Sunday 5th January,2003 11056العدد الأحد 2 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

صالح العزاز.. الفنان النَّبيل صالح العزاز.. الفنان النَّبيل

صالح العزاز امتلأ قلبه بالحب للجميع، فاتفق الجميع على حبه وجمال ابتسامته وصدق محياه، فما ان تقابله حتى تشعر من خلال إقباله عليك واهتمامه بك انك تربطك به صداقة وأواصر معرفة منذ وقت طويل، وما ذلك الا انه - رحمه الله - كان مخلصا في اعطائك حبه وحديثه وابتسامته.
عرفته أول ما عرفته في مكاتب الشركة السعودية للأبحاث والنشر في الرياض عندما كنت محررا في صفحة الأدب والثقافة بجريدة «المسلمون» وكان هو مسؤولا عن مكتب مجلة «المجلة» بالرياض فما ان قابلته وتعرفت عليه حتى احسست أنني أمام شخصية نبيلة لحمتها الحب والاحترام للآخرين وسداها الفن والأدب والصحافة وقوامها حسن الخلق والشفافية في التعامل، كنا اذا تقابلنا أثناء العمل لا نكاد نجد نهاية للحديث الذي نتجاذبه لكي ينصرف احدنا عن الآخر.
فقد كنت حريصا على الحديث معه، وكان حديثا حول الأدب وفنونه، والصحافة وفنياتها وكان لا ينصرف عنك حتى تنصرف عنه أنت، وكان يعرض علي بعض الصور التي يلتقطها ويطلب مني طرح رأيي في أشكالها وما تحمله من مضامين ورؤى وأفكار وذات مرة قال لي : يا محمد لقد سجلت ب«كاميرتي» ملامح جميلة ورائعة من عموم مناطق الوطن، وأمنيتي أن أزور منطقتكم منطقة جازان لانقل ب«كاميرتي» طبيعتها الجميلة وآثارها الرائعة لأعكس من خلالها جمال أهلها وروعتهم وطيب قلوبهم وعمق حضارتهم.
أريد يا محمد ان أعكس من خلال شواطئها ووديانها وجبالها واشجارها وطبيعتها البريئة البكر براءة وبكارة اهلها لأقدم جمالهم وجمال أرضهم مع جملة ما اقدمه لعموم مناطق بلادنا الغالية، ووعدته بأن اصطحبه معي في احدى اجازاتي التي توافق فصل الربيع حيث تكون الطبيعة في جازان نظرة مشرقة لابسة ثوبها القشيب ثم بعد ذلك طوحت بنا الحياة حتى قابلته في معرضه الفوتوغرافي الذي أقامه في ردهة عمارة الفيصلية في الرياض، وكان - رحمه الله - سعيداً فرحاً مسروراً بما يعرضه من صور تحكي تراث وحضارة الوطن وتطوره الحديث من خلال ما حواه المعرض من صور لمدينة الرياض، وبعض مناطق المملكة فقال لي بابتسامته الرائعة يا محمد، ما زالت منطقة جازان بطبيعتها وأهلها في قلبي فمتى تحقق لي هذه الرغبة لأكمل بملامحها ملامح الوطن واكمل بها قسمات هذا المعرض فأنت كما تلاحظ تنقص قسماته خط قسمات جازان. فقد كان - رحمه الله - يرسم بعباراته هذه نصاً أدبياً رائعاً، فسألت الله ان تتهيأ الظروف لي وله وتواعدنا على ان لا يغيب عني كثيرا، وان أهتم بالأمر وتهيئة الظروف واقوم بالتنسيق معه، واصطحبه في احدى روحاتي الى المنطقة وتتحقق له رغبته، بعد هذا اللقاء لم يقدر لنا الله ان نتقابل حتى رحل الى امريكا وقضى القدر ما اراد الله له ان يقضيه ورحل صالح الى جوار ربه، وفي قلبه شيء من جازان رحمك الله يا صالح أيها الاديب النبيل واسكنك فسيح جناته، وتقبلك بقبول حسن، وأسبل عليك عظيم عفوه وواسع مغفرته انه هو الغفور الرحيم عوَّض أهلك عنك خيراً في الدنيا والآخرة، انه على كل شيء قدير.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved