تبدو الطرقات حيناً لك مفتوحة..
وتبدو حيناً مثيرة لروح المغامرة في دخيلة نفسك.
فتقف أمام أبوابها المغلقة وأنت أكثر تحدياً وإمعاناً في العبور والاجتياز!
** قد تكون كذاك..
بالرغم من أنك من مواليد حقبة النكسات العربية.. والتي ما تزال.
وقد تعلل نفسك حيناً بتحدياتك الصغيرة لأنك تشعر أنك مع مجموعك الذي تنتمي إليه كأمة كبيرة عاجز حتى عن تفاصيل الأحلام البسيطة؟
** دعوني أكون أكثر قسوة
كم منكم انشغل تفكيره ليلة البارحة بأطفال فلسطين الذين تجور عليهم الأيام ونحن صامتون وعاجزون.
ألم تنشغل مساحات تفكيركم بنووي العراق والضربة المتوقعة وحرب المدن ومدة الحرب وحجم الخسائر.
أما أنا فأعترف أنني في هذا البرد القارس.. وأمام العجز القاهر الذي أصاب موقع أحلامي في شاشة ذاكرتي بمقتل..
أصبحت أسيرة لتفاصيل يقول عنها علماء النفس إنها حالة هروب من الواقع المؤلم والرحيل نحو تفاصيل غير ذات أهمية.
مثل لون الشعر.. ولون الجاكيت..
وحاسوب الابن.. وعلامات الرياضيات..
وفي البرد القارس.. الذي يجعل الكتابة مغامرة قاسية مع الأصابع التي مازالت تعشق القلم وتظل تنطوي عليه وتضمه بحنان سافر.. ومازالت تغترب كلماتها أمام النقر والنقير..
فإنني أجدني محاصرة بهمّ الحلم القادم.. للخريطة العربية
كيف ستكون فلسطين خلال عشر السنوات القادمة.
وكيف ستكون العراق...
وكيف سيكون النفط..
وكيف سيكون السودان.. وكيف ستتعامل قطر مع قناة الجزيرة المقلقة..
كيف سيكون الإعلام..
وكيف ستكون الأحلام التي احتجبت من ذاكرتنا ومن تفاصيل خيالنا..
لقد أصابنا وهن الواقع.. وبتنا أكبر من سنوات عمرنا بكثير..
إننا نحمل في دواخلنا خيال هرم أصابته الشيخوخة وهزته الخيبات المتوالية..
لكن المؤمن داخلنا لا يفتأ يذكرنا برحمة الله الواسعة..
وحتى هذه نعود لنربطها بالواقع فنقول ونتمتم..
إن الله سبحانه يأمرنا بالرحمة أولاً..
ثم هو سبحانه يأمرنا بأن نغير ما بأنفسنا حتى يغير الله حالنا.
وحالنا هي باختصار.. شيخوخة مبكرة أصابت أحلامنا فأودعتها ذاكرة العجز ويبقى الأمل ما بقينا مؤمنين..!
|