الإنجليزية في المرحلة الابتدائية
حامد بن مالح الشمري (*)

لاشك أننا ندرك ما للغة الإنجليزية من فوائد واستخدامات في مجالات متنوعة، فرضتها حاجة العصر الذي نعيشه وواقع الحاجة إلى ابتكارات ومخترعات وخبرات العنصر الأجنبي. إن أبناء هذا الوطن يفخرون بلغتهم العربية، لغة القرآن الكريم، والحمد لله أن أبناء هذا الوطن غيورون على دينهم ووطنهم وحريصون على انتشار لغتهم العربية وجعلها تتبوأ المكانة المرموقة ولاشك أن احترام هذه اللغة والالتزام باستخدامها في مجالات الحياة كافة مطلب وطني ينشده الجميع. إنه لمن المؤسف الاعتماد على اللغة الإنجليزية في كتابة التقارير والعقود والفواتير والتعليمات في الشركات والمستشفيات والبنوك وجعل إجادة اللغة الإنجليزية شرطاً أساسياً للعمل في وظائف القطاع الخاص. فمن غير المناسب التوسع في استخدامات اللغة الإنجليزية وجعلها تهيمن حتى على عقول شبابنا وأطفالنا في المدارس. فمن خلال تدريس هذه اللغة في المراحل الأولى من الدراسة نعمل على تأصيل هذه اللغة في ثقافتنا وربما يقود اخفاق الطالب في النجاح في هذه المادة إلى اخفاق وإحباط تام في باقي المواد الدراسية الأخرى، وليس كل الناس بحاجة إلى تعلم هذه اللغة وعند الحاجة كما هو الحال عند ابتعاث طلاب الدراسات العليا فيتم إلحاقهم بدورات مكثفة لتعلم هذه اللغة.
لاشك أننا ندرك أهمية اللغة العربية لأبناء هذا الوطن وللمسلمين عامة، وإنه من المؤسف حقاً أن نلزم أبناء هذا الوطن بتعلم لغة أمة أخرى ونلزم أبناءنا بتعلمها في سن مبكرة وربما نتجه إلى تكثيف تدريسها في المرحلتين المتوسطة والثانوية بشكل إلزامي، ولو كانت على شكل اختياري في هذه المراحل وتقييم عطاء الطالب في هذه المادة لايؤثر في مسيرة الطالب لكن الأمر أقل ضرراً بحكم أن تعلمها اختياري.
أتمنى ألاّ أرى في الإعلان عن وظائف مؤسسات القطاع الخاص هذا الشرط التعجيزي وأيضاً عدم الزاميتها للمرحلة الابتدائية. ولو تتبعنا دول العالم قاطبة لوجدناها تعتمد على لغتها الأصلية في كل شيء. إن أبناءنا الطلاب ينهون دراستهم لمراحل التعليم العام والجامعي وهم يتطلعون للعمل داخل المملكة وخدمة هذا الوطن، ومع هذا يطلب منهم إجادة اللغة الإنجليزية!! فهل المستفيدون والعملاء وأصحاب الشركات السعودية لا يتحدثون العربية؟!.
لابد من إعادة النظر في هذا الأمر المهم ونحن نقدر ونثمن قرار مجلس الوزراء بالأمر بإعادة دراسة مشروع تعلم اللغة الإنجليزية للمرحلة الابتدائية دراسة متأنية قبل صدور قرار نهائي فيه آملين أن يكون هناك من المسوغات الحقيقية لإدخال دراسة هذه المادة في حدود الحاجة وعلى أن تكون على شكل تعلم «اختياري» لا تؤثر بأي شكل من الأشكال في مسيرة الطالب الدراسية.