Sunday 5th January,2003 11056العدد الأحد 2 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جولة رئيس الوزراء التركي الإقليمية: جولة رئيس الوزراء التركي الإقليمية:
مساع لإبعاد احتمالات الحرب المحتملة على العراق

  * دمشق - الجزيرة : عبدالكريم العفنان:
نفى مصدر دبلوماسي تركي في العاصمة السورية أي تعارض في موقف الحكومة التركية حيال العراق مع قادة الجيش التركي . وبين المصدر في حديث ل«الجزيرة» ان التقارير التي تتحدث عن مثل هذا التناقض تحاول إعادة الزمن إلى الوراء، وأن الحكومة والجيش اليوم متفقان على جميع الأمور المتعلقة بأمن المنطقة، وبين المصدر ان الجولة الاقليمية لرئيس الوزراء التركي عبدالله غول تسعى لفتح آفاق جديدة في المسألة العراقية، معتبراً أن لا حاجة لتركيا كي تؤكد موقفها من هذا الموضوع، لأنها متفقة مع جميع الحكومات العربية حول الالتزام الكامل بقرارات الأمم المتحدة، فالمهم اليوم حسب المصدر نفسه التعامل بجدية مع جميع الاحتمالات القادمة بما فيها العمل العسكري. وركز المصدر على أن علاقات بلاده مع جميع الدول العربية تتطلب زيادة في التنسيق، خصوصاً أن أي زعزعة للاستقرار يمكن أن تؤدي إلى نتائج كارثية على المنطقة بشكل عام. وحول المباحثات التي سيجريها غول مع المسؤولين السوريين غداً «اليوم» كما سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد. وأوضح المصدر أنها تتعلق بثلاث نقاط أساسية:
- الاحتمالات المفتوحة أمام الموضوع العراقي اليوم، بعد فشل المفتشين في التوصل إلى أي كشف جديد حول أسلحة الدمار الشامل. حيث يبدو أن هذا الأمر يقلق كلاً من أنقرة ودمشق لأنه وضع الجهود الدولية ضمن محورين متعارضين: ففي حين لا تجد الأمم المتحدة أي دليل مادي حول أسلحة الدمار الشامل، تصر الولايات المتحدة على اقتناء العراق لمثل هذه الأسلحة. وهذا الأمر ربما يؤدي إلى جولة جديدة من الضغوط السياسية داخل مجلس الأمن وخارجه. واعتبر المصدر ان تركيا وسورية تسعيان لقراءة المرحلة بشكل يساعد على ايجاد آليات تجنب المنطقة كوارث الحرب.
- طبيعة التنسيق الاقليمي الذي يمكن أن يظهر للمساعدة على حل أزمة العراق، وابعاد احتمال الحل العسكري، وربط المصدر بين زيارة غول لسورية وبعض التصريحات الأمريكية التي اعتبرت أن العمل العسكري ليس حتمياً، فمثل هذه التصريحات حسب المصدر نفسه تتيح مزيداً من تكثيف العمل الدبلوماسي. لكنه استبعد أي تدخل تركي أو سوري في خيار العراق الداخلي، مبيناً أن الأدوار التي لعبتها كل من دمشق وأنقرة خلال المرحلة القادمة كانت تقتصر على مساعدة جميع الأطراف للتعامل مع الجهود الدبلوماسية.
- مستقبل العلاقات السورية - التركية خصوصاً بعد الانتخابات التركية الأخيرة. حيث أوضح المصدر أن حكومتي البلدين تملكان الرغبة لتحقيق مرحلة جديدة من التعاون، بعد النجاح الذي تم تحقيقه في هذا الاطار منذ اتفاق أضنة.وبين المصدر ان رئيس الوزراء التركي سيتوجه من دمشق إلى القاهرة يوم الأحد، ثم سيزور بعد ذلك الأردن والسعودية، كما أن وزير الدولة التركي للتجارة الخارجية «كورسات توزمن» سيزور بغداد من 10 إلى 12 كانون الثاني/ يناير. ويذكر أن الولايات المتحدة طلبت من تركيا مساعدة عسكرية لشن هجوم محتمل على العراق، لكن الحكومة ألمحت الأسبوع الماضي إلى أنها تنتظر قراراً جديداً من مجلس الأمن الدولي لتحديد موقفها. حيث تتخوف تركيا من أن تؤدي أي عملية عسكرية في العراق إلى زعزعة استقرار المنطقة، وتمهد الطريق لقيام دولة كردية في شمال العراق. كما ترى بعض الأوساط السياسية التركية أن المشاركة إلى جانب الأمريكيين في عملية ترفضها الغالبية العظمى من الشعب التركي، ربما تجعل مسلمي الشرق الأوسط ينظرون إلى تركية كدولة تعمل على حساب الغرب. فتسعة من كل عشرة أتراك يعارضون الحرب ضد العراق، وذلك وفق ما أفاد استطلاع للرأي نشرته صحيفة تركيش دايلي نيوز يوم الخميس الماضي.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved