Sunday 5th January,2003 11056العدد الأحد 2 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

خطة بوتين للسلام في الشيشان تواجه تهديدات عديدة خطة بوتين للسلام في الشيشان تواجه تهديدات عديدة
فريدهلم كوهلر (*)

هناك قاعدة أساسية واحدة في الحرب الروسية ضد الشيشان: إن الأمور لا تسير وفقا لخطط الكرملين. فبعد ثلاث سنوات من الحرب في هذه الجمهورية القوقازية مازال الرئيس فلاديمير بوتين يأمل في التوصل إلى حل للنزاع عام 2003، ولكن خطة الكرملين ليست مهددة بالفشل بسبب معارضة المقاتلين الشيشان فحسب وإنما أيضا بسبب ضعف التنسيق بين السلطات الروسية.
وأحدث مثال على ذلك هو إصدار وزارة الخارجية الروسية إعلانا بإنهاء مهمة بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للمراقبة في الشيشان.ويتطلع أحمد قديروف، وهو عالم دين إسلامي سابق ويرأس الإدارة الحالية، إلى أن يكون على رأس المتنافسين على منصب الرئاسة في خريف العام الحالي.
وحتى ذلك الحين فان «عودة الحياة إلى طبيعتها» ستكون الهدف الرئيسي للكرملين، حتى لو أدى ذلك إلى عمل القوات الروسية لوقت محدود بمنطقة الحرب، حيث لا يتم السماح للقوات الروسية بمغادرة ثكناتها إلا بعد إتمام عملية إزالة الالغام بين أواخر النهار وغروب الشمس.
ولإظهار أهمية خطة السلام المقترحة قامت السلطات أيضا بحل معسكر للاجئين في أنجوشيا المجاورة.
وسوف يظل المطاردون الذين يعملون سرا بقيادة الرئيس أصلان مسخادوف خارج التسوية التي طرحها الكرملين والمعروفة «بالسلام بدون مفاوضات».
والحقيقة أن التفجيرات التي استهدفت مبانٍ حكومية في جروزني قبل بدء العام الجديد، والتي خلفت 83 قتيلا على الأقل أظهرت أن المقاتلين لن يسمحوا بأن يتم تهميشهم.
ولقد دأب الغرب على دعوة موسكو إلى التفاوض مع مسخادوف أو مبعوثه أحمد زاكاييف، وفي الواقع أنه تم رفض خطط سلام أخرى طرحها بون في وقت سابق، ولقد أشاد المستشار الألماني جيرهارد شرويدر مؤخرا بموقف بوتين في مؤتمر بموسكو.
ويقارن دبلوماسيون في موسكو بين خطط السلام في الشيشان ونظيراتها في أفغانستان التي أنجزها مجلس اللويا جيرجا، وتجري وراء الكواليس أحاديث عن إرسال مراقبين دوليين لمراقبة الاستفتاء، وقد أرجأ الغرب أيضا مسألة «أموال السلام» التي تستهدف إعادة بناء الشيشان التي مزقتها الحرب.
ومن هذا المنطلق لا يكون قرار إنهاء مهمة بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمراً سليماً. فروسيا تريد وقف مراقبة أوضاع حقوق الانسان وقصر التمثيل الأجنبي على تقديم المساعدات الانسانية. ولم توافق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا على ذلك.
وقامت وزارة الخارجية الروسية بمضايقة أضعف خصومها. فالتقارير بشأن انتهاكات حقوق الانسان في الشيشان لم تعلنها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وإنما جماعات مثل ذي راشان ميموريال أو انترناشيونال هيومان رايتس ووتش.
وتقدم بالفعل المفوضية العليا لشئون اللاجئين والصليب الأحمر الدولي ومنظمات خاصة المساعدات الانسانية.و
يبقي مجلس أوربا الذي يتخذ من ستراسبورج مقراً له الحرب شبه المنسية في القوقاز حية في الذاكرة، ولقد تعرضت وزارة الخارجية الروسية لانتقادات من جهات عديدة، بما في ذلك وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر، من أجل أن تسمح لبعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بمواصلة عملها.كما أن خطة بوتين يمكن أن تتعرض أيضا للخطر من قبل قرار أخير لمحكمة عسكرية روسية، والتي حكمت بأن يوري بودانوف الضابط الروسي رفيع المستوى مختل عقليا لانه قتل فتاة شيشانية مراهقة.
وبذلك نجا بودانوف من السجن وتم إرساله إلى مستشفى للأمراض النفسية وهو القرار الذي أصاب شعب الشيشان بصدمة، كما أبرز الطبيعة الاستبدادية للجيش وترك الكثيرين في شك بقدرتهم على إجراء عملية الاستفتاء بشكل نزيه.

(*) موسكو

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved