماهير الواعية تسعد بالبطولات لا بالفوز على فريق معظم طاقمه من صفه الثاني!!
** وبلاتشي يقول عندما دربت الهلال في المرة الأولى كانوا ثمانية في المنتخب واليوم ثمانية مصابين!!
** سألت صديقي النصراوي عن عدم حضوره للمباراة في الملعب رغم النقص الذي يعاني منه الهلال.. قال ولو.. الاحتياط واجب!!
** الدعيع استعاد بريقه في المرمى الهلالي!!
** بعيداً عن الهلال والنصر لفت نظري التعامل مع بعض أحداث هذا الأسبوع..
فالأهلاويون الذين غضبوا من خسارتهم بالهدف الهلالي القاتل تقبلوا الأربعة من الاتحاد بكل رحابة صدر!!
وربما أن الحساسية المفرطة من الفوز الهلالي كانت هي السبب في نكبة الفريق الأهلاوي أمام الاتحاد!!
الحدث الآخر الترحيب الذي قوبل به قرار اتحاد كرة القدم الذي سمح بمشاركة نجوم المنتخب مع أنديتهم.. والغريب أن الذين رحبوا بالقرار هم أنفسهم الذين كانوا يصفقون لقرار الاتحاد عندما كان يؤجل مشاركة اللاعبين لمدة أسبوعين!!
المسألة ليست محكومة بالتقييم والمنطق بل بتغير الأطراف المستفيدة!!!
الحدث الثالث كان هو حفل اعتزال نجم الإمارات عدنان الطلياني الذي جرى وسط حضور كروي عالمي وحضور جماهيري كبير وتنظيم رائع أتمنى ألا يكون قد شاهده بعض نجومنا الذين تناست أنديتنا تكريمهم أو الذين تحول اعتزالهم إلى قضية واحتاجوا إلى لجان وشركات ومؤسسات لتنظيم حفل لا يعرف أحد متى وأين وكيف سيقام!!
| 
