* دمشق - الجزيرة:
لم يجد مصدر ديبلوماسي غربي في دمشق أي جديد بالنسبة للمناورات التركية- الإسرائيلية - الأمريكية، كونها بدأت تأخذ طابعا دوريا وواضح المعالم بالنسبة لمختلف دول المنطقة، مستبعدا في نفس الوقت أي تأثير سلبي على العلاقات بين دمشق وأنقرة.
وقال المصدر في تصريح ل «الجزيرة» ان أي طرف دولي يمكنه تفهم القلق السوري إزاء هذه المناورات لأنه مبرر وواضح، ففي الدرجة الأولى تدخل إسرائيل كطرف أساسي فيها في وقت يزداد فيه حدة الصراع في مختلف المناطق الفلسطينية، لكن هذه المناورات. حسب تعبير المصدر. تقام كل عام ولا تعطي أي مؤشر جديد في إطار التعاون العسكري بين إسرائيل وتركيا، مبينا أن الحذر السوري تجاه هذه المناورات ينبع من:- - حالة التصعيد التي تعتبرها دمشق قائمة عبر التهديدات اليومية لحكومة شارون ضد سورية ولبنان، فمثل هذه المناورات ربما تعطي دفعا للتيارات الإسرائيلية المتشددة، والطامحة للفوز بالانتخابات لرفع سقف التهديدات، وهذا ما حصل بالفعل عبر تصريحات ليبرمان قبل يومين.
-طبيعة الوضع في المنطقة في ظل احتمالات ضرب العراق، فالمناورات تعطي بعض المؤشرات إلى احتمالات التعاون العسكري بين إسرائيل وامريكا فيما لو ضرب العراق، وهذا ما يدفع سورية لإبداء قلق واضح تجاه أي مناورات عسكرية تشارك فيها إسرائيل.
-الوضع المتفجر في الأراضي المحتلة الذي يحتاج الى ضغط على الحكومة الإسرائيلية، حيث ترى سورية أنه من الضروري عدم إتاحة دعم عسكري إضافي لإسرائيل، يساعدها على تجاوز كافة القرارات الدولية.
لكن المصدر أوضح أن العلاقات السورية - التركية تطورت خلال المرحلة الماضية بشكل كبير، رغم وجود اتفاقات عسكرية بين انقرة وتل أبيب، وصلت في بعض الأحيان الى تطوير برامج تسلح من قبل مؤسسات عسكرية إسرائيلية، مما يوحي بأن سورية لا تجد في الوقت الحاضر أي مصلحة في إثارة هذا الموضوع، بل على العكس تجد في تطوير علاقاتها مع تركية ردا على محاولات إسرائيل خلق نوع من التطويق الإقليمي لسورية.
واعتبر المصدر ان الاتفاقية العسكرية بين دمشق وأنقرة والتي وقعت قبل شهرين تعبر عن الآلية السورية في مواجهة هذا الوضع، فالمؤشرات الحالية توضح:
أولا - أن سورية تعتمد في علاقاتها مع تركية على وضع جغرافي خاص، يعطي البلدين تمايزا واضحا في درجة التنسيق بينهما، وهو ما تجلى في الفترة الأخيرة من خلال فتح الحدود بينهما أثناء الأعياد، او في حركة التنقل للمواطنين عبر الحدود.
ثانيا - تجد سورية أن أي ضربة عسكرية محتملة ضد العراق سيكون لها تأثيرات مباشرة على كل من تركية وسورية في آن، وهو ما يدفع البلدين إلى التأكيد على طبيعة التوازن الإقليمي وعدم الإخلال به لصالح إسرائيل، وركز المصدر على أن العلاقات بين البلدين تسير نحو تكريس هذا الأمر، حيث تعطي الاتفاقيات الموقعة بينهما ملامح واضحة لمسألة التوازن الإقليمي.يذكر أن الإذاعة الإسرائيلية العامة قالت ان المناورات هي الخامسة من نوعها، وتشمل تدريبات على اعمال الإنقاذ في البحر والتنسيق بين القيادات العسكرية في الدول الثلاث، وتشارك فيها مروحيات وطائرات استطلاع وسفن من سلاح البحرية في الدول الثلاث.
|