Saturday 4th January,2003 11055العدد السبت 1 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يارا يارا
جوال ببلاش
عبدالله بخيت

من عشرة آلاف دحدر سعر الجوال إلى مائة ريال. وقد توقعت في يوم من الأيام أن يصبح الاشتراك فيه مجانيا. وهذا ما نتجه إليه نحن والعالم. ولأن الجوال لن يكون مجرد هاتف فقد يأتي اليوم الذي لا يمكن لأي إنسان أن يستغني عنه. جوالات المستقبل ستكون متعددة الاستعمال. جهاز اتصال وكاميرا (وكاميرا فيديو) وتخزين معلومات وهوية وجواز سفر ورقم ملف طبي ورقم تأمين وربما السجل الاجرامي للمجرمين. يعني المرء هو جواله. بصراحة أما أن نبدأ في اختراع جوالات لها خصوصيتنا أو أن نرضى بالأمر الواقع. وتوضع في بطاقات الدعوة للزواجات (يمنع اصطحاب الأطفال والجوالات). أو أن نلطس فتحة الكاميرا في الجمارك. ولنا خبرة طويلة في ذلك. فالذي يقرأ المجلات الأجنبية سيرى أننا خبراء في اللطس على الصور. وموظفو اللطس تقريبا فقدوا وظائفهم مع دخول الإنترنت لذا يمكن الاستفادة من خبراتهم في اللطس للعمل في الجمارك للطس فتحات الكاميرا في الجوالات.
كنا في الماضي نتحدث عن الاغتراب بين الأهل والأصدقاء في أمريكا. كنا نسمع أن الأمريكان فقدوا حميمية الأسرة وأواصر القربى والعلاقات الإنسانية الدافئة. نسمع أن الإنسان منهم لا يرى أعز الناس لديه إلا في الأعياد والمناسبات. بل أن بعضهم لا يتكلف سوى إرسال بطاقة تهنئة في المناسبات الهامة كعيد الميلاد. ويبدو أن الدور جاء علينا فمع الجوال بدأت الزيارات تخف وبدأت الناس تتزاور بمكالمة أو مكالمتين حتى أن البعض بدأ ينسى السلام بالعناق أو بالمصافحة. فالمرء يلتقي قريبة أو عزيزه بعد أشهر طويلة أو بعد سفر ويكتفي بأن يسلم عليه سلاماً فاتراً ثم يكتشف أن سبب ذلك هو كثرة الاتصال بالجوال. ولا شك أن دخول رسائل الجوال سوف يفاقم من القطيعة بين الناس وخاصة عندما يأتي الجوال القابل للبرمجة. يعني أن تبرمج جوالك بحيث يبعث برسائل معينة في أوقات معينة بعلمك أو بدون علمك. فإذا دخل رمضان قام الجوال بإرسال رسائل تهنئة لكل المبرمجين فيه. وإذا جاء العيد قام بنفس المهمة. وهكذا في كل المناسبات حتى أنه بإمكانك أن تبرمج فيه مناسبات أقربائك وأصدقائك (زواج، ترقية، مولود) الخ فيقوم أخونا الجوال بإرسالها في مناسباتها. ورسائل الجوال بدأت تلعب دورا غريبا أعتقد أنكم لمستموه. وهورفع الكلفة بل رفع الحياء. فعن طريق الجوال بدأ كثير من الناس تبادل النكت دون خوف وتبادل الكلام الفاحش.
يبدو أن الجوال فك عوق كثير من العالم الذين يشلهم الحياء وتثقل عليهم الحشمة. وهذا طبعا لن تنساه شركات الاتصال. سوف تأتي خدمة 700 وتقوم بمهمة تزويد هؤلاء بأحدث النكت الفاحشة. لن تحتاج إلى برمجة جوالك يكفي أن تشترك في هذه الخدمة لتقوم بإرسال النكت إياها اليك وإلى من يعز عليك. هذا غير الأخبار المغرضة والإشاعات والصور الكيدية. أي صور يدعي أصحابها أن هذه فلانة وفلانة الأخرى.
ستختبص الدنيا خبصة الله لا يوريك.
وحا حلها يا ابن سلوم

فاكس 4702164

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved