خلاف بين مثقفين مصريين حول العمليات الاستشهادية

* القاهرة - مكتب الجزيرة - محيى الدين سعيد:
أثار سؤال حول العلميات الاستشهادية وهل هي سلاح في يد اسرائيل خلافا بين مثقفين مصريين حيث أكد فريق على ان السلام هو الخيار الوحيد المطروح حاليا وانه يجب تطويع كل ما هو متاح حاليا في أيدي العرب والفلسطينين لصالح تحقيقه في حين أكد الفريق الآخر أن المقاومة هي الخيار الوحيد من أجل تحرير كل الأرض الفلسطينية العربية بشكل عام.
الدكتور عبد الحليم قنديل رئيس تحرير جريدة العربي الناطقة بلسان الحزب العربي الناصري أكد بداية على أن وجود اسرائيل في حد ذاته يمثل خطرا مباشر على الأمن المصري وعلى الدور القيادي لمصر سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو ثقافيا وقال ان اسرائيل لا تستطيع الصمود في حرب استنزاف طويلة الأمد مشيرا إلى أن الانتفاضة الفلطسينية جعلت شارون يقول ان إسرائيل تخوض حرب وجود، وأضاف أن فترة معاهدات السلام وأوسلو أدت الى ان تحقق اسرائيل طفرة اقتصادية كبيرة لكن الانتفاضة قضت عليها وأعادت اسرائيل الى حجمها الحقيقي.
وأكد أن الصراع القائم مع اسرائيل هو صراع طويل ومستمر وأن الانتفاضة والعمليات الاستشهادية أضافت قوة جبارة لحركة التحرير الفلطسينية التي بدأت ولن تتوقف حتى لو انتكست فإنها ستعود أكثره قوة.
وأضاف أن الانتفاضة جعلت أيضا عرب 48 يتحدثوا من جديد بتعبيرات سياسية عربية خالصة ويسعون الى عودة التواصل مع بقية الشعب الفلسطيني مما أدى الى تراجع تيارات الاندماج في الكيان الصهيوني التي روج لها البعض بينهم.
وأشار الى أن المواجهة السكانية على الأرض الفلسطينية تميل باطراد لصالح الشعب الفلسطيني والوجود العربي في فلسطين لافتا الى أن هذا الوجود لا يمثل كما مهملا لأن الشعب الفلسطيني من أكثر الشعوب العربية تعليما وثقافة.
وأكد قنديل أنه ورغم أن الخمسين سنة الأولى من نشأة الكيان الصهيوني شهدت ارتفاعاً متزايداً للمشروع الصهيوني الا أن الخمسين عاما القادمة سوف تشهد انحداراً متزايداً له مشددا على انه لا يدعو الى رمي اسرائيل في البحر وانما الى تفكيك المشروع الصهيوني.
كما دعا قنديل الحكومات والشعوب العربية جميعا الى أن تستعد للحرب التي ستتعرض لها يوما ما ولن تستثني أحداً وقال ان لدينا الف سلوك وسلوك دون الحرب يمكن استخدامها في مواجهة اسرائيل وأمريكا وفي مقدمة ذلك المقاطعة ودعم الانتفاضة.
واكد قنديل أن ما بين اسرائيل وامريكا هو الاندماج الكامل بعينه مشيرا الى أن قيمة ما ضخته أمريكا لاسرائيل مؤخرا يبلغ 1600 مليار دولار .
أما اسامة سرايا رئيس مجلة الأهرام العربي فقال في ندوة حملت هذا التساؤل دعت اليها لجنة دعم الانتفاضة بنقابة الصحفيين: إن المقاومة غذت اليمين الاسرائيلي وجعلت شارون رئيس الوزراء القادم في اسرائيل بجدارة.
وأكد سرايا أن استراتيجية السلام يجب أن تكون هي الهدف وهي الخيار للحفاظ على عدم تكرار ما وصفه بالأخطاء وعدم الضعف أكثر ما هو موجود بالشعب الفلسطيني.
وأشار الى ان تيار اليمين الاسرائيلي الذي يمثل شارون لم يكن مرشحا للصعود لقمة الحكم في اسرائيل لكنه وقع في ظرف تاريخي استثنائي وتزايدت خطورته مع تزامنه مع أحداث 11 سبتمبر 2001 والتغييرات التي جرت في الرأي العالم العالمي تجاه العرب .
وقال سرايا انغالوا لو أطلقنا العنان لليمين سواء لدينا أو لديهم فان هذا سوف يضر بالقضية وأضاف نحن لسنا قادرين على إزالة إسرائيل ويجب ألا يتسرب إلى أذهاننا لحظة في أنها تريد الخير لنا .
كما تناول سرايا الجدل الذي أثير مؤخرا حول بروتوكولات حكماء صهيون وقال ان صحة هذه البروتوكولات من عدمها لا تعنينا فنحن لدينا أشياء أقوى من هذه البروتوكولات يمكن بها مخاطبة الرأي العام العالمي والتأثير فيه ومن ذلك التعامل الشرس من جانب إسرائيل مع الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن البروتوكولات هي أفكار أوروبية وأن العرب ليسوا مطالبين باستيراد هذه الأفكار وبناء صراعهم مع إسرائيل عليها .
ودعا سرايا الى تقوية المجتمع المصري من الداخل والتعامل مع المتغيرات الاقليمية والدولية كجوانب مهمة في الصراع مع اسرائيل وقال ان الأجيال القادمة سوف تكون أكثر حكمة وأكثر قوة من هذا الجيل الذي أضاع عناصر قوة كان يمكن أن تكون مصر بها مثل الصين أو كوريا الجنوبية .