* عمان - الجزيرة - خاص:
قال الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية «حماس» إن وقف العمليات الاستشهادية يخدم اليمين الإسرائيلي ويتيح لارئيل شارون الادعاء أمام ناخبيه بانتصاره ووقف العمليات وتوفير الأمن لهم.
وأكد ان العمليات الاستشهادية ستستمر وأن اسرائيل - الذي توقّع زواله خلال ربع قرن - لن ينعم بالأمن طالما بقي الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، مضيفاً أن الذين يقتلوننا يجب ألا ينعموا بالأمن ما دام شعبنا الفلسطيني تحت الاحتلال.. والمعركة سجال.
وقال:« سيهزَم هذا العدوان وستكون نهاية هذا الكيان في الربع الأول من القرن الحالي.. فعليكم أن تنتظروا».
وأكد الشيخ ياسين ان قضية فلسطين قضية جوهرية وتتطلب استمرار الحوار مع كل الأطراف والفصائل الفلسطينية وفقاً لاستراتيجية عمل دائم.
وأشار إلى أن حركة حماس تهدف منذ انطلاقتها عام 1978م إلى تحرير الأراضي الفلسطينية والمقدسات واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ولن تستسلم مهما تزايدت قوة الترسانة العسكرية الصهيونية.
وأوضح ان الحركة قاطعت لجنة المتابعة العليا للانتفاضة لوجود ازدواجية في المعايير ولعدم ايجابيتها التي لا تظهر إلا عند المشاكل التي تكون حماس طرفاً فيها، مؤكداً عدم رغبة حماس في السلطة طالما ظلت الأراضي الفلسطينية تحت الاحتلال.
ونفى المزاعم الإسرائيلية بوجود جيش شعبي يتبع للحركة وإنما يوجد دفاع شعبي للدفاع عن النفس في حال التعرض للهجوم الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تهدف من حربها على العراق اتاحة المجال للهيمنة الإسرائيلية على المنطقة.
وقالت حركة حماس في بيان لها أمس بمناسبة ذكرى انطلاقتها :«اعتدنا في كل عام أن نحتفل بهذا اليوم لنراجع أنفسنا فنصحح النية.. ونقوّم العمل حتى يكون خالصاً لوجه الله.. موافقاً لشريعة رسوله.. ولنجدّد العهد مع الله على مواصلة الجهاد في سبيله حتى نلقاه - عز وجل - غير مبدلين.. فإما النصر وإما الشهادة: {مٌنّ المؤًمٌنٌينّ رٌجّالِ صّدّقٍوا مّا عّاهّدٍوا اللَّهّ عّلّيًهٌ فّمٌنًهٍم مَّن قّضّى" نّحًبّهٍ وّمٌنًهٍم مَّن يّنتّظٌرٍ وّمّا بّدَّلٍوا تّبًدٌيلاْ } ..
انطلقت حركتكم.. حركة المقاومة الإسلامية حماس .. قبل خمسة عشر عاماً كامتداد طبيعي لدعوة الاخوان المسلمين.. التي أخذت على عاتقها احياء المجد الإسلامي.. وبعث الأمة الإسلامية من جديد.. لتعيد لهذه الأمة وجهها الإسلامي المشرق.. ولتحيي في النفوس عقيدة الإيمان.. ولتنير بالقرآن درب الحائرين.. ولتبني بالسنة الصحيحة سلوك العابدين.. ولترفع راية الحق والقوة والحرية في ربوع العالمين.. تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.. وتدعو إلى الله على بصيرة.
وجاء في البيان: «انطلقت لتبعث في الأمة روح الجهاد من جديد.. فجهادنا ماضٍ بإذن الله حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني المقدّس من البحر إلى النهر.. وإقامة الدولة الإسلامية.. ولن يتوقف بإذن الله تعالى:{حّتَّى" لا تّكٍونّ فٌتًنّةِ وّيّكٍونّ الدَينٍ كٍلٍَهٍ لٌلَّهٌ }.
انطلقت لترفع منارة القيم والأخلاق الإسلامية التي بها سدنا العالم من قبل.. وبها سنسوده في المستقبل بإذن الله تعالى.. لتعلي القيمة الانسانية في الإنسان.. بعد أن أرهقته حضارة المادة.. وتحرره من قيود الأرض لترتبط روحه بخالق الأرض والسماوات.. لتخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.. و من جور الأديان إلى عدل الإسلام.. ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.
انطلقت حركتكم في حالة وهن من الأمة.. وبعدٍ عن دينها.. تشقّ طريقها كمن ينحت في الصخر.. وقد قام روادها الأوائل بجهود مباركة.. في صبر ومثابرة.. فحاربوا الجهل بالدين.. وسلبية المسلمين الغافلين.. وبطش الظالمين.. واشاعات المغرضين.. يسيرون وفق منهج اشتقوه من سيرة رسول الله .. فأقاموا قاعدة صلبة من الرجال المؤمنين الصادقين.. ثم أخذوا يوسّعون النشاط سياسياً واجتماعياً حتى غدت حركتكم عنصراً أساسياً في تركبية المجتمع الفلسطيني بفضل الله.. ثم ما لبثوا أن رفعوا لواء الجهاد.. فتقدمت كتائب الشهيد عز الدين القسام حتى أصبح اسمها رمزاً لكل الأحرار في العالم.. وأملاً لكل الأمة في الحرية والانعتاق.. وأصبحت عملياتكم الاستشهادية قبلة الأحرار يتسابقون إلى تقليدها والمنافسة والتسابق إليها.
أيها المرابطون على ثرى الوطن:
لم يكن طريقنا مفروشاً بالورود.. بل سلكنا طريق أصحاب دعوات الحق عبر التاريخ.. هذا الطريق المعبد بالدماء والأشلاء.. فقدمنا الشهداء بالمئات.. وقدّمنا الأسرى والجرحى بالآلاف.. وكلّ ذلك يهون في سبيل الله.. ونقول لقادة الشر في العالم الذين أعلنوا الحرب على حركتكم حماس إن حماس رقم صعب.. وأن أملكم في النيل منها لن يتحقق بإذن الله تعالى :{يٍرٌيدٍونّ لٌيٍطًفٌئٍوا نٍورّ اللّهٌ بٌأّفًوّاهٌهٌمً وّاللَّهٍ مٍتٌمٍَ نٍورٌهٌ وّلّوً كّرٌهّ الكافٌرٍونّ }.. فدعوة الحق لا تقف في وجهها قوة مهما عظمت {إن يّنصٍرًكٍمٍ اللّهٍ فّلا غّالٌبّ لّكٍمً}.
وقال البيان:« إن طريقنا واضحة وضوح الشمس.. ومنهجنا ثابت ثبات السنن.. فهو ليس فكرة مفكر.. ولا حلم انسان ثوري ينطفئ حماسه بعد حين.. ولا أمل مغامر تحطمه العقبات.. إنه منهج الله الذي ارتضاه لنا ونذرنا أنفسنا لتحقيقه في دنيا الناس.. فلا تسمعوا للمرجفين والمشككين.. وثقوا من صحة طريقكم ومن ثباتنا عليه بإذن الله.
لقد زلزلت المقاومة كيان العدو.. وحطمته أمنياً فهو محاصر بالرعب.. وأرهقته اقتصادياً.. فبات الكثير من الغاصبين يفكر في النزوح عن أرضنا ومنهم من نزح فعلاً.. وأربكته سياسياً.. فأسقطت بيريز ونتنياهو وباراك.. وستسقط بإذن الله الارهابي شارون.. وسقوط شارون بداية سقوط للكيان كله إن شاء الله تعالى.. فهو أملهم في تحقيق الأمن.. ولا يوجد لديهم من هو أكثر ارهاباً منه في تاريخهم المعاصر.. ومن هنا لا بد للمقاومة أن تتواصل.. فهي الخيار الوحيد لاسترداد الحقوق والذود عن الوطن ودحر الغاصبين.
لقد عانى شعبنا دون شكٍ استشهاداً واعتقالاً وحصاراً.. ولكنه بفضل الله تقبل هذه المعاناة بصبر وجلد عبر روح جهادية نادرة تذكرنا بأصحاب رسول الله.. ولقد تحطمت كل المؤامرات على صخرة إرادته.. وأن هذه الحشود الهائلة التي تشهدها مهرجانات الانطلاقة إنما هي استفتاء حقيقي يعكس قوة إرادة هذا الشعب.. وصدق عزيمته.. ونبل غايته.
لقد عملت حركتكم حماس رغم الألم والمعاناة على اقامة وحدة وطنية حقيقية عملية على أرض الواقع في اطار الجهاد والمقاومة.. وشاركت بكل مصداقية في لجنة المتابعة الوطنية والإسلامية.. وهي تدعو اليوم كل القوى لتعيد للجنة المتابعة دورها الأصيل في الحفاظ على انتفاضتنا المجيدة.. وشاركت ولا تزال بكل مسؤولية في كل الحوارات التي اعتقدت أن من شأنها توحيد جهود شعبنا الفلسطيني.. وكظمت غيظها رغم كل أنواع الاستفزاز.. وتعاملت بمسؤولية كاملة تجاه الخلافات على ساحتنا الفلسطينية.. وسنظل بإذن الله صمام الأمان لوحدة شعبنا مهما كلفنا ذلك من تضحيات.. ونؤكد لكم اليوم أن سياسة ضبط النفس والتعامل بروح الأخوة هي خط ثابت لا نحيد عنه :{وّلّمّن صّبّرّ وّغّفّرّ إنَّ ذّلٌكّ لّمٌنً عّزًمٌ الأٍمٍورٌ }.. وعلينا أن نحافظ على أصالة خطابنا.. فننأى بأنفسنا عن لغة السباب والشتائم التي لا تليق بحركة واعدة مجاهدة كحركتكم.
وجاء في البيان: «إن الفساد سواء كان سياسياً أو اجتماعياً أو مالياً أو إدارياً أو أخلاقياً.. لهو أخوف علينا من عدونا.. وإننا لنؤكد أننا مع كل جهد مخلص من أجل الاصلاح الذي يوافق أمر الله.. لا الاصلاح الأمريكي الصهيوني الذي يهدف إلى تكريس الفساد، واضفاء الشرعية على الاحتلال.. وأي عمل سياسي اصلاحي أو أي جهد وطني سنخضعه إلى ميزان الله.. فما وافق شرع الله سنكون أول المبادرين إليه.. وما خالفه فثقوا أننا سنكون أول المحاربين له.
جاء في البيان:« إن حركتكم حماس لتشاطر المسلمين جميعاً آلامهم وآمالهم:{إنَّمّا پًمٍؤًمٌنٍونّ إخًوّةِ } فإننا نقف مع شعبنا العراقي المسلم في وجه الهجمة الصليبية الحاقدة.. كما وقفنا ومازلنا مع شعبنا المسلم في أفغانستان.. ونقف مع اخواننا المجاهدين في الشيشان الذين يحاربون من أجل حريتهم واستقلالهم.. ومع كل الحركات الإسلامية في العالم التي تعمل على إعادة بناء المجتمع المسلم على منهج الله عز وجل وإعادة دولة الخلافة الإسلامية.. وستظل علاقتنا باخواننا المسلمين علاقة حب واخاء.. وسنكون دوماً عنصر توحيدٍ واصلاح وتعاون ومحبة.. وهكذا هي رسالة الإسلام.
وقالت حماس في بيانها:« باسمكم جميعاً ندعو أمتنا العربية والإسلامية أن توحد صفها.. وأن توظف طاقاتها وامكاناتها من أجل نصرتكم ودعم انتفاضتكم.. فأمتنا تمتلك من الطاقات البشرية والاقتصادية والعقائدية والجغرافية والإعلامية والدبلوماسية وغيرها ما لا طاقة لعدونا به.. ونصرة شعب فلسطين نصرة للأمة.. فالخطر الصهيوني لا يقتصر على فلسطين وحدها.
وباسمكم أيضاً ندعو كل المخلصين في عالمنا العربي والإسلامي للجهاد بأموالهم في سبيل الله «من جهّز غازياً فقد غزا».. فتقديم الدعم لعمّالنا المرابطين على ثرى الوطن.. وطلابنا الذين يشقّون طريقهم نحو المستقبل الواعد.. وهم عدة الأمة، وذخر هذا الشعب المجاهد.. ورعاية أسر الشهداء والمعوقين والأسرى.. لهو واجب ديني على كل أبناء هذه الأمة أفراداً وحكومات.
وباسمكم أيضاً نتمنى على شعوبنا المسلمة أن تخرج عن صمتها.. لتعلن رفضها لما يقوم به الصهاينة بدعمٍ صليبي حاقدٍ من حرب إبادة لشعب فلسطين.. ومن تهديد وحصارٍ لشعبنا في العراق.. ورفضها للهيمنة الغربية على مقدرات الأمة.. وانتفاضتها على كل أسباب الضعف والوهن والعجز التي حلت بالأمة.
وباسمكم أيضاً تحية اجلال واكبار لأرواح شهدائنا الذين أحيوا فينا روح العزة والكرامة.. ونجدد العهد معهم على المضي في طريقهم حتى نلقى الله شهداء.. أو نعيش على هذه الأرض المباركة أحراراً سعداء.. وتحية لأمهاتهم اللاتي أرضعنهم لبن الجهاد والمقاومة.. ولآبائهم الكرام.. ولزوجاتهم الصابرات.. ولأطفالهم ولاخوانهم وعشائرهم.. وتحية لأسرانا البواسل.. شموع الحرية وعنوان النصر القادم بإذن الله.. ونقول لهم «لن يغمض لنا جفن حتى نحطم القيد الذي يلف معاصمكم».. ونراكم بيننا تساهمون في رفع لواء الجهاد.. وتحية لجرحانا الأماجد.. نعاهدهم جميعاً على الثبات على الحق والوفاء بالعهد.. وتحية إلى قيادة حركتنا المباركة في كل مواقعها في الضفة والقطاع وفي خارج الوطن المحتل.. التي أثبتت وحدتها وتماسكها رغم ارجاف المرجفين وأقاويل المشككين.
ولا يفوتنا أن ندعو الله بالمغفرة ونستمطر الرحمات على أرواح شهدائنا.. وعلى روح مرشدنا الراحل مصطفى مشهور.. ونجدد الولاء والبيعة لمرشدنا الجديد، سائلين المولى عز وجل أن يوفقه وإيانا إلى خدمة الإسلام والمسلمين.
|