* كتب - نبيل العبودي:
واصل العميد فرض سيطرته وتفوقه على منافسه التقليدي الفريق الأهلاوي ومحافظته على صدارته للدوري عندما حقق يوم أمس فوزاً صريحاً وكبيراً مستحقاً في اللقاء الذي جمع الطرفين على استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة بعد مباراة تفوق فيها الفريق الاتحادي وظهر نجومه في قمة مستواهم الفني وفرضوا سيطرتهم على اللقاء ولم يظهر الفريق الأهلاوي كما كان متوقعاً وظهر فريقاً متهالكاً ومستسلماً لذلك التفوق الواضح لفرقة العميد الذي كان باستطاعته ان يخرج بنتيجة كبيرة وتاريخية لولا ان مهاجمه البرازيلي سيرجيو اهدر فرصتين متتاليتين في الدقائق الأخيرة من المباراة عطفاً على الفرصتين الأخيرتين اللتين اضاعهما المهاجم مرزوق العتيبي . في مقابل ذلك لم يكن الفريق الأهلاوي مهيأ نفسيا لهذه المنازلة وبدأ الاعياء على لاعبيه واللذين قدموا خلال الدقائق العشر الأولى من المباراة كل ما في جعبتهم ليتركوا الدقائق الثمانين للفرقة الاتحادية لتستعرض وتفرد عضلاتها كيفما شاءت مكتفية بأهدافها الأربعة التي سجلت على مدار الشوطين.
الأهداف الاتحادية سجلت عن طريق ماريللو «هدفين» حمزة إدريس، صالح الصقري بينما سجل المشعل هدف الأهلي الوحيد. ولعل مازاد من جمال المباراة هو حضورها الجماهيري الكبير الذي الهب حماس الفريقين وتفوق الاتحاديون بأهازيجهم التي كانت تتوافق والمعزوفة الفنية التي عزفها نجومه على المستطيل الأخضر.
بدأت المباراة سريعة من الطرفين اللذين اتبعا الأسلوب الهجومي منذ البداية مستغلين في ذلك الأطراف والاعتماد على الكرات العرضية خاصة وان المدربين دخلا هذا اللقاء معتمدين بشكل كبير على اللاعبين الدوليين في الاتحاد مبروك زايد والصقري ونور والمنتشري وفي الأهلي الواكد والمشعل وبدأت الخطورة تظهر بصورتها الحقيقية مع مطلع الدقيقة الثامنة عندما تناقل الاتحاديون كرة فيما بينهم تصل إلى الصقري الذي سدد بعنف وتصدى لها النتيف.
المشعل يشعلها
مع مرور الدقيقة التاسعة ومن كرة قادها المصري بركات يحصل على خطأ بعد مشاركة نور وينفذها الواكد على رأس بركات الذي بدوره جهزها إلى المشعل على خط الستة ويعالجها هو الآخر برأسه قوية حاول مبروك إبعادها ولكنها كانت أقوى في المرمى هدفا أهلاوياً أول أشعل به المشعل المباراة مبكراً هذا الهدف ساهم في ارتفاع رتم المباراة وألهب حماس اللاعبين فكثف الأهلاويون من جهودهم وإصرارهم على التقدم نحو المرمى الاتحادي ولم يمنحوهم فرصة لمحاولة التعديل وذلك من خلال نقل الكرات الطويلة مستغلين في ذلك الجهة اليسرى الاتحادية للصقري. في المقابل كان الاتحاديون يحاولون الرد بطلعات هجومية عن طريق نقل الكرات السريعة التي لم تجدِ في ظل تواجد الدفاع الأهلاوي وحضوره الجيد.
ماريللو يعدلها
مع مطلع الدقيقة الـ20 من المباراة ومن كرة مشتركة يحصل نور على خطأ على بعد عشرين ياردة وخطأ مباشر ينفذه البرازيلي المحترف ماريللو بطريقة برازيلية جميلة داخل المرمى على يمين تيسير النتيف الذي لم يحرك نحوها ساكنا لتعانق الشباك هدفا اتحاديا عدل به النتيجة.
الهدفان اللذان تقاسمهما الفريقان كان نتيجة طبيعية لأسلوبهما الذي انتهجاه وطريقتهما الهجومية وعطائهما السخي باللعب خلال تلك الدقائق ليستمر عطاء الفريقين على هذا الأسلوب وهذه الوتيرة الهجومية السريعة. ومع مرور نصف ساعة تقريباً من اللعب يخرج المدرب الأهلاوي الواكد الذي ظهر عليه الإرهاق والإعياء ليحل بدلا منه بدر الخزامي وذلك للحفاظ على قوته الدفاعية ليميل بعدها اللعب إلى الهدوء نسبيا ولكنه لم يدم سوى دقائق محدودة على هذه الوتيرة قبل ان يعود الفريقان لأسلوبهما الهجومي فيعود طلال المشعل ليتلاعب بأكثر من مدافع اتحادي ويلعب كرة عرضية أمام المرمى أبعدها الدفاع الاتحادي إلى ركنية لم يستفد منها الأهلاويون.
لمسة يد وغفلة من العقيلي
في الدقيقة ال 38 ومن كرة أهلاوية مرتدة يبعد المدافع باسم اليامي الكرة بيده قبل ان تصل للقهوجي متعمداً وسط غفلة من حكم اللقاء يوسف العقيلي الذي كان الواجب عليه احتسابها ضربة جزاء لصالح الأهلي. رد عليها لوندمار بكرة اتحادية ولكنه يتعرض لإعاقة من القاضي استوجب على أثرها بطاقة صفراء.
حمزة وتقدم اتحادي
في الدقيقة الـ41 ومن ضربة ركنية اتحادية نفذها البرازيلي ماريللو جميلة ومتقنة على رأس حمزة ادريس الذي عالجها برأسه داخل المرمى رغم محاولات العبدلي لابعادها مسجلاً الهدف الثاني.
هذا الهدف كان منصفاً للسيطرة الاتحادية وتفوقه وبخاصة في الوسط الذي ظهرت أفضليته واضحة بعد خروج الواكد. ومع هذا لم تتوقف المحاولات الأهلاوية للتعديل فكانت هناك محاولة من بركات من ضربة حرة مباشرة أمسك بها مبروك قبل ان تصل للقهوجي وأخرى من القهوجي عرضية مرت بلا متابعة من الهجوم الأهلاوي الذي أعلن معها العقيلي نهاية هذا الشوط بعد ان كان قد منح حسين مبروك المدافع الاتحادي بطاقة صفراء لينتهي بتقدم الاتحاد بهدفين مقابل هدف.
عموماً كان الشوط الأول شوطاً ساخناً وتنافسياً وظهر الأداء فيه هجومياً من الطرفين مع تفوق اتحادي واضح وبخاصة في خط الوسط الذي تفوق بفضل تحركات نور وخروج الواكد مرهقاً ساعده على ذلك التفوق الواضح والتحركات السريعة للبرازيلي ماريللو الذي أرهق بتحركاته في وسط الميدان الدفاع الأهلاوي.
فكانت النتيجة التي آلت إليها في هذا الشوط طبيعية لصالح الاتحاد.
الشوط الثاني بدأه اوسكار بتبديل هجومي بدخول مرزوق العتيبي بدلاً من لاندومار فكاد ان يفتتحه بهدف اتحادي مفاجئ بعد كرة دخل بها نور وحصل على اثرها على خطأ مباشر ولكن ماريللو نفذها بطريقة خاطئة.
وان كانت الخشونة قد صاحبت هذا الشوط وفي دقائقه الاولى والتي على اثرها منح العقيلي البطاقة الصفراء لكل من وليد الجحدلي من الاهلي وخميس العويران من الاتحاد وان بقيت الافضلية تسير لصالح الفريق الاتحادي الذي وضحت سيطرته على وسط الميدان، والتي لم يستطع الاهلاويون ايقاف تلك الانطلاقات الاتحادية الا بالمخاشنة التي نال على اثرها المدافع جوشان بطاقة صفراء من جديد وخطأ نفذه ماريللو كسابقه بطريقة غير موفقة وتمضي الدقائق العشر الاولى من هذا الشوط وسط تفوق اتحادي مبدئي فقط نتيجة للمساحات الكبيرة التي كانت مفتوحة في الملعب الاهلاوي.
ويفرط طلال المشعل في فرصة سانحة بعد كرة وصلته من القهوجي مرتدة ولكنه طوح بها عالية اعتلت العارضة الاتحادية.
وتعود السيطرة للاتحاد من جديد ويقود ابو شقير كرة متخطياً اكثر من لاعب يمرر الى مرزوق المنطلق من الخلف ويسدد زاحفة ابعدها الحارس تيسير النتيف الى ركنية لم يستفد منها الاتحاديون ليستمر الضغط الاتحادي وبكل قوة ويعود مرزوق مضيعاً فرصة عندما سدد كرة ابعدها جوشان الامر الذي دفع بأوسكار لتفعيل هجومه فأدخل سيرجيو بدلاً من حمزة وكان ديمتري قد ادخل قبله المحمدي بدلاً من الجحدلي. ويعود ديمتري ليخطأ الخطأ نفسه الذي بدأه في الشوط الاول فيخرج ابرز مهاجميه المشعل ليحل بدلاً منه فهد فلاته وكأنه اراد ان يريح الدفاع الاتحادي بذلك.
ولكن ذلك لم يحرك في الامر شيئاً بل ان الاداء انخفض نسبياً عما كان عليه وان ظهر الفريق الاهلاوي بصورة افضل في الوسط الذي ساعده انخفاض الاداء الاتحادي ليرتفع اداؤه نسبياً فشكل خلال تلك الدقائق المتوالية ضغطاً على المرمى الاتحادي وان لم يكن ذلك الضغط بالخطر الامر الذي دفع الاتحاد الى العودة من جديد لفرض سيطرته.
الصقري يعززها اتحادية
من الطبيعي جداً ان يصل الاتحاديون الى شباك الأهلي للمرة الثالثة بعد سلسلة من الفرص المهدرة فتصل كرة الى ماريللو الذي بدوره مررها الى الصقري الذي سدد وسط مضايقة الدفاع الاهلاوي على يمين النتيف هدفاً ثالثاً للاتحاد. بعد هذا الهدف ظهر اليأس واضحاً على الاهلاويين وان اهدروا فرصتين متتاليتين عن طريق القهوجي.
جزاءية ورباعية
التفوق الاتحادي ترجمه ابو شقير لكرة انطلق بها متخطياً الدفاع الاهلاوي ولم يوقفه سوى اعاقة جوشان له الامر الذي دفع العقيلي القريب جداً من الحدث الى احتسابها ضربة جزاء اتحادية تقدم لها ماريللو ووضعها على يمين النتيف رغم محاولاته لصدها هدفاً رابعاً للاتحاد.
ولم يتوقف الزحف الاتحادي الذي بقي مهاجماً ليهدر البرازيلي سيرجيو كرتين في وضع شبه منفرد الاولى تصدى لها النتيف والثانية اصطدمت بالمدافع وصدها النتيف.
فتبقى الدقائق الاخيرة من هذا اللقاء تمر وسط اداء متبادل من الطرفين بين اخذ ورد وكأن النتيجة قد اقنعت الاتحاديين بفوز مستحق وكبير قوامه اربعة اهداف مقابل هدف واحد وسط تفوق اتحادي صريح وبخاصة في شوط المباراة الثاني الذي شهد فرصاً اتحادية مهدرة وسيطرة ميدانية للعميد.
لتخرج برباعية اثقلت كاهل الاهلاويين الذين دفعوا ضريبة اخطاء مدربهم ديمتري وبخاصة بتبديلاته الخاطئة، عطفاً على التفوق الاتحادي الواضح الذي رفع من خلاله رصيده من النقاط الى 25 نقطة وبقي الأهلي على نقاطه الـ17.
| 
