Saturday 4th January,2003 11055العدد السبت 1 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المنشود المنشود
قناديل الهداية
رقية الهويريني

ظهرت خلال السنوات الأخيرة في الغرب دعوات لعبادة الشيطان! مما يؤكد حالة الضياع التي يعيشها الإنسان هناك بسبب الحاجة إلى الطمأنينة والهدوء النفسي فهو يعاني من «أزمة هوية» بخلاف ما يمنحه الإسلام للمسلمين! وحالة الضياع والشعور بالغربة التي يعيشها ذلك الإنسان الحائر يحفزنا نحن المسلمين إلى الدعوة للإسلام بكل الطرق الشرعية المناسبة {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} وليس أفضل من استخدام الإعلام بكل أشكاله للدعوة للإسلام، سواء عن طريق القنوات الفضائية المرئية والمسموعة التي تبث بشكلٍ متواصل لجميع أصقاع الأرض، أو المجلات المتخصصة أو الكتب الشرعية فضلاً عن توظيف «الإنترنت» كأحد مجالات الدعوة. ولا بد أن يكون لعنصر التشويق في الدعوة دورّ فاعلٌ، إضافة إلى استخدام العاطفة أسلوباً للجذب.
وحين تعود بنا الذكريات أيام كنا نعيش فترة المراهقة، ولم يكن سوى الراديو أنيساً ورفيقاً في متناول اليد آنذاك كانت إذاعة «مونت كارلو» تستقطب نحوها الشباب والمراهقين بما تبثه من برامج خفيفة تناسب تفكيرهم واتجاهاتهم، لذا لم يدخر القائمون عليها وسعاً في الدعوة للنصرانية في ثنايا تلك البرامج، وتبثُ عناوينها باللغة العربية الفصحى مع إغراءات متعددة للمراسل حتى كدنا نفعل لولا لطف الله حيث كانت تداعب عواطفنا وقد نبكي حين نسمع معاناة «اليسوع» مع مناوئيه وأعدائه!! ولكن رسوخ العقيدة الإسلامية في فطرتنا، إضافة إلى ما نراه فيمن حولنا من الشعور بالرضى وشيوع السكينة والقناعة بالإسلام ديناً ومنهجاً وسلوكاً يجعل الشاب وقتئذ يتردد قبل أن يقدم، وهذا من فضل الله علينا أن جعلنا مسلمين..
أما شباب الغرب الذين لم يجدوا ما يعبدونه سوى الشيطان يظهر بما لا يدع مجالاً للشك وجود الفراغ الديني لديهم وحاجتهم الماسة لدينٍ يحميهم من براثن الشك والحيرة والضياع. ورغبتهم الملحة في دين يحميهم من الأفكار التي تجتاحهم فلا يجدون لها علاجاً سوى تعاطي المسكرات أو المخدرات التي تؤدي بهم إلى الموت! {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} وما استشراء الأمراض النفسية المختلفة كالقلق والاكتئاب وما تؤدي إليه من حالات الانتحار التي نسمع أخبارها إلا دليلٌ واضح على الوضع النفسي المتردي الذي يعيشه الغرب بجميع فئاته.
وإنني لأدعو بصدق أن نفعل الدعوة للإسلام ونذكر قصص أولئك الذين جابوا الديار والأمصار بحثاً عن الحقيقة وحين استقروا على دين الإسلام سكنتهم الطمأنينة وغشيتهم الرحمة وعادوا لبلادهم ينشرون دين التوحيد والمتأمل يرى أن أغلب الناس في العالم يعيشون في ظلامٍ يجعلهم يتخبطون في حياتهم فيلجأ بعضهم إلى الدين الإسلامي كمنقذ، إلا أنهم في الآونة الأخيرة بدأوا يتخوفون من الدخول الإسلام لاسيما حين أصبح يُنسب الإرهابُ لهذه الشريعة، فلا بد والحالة هذه من اختيار دعاة تتوفر فيهم سمات الهدوء والحكمة والقدرة على المناقشة وسعة الأفق وقوة الحجة مع الالتزام بأدب الحوار حتى يستطيعوا رفع الغشاوة عن أبصار أولئك الشعوب الذين حُرموا من نور الإسلام، فتراهم يبحثون عن مشاعل تضيء لهم طريق الحق وهم بحاجةٍ ماسةٍ إلى الحق ولكنهم يجهلون كيفية الوصول إليه!
فهل نُضيء لهم قناديلَ الهداية؟؟!!

ص.ب: 260564 - الرياض: 11342

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved