علينا أن ننظر الى «اللامنتمي» من الزاوية التي تهمنا، ولا ريب أن يفضي بنا ذلك الى التساؤل.
ايكون «اللامنتمي» مفيدا او معينا على ترسم خطى حضارية معينة، بالنسبة لمجتمع نام، وما مدى تأثير هذا الكتاب او مساهمته كخلاصة لشتات من الافكار المفيدة لحضارة جديدة، ام ان هذا «اللامنتمي» نظرية او تعبير عن آلام حضارة اوشكت على بلوغ «نقطة الانتكاس؟
إذا كان هذا الكتاب مفيدا لحضارة جديدة فذاك ما كان يجب مناقشته واستخلاص المفيد النافع منه، اما اذا كان يوافق التساؤل الاخير، وهذا ما يعبر عنه فعلا، فإن الاهمية والحماس عندئذ يحسن ان يكونا في مستوى اهمية الكتاب ذاته، ويجب ان يتخذ النقاش سمة العبرة والتحذير.
واذا كان هذا الكتاب قد خلف بعد صدوره ضجة ادبية وفكرية في الاوساط الغربية فلأنه غرس في ارض خصبة لنموه وتضخم مقاصده لأنه يتحدث عن ويلات حضارة لم نبلغها بعد... وما كان علينا الا ان نحذر من مزالق الحضارة المقبلة متخذين من هذا الكتاب وسواه من الكتب المماثلة، امثلة حية لسوء الحالة التي تردى فيها المجتمع الغربي، ومن الضياع والتمزق الفكري اللذين تتغنى بهما صفحات الكتاب اياه، ليسا من سمات هذا الشرق والبلاد الاسلامية بوجه عام لأن هذا الضياع وريث تفاقم النظريات المستحدثة والعلوم التقنية وتضخم اهمية الآلية في حياة الانسان الغربي وبالتالي فقدانه الاليم لمعتقداته الدينية التي تشده ابدا الى التسامي والتعقل الفكري.ولذلك اقدم اسفي البالغ للزملاء الاعزاء الذين بعثوا مشكورين بمقالات عن النقاش الذي دار «حول هذا الكتاب» وفي مقدمتهم الاخ عبدالمحسن اليوسف لاني لا ارى ان تتحمل هذه الصفحة تبعات ما تتحمله هذه المقالات من قسوة ادبية لأي من المتناقشين لان رائدهم كما أعتقد الافادة مما كتبوه مع الشكر.
|