* تغطية - سعيد الدحية الزهراني:
أقام النادي الأدبي بالرياض مساء يوم الثلاثاء الموافق 27/10/1423هـ في سياق نشاطه الثقافي المنبري لهذا الموسم محاضرة لسعادة الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين تحدث فيها عن تجربته في مجال الصحافة والنقد الأدبي وكتابة «السيرة الذاتية»، وقد أدار المحاضرة سعادة الدكتور محمد الربيع رئيس نادي الرياض الأدبي حيث ألقى د. الربيع كلمة تحدث فيها عن سعادته الغامرة وسعادة منسوبي أدبي الرياض باستضافة خامة أدبية ثقافية صحفية بحجم الأستاذ أبو مدين متطرقاً إلى انجازاته الصحفية والعملية ومشيراً إلى ما سيقدمه في محاضرته ابتداء من تجربته الصحفية والنقدية الأدبية ووصولا إلى ما سيلقيه على مسامع الحضور حول كتابه/ «السيرة الذاتية» الذي أصدره مؤخراً كما تطرق الى بعض مؤلفاته وإنتاجه الأدبي.ثم انتقل الحديث إلى سعادة الأستاذ أبو مدين حيث ابتدأ حديثه بالشكر الجزيل للنادي الأدبي بالرياض والقائمين عليه وعلى رأسهم د. الربيع لينتقل بعد ذلك للحديث عن مسيرته الصحفية والنقدية. بادئاً بالحديث عن حياته التعليمية ذاكراً انها كانت مرحلة غير مثيرة ، مشيرا إلى رسوبه في مادة التعبير كما انه لا يزال يترحم على معلم تلك المادة عندما نصحه بالقراءة وتكريس الجهد للتعلم. كما أشار إلى انه عمل في قطاع الجمارك براتب شهري قدره 350 ريالاً، حيث استرسل بعد ذلك في الحديث عن لقاءاته ومسيرته في المجال الحكومي وما صاحب ذلك من متاعب ومواقف لا يزال يذكرها بشيء من الحنين. كما أورد بشيء من التفصيل مسيرته ومشواره الصحفي والإعلامي وانضمامه الى الأندية الأدبية.
أما عن كتابه «السيرة الذاتية» فذكر الأستاذ أبو مدين أن الدافع وراء كتابته هو أن باحثة سعودية كانت تريد اعداد رسالة عليا وطلب منها أن تعدها عن عبدالفتاح أبو مدين فطلبت منه أن يرسل لها سيرة ذاتية فأعدها. ثم طلبت منه أن يعد سيرة ذاتية مفصلة جدا وبعد أن أعدها أخبرته تلك الباحثة أن الجامعة التي تدرس بها ترفض البحوث والرسائل المقدمة عن الاحياء فكان ذلك سبب اعداده لكتابه «السيرة الذاتية».
كما أشار الأستاذ أبو مدين في حديثه الى بعض الاشارات والتجارب الحياتية التي مر بها حيث ذكر ان الإنسان لا بد أن يتحدى نفسه قبل أن يتحدى الآخرين. كما دعا الشباب الى التقشف مؤكداً على أن الترف لا يصنع أمة. وفي نقطة أخرى أشار أبو مدين إلى أنه عندما أصدر كتابه «في معترك الحياة» أهدى نسخة منه إلى الشيخ عثمان الصالح. وحينها تلقى رسالة من الشيخ الصالح ابتدأها بعبارة «الحياة كلها معترك». ذاكراً أن ما عاصره من مواجهات ومصادمات وما شاهده من هذا وذلك في الجانب الأدبي والصحفي والمهني لهو الأمر الذي كان يحتم علينا أن نكون أو لا نكون. كما أكد أبو مدين في حديثه على أنه ابن الحياة الذي صنعته المتاعب والأيام، وهو من صنع نفسه بنفسه ابتداء من رسوبه في مادة التعبير وخروجه من المرحلة الابتدائية كما أشار في حديثه الى الأصدقاء ورفقاء الدرب الأوفياء ممن يستعين بهم وبكلماتهم الرجل العصامي في حياته. كما المح أبو مدين إلى الجانب الايماني الذي يكتنفه والذي هو مصدر غناه الأول والأخير. حيث يكون دافعا له في الاخلاص والتفاني في العمل. حيث ذكر انه عندما كان محرراً في جريدة عكاظ وكانت سيارته حينها مكتبا مليئا بالأوراق والمشاركات والمواد الصحفية والتحريرية.. كما أورد عدداً من الطرائف والمواقف الغريبة التي مرت به في حياته الاعلامية والعملية عامة. وعقب حديث الأستاذ أبو مدين كان هناك عدد من المداخلات والتعليقات نذكر منها:
- البواردي: أبو مدين أعطى لنا الرائد تلك المطبوعة التي رحلت. وأتمنى ان يعاد النظر إليها بعد أن انتشرت المطبوعات الفنية والرياضية وغيرها.
- أبو مدين: أشكر البواردي وأتمنى أن أوفق في ما ذكرت في مداخلتك.
- د. صالح الغامدي: ذكر أن هناك دراسة أو أطروحة في جامعة الملك سعود عن أبو مدين وتمنى أن تكون هذه المفاجأة مفاجأة سعيدة. كما أشار إلى بعض النواحي النقدية ذات العلاقة بكتابه «سيرة ذاتية».
- أبو مدين: أشاد بمداخلة الغامدي وبما ذكره تحديداً حول كتابه «السيرة الذاتية».
- د. عبدالعزيز بن سلمة: أشاد بالقيمة الحقيقية لكتاب أبو مدين «السيرة الذاتية» كما أشار في مداخلته الى الجانب الاعلامي والصحفي في الكتاب.
- أشاد بمداخلة ابن سلمة. كما تناول مداخلته بشيء من التعليق.
- الشيخ عثمان الصالح: أشاد بأبو مدين الصحفي والمثقف والأديب.
- أبو مدين: الشكر الجزيل للشيخ الصالح هذا الأب والمربي الفاضل.
- المداخلة الأخيرة كانت للدكتور عبدالله الغذامي حيث تحدث قائلا: لولا أبو مدين لما بقيت في أدبي جدة 10 سنوات كما ذكر أن أبو مدين ليس حداثيا وقد تطرق إلى عدد من الاحداث والشواهد الدالة على مدى تفانيه في أداء عمله. كما أكد الغذامي على أن أبو مدين عندما يفشل في أمر فإنه يتجه إلى نجاح أرقى من ذلك الفشل أو يصرح قائلا: لن أقبل أن أعمل تحت رئاسة أحد ولن أعمل تحت رئاسة أحد إلا هذا الرجل. لأنه يؤدي العمل بكل ما تحمله كلمة العمل والاخلاص فيه من معنى.
ما أقوله هو أن هذا الرجل من صناع التاريخ القلائل.
- أبو مدين: إلى أخي الأعز الغذامي كل الشكر والمحبة.
أما ما ذكره عن متاعب في العمل والتفاني في أداء العمل. فأقول ان الثقافة لا تعطي إلا التعب وما أنا إلا جزء من فريق عمل مثالي. وكنت أستفيد منهم ومن أخى د. الغذامي. وحتى ان كانت الثقافة باب تعب ونَصَب إلا أن الجهد الصادق لا بد ان يثمر وتورق أزهاره كثمن لما يمكن ان يجنيه مثقف. ما تجدر الاشارة إليه هو ان كل المداخلات جاءت مشيدة بدور أبو مدين ومؤكدة على حجم الحب والتقدير الذي يكنه المثقفون للأستاذ أبو مدين حيث انتهى ذلك الجمع الراقي في أجمل صور الوفاء والعرفان لرجل بذل واستحق.
وبهذا اختتم د. الربيع محاضرة الأستاذ أبو مدين متمنيا للجميع دوام التوفيق.
|