تعليقا حول ما نشر في «عزيزتي الجزيرة» من موضوعات تخص الرجل والمرأة.. حقيقة توقفت كثيرا عند غمزات النساء للرجال ومقارنته بالرجل الغربي.. فكثيرا مايرددن عبارة «الرجل الشرقي» ويحدث منهن تقنين اسلوب الطباع والتعامل فيما بينه والرجل الغربي ويتبادر الى اذهاننا ولأول وهلة بأنهن يقصدن «الرجل العربي» واذا ما رجعنا الى تاريخ الرجل العربي وتصفحناه.. لأبان لنا مضارب القوة ولوجدنا الرجل العربي - بفضل نعمة الاسلام - هو من اكرم المرأة وحفظ لها حقوقها.. حتى اننا لنجد في وقتنا الحاضر ان هذا الرجل اصبح عند بعضهن كالشعير مأكول مذموم.
ان البعض منهن يعتقدن ان هذا الرجل اصبح يتعامل معهن بقسوة.. ويتحكم بهن؟! غير ان وجهة النظر تبدو لي غير ذلك.. اذ ان هذا الاعتقاد زمان قديم وانعكست الصورة هذه الايام فاصبحت الامور كلها في ايديهن ومما قرأته عبر صفحات «الجزيرة» عبر تحقيقات سابقة حول هذا الموضوع رأيت انهن الاكثر رفضا لسيطرة الرجل.. وعلى النقيض من ذلك هناك من النساء من يحبذن هذا النوع من الرجال.
نحن هنا بالمقارنة لا نريد ان نطغى في الدفاع عن الرجل العربي.. ولكن بمقارنته بالرجل الغربي نجد الغرب «فرطوا في المرأة» واصبحت في مجتمعاتهم سلعة «فلا اعتقد» ان الحب بكل معانيه عشعش في مجتمعهم واثمر حبا صادقا عفيفا.. كما هو في مجتمعنا العربي «الاسلامي» فهو حب سام.. اما هناك فهو لمصالح واغراض شخصية!!
نعم كل رجل يتمنى ان تكون زوجته هي صديقته التي تصدقه في حياته ويصدقها هو .. ولكن هناك تناقضات وتجليات لأمر الواقع المعاش الذي يخلق مصادمات فما اكثر الرجال الذين صدموا في امرأة.. وما اكثر النساء اللاتي صدمن في رجل.
فكم من رجل صدم في امرأة لا تهتم بعقلها ولا بثقافتها ولا تتميز الا بثقافة المكياج!! وعند حديثها لا تتحدث بغير جمال الشفاه والمظهر بوجه عام.. اما المخبر وجمال الثقافة والعقل والروح والخلق فقلة من تجدهن يحتفظن بشيء من ذلك.. الى درجة ان منهن من تفتقد الحديث.. الى جانب افتقادها لحسن الاستماع للرجل! وكأن اذنيها ما خلقت الا لحمل الاقراط وليس للانصات.
وكم من رجل قارىء وكاتب يحمل القلم وامرأة لا تحب الا قراءة دليل الهاتف ولا تستخدم الا قلم الكحل!! وهذا ما عانى منه الكثير ممن صارحني في مثل هذه الامور من الزملاء واحمد الله الذي لم يرزقني بهذا النوع من النساء.
واني لا اطلق هذا الحكم على عامة النساء غير اني اعرض تجليات شرائح نساء هن على ارض الواقع المعاش.
واليكم الجانب الآخر والوجه الآخر من هذا الصدام.. اذ ان كثيرا من النساء ايضا صدمن في رجال من هذا النوع لا يقدرون العشرة والصداقة ولا معنى الحب!!
ولا يعرفون الزوجة والبيت الا وقت اكلهم ونومهم وكم منهم حينما يرزقون الغنى.. طلقوا .. وتزوجوا بأخريات .. ويعيشون في شقاء مع الاثنتين اما المودة والصداقة فليس في قاموسهم من هذا القبيل ما يستقى منه ولو حدثت هذه المودة والصداقة لاستغنوا عن احلامهم واوهامهم وعاشوا في عبير حياتهم الزوجية.. ومنهم من يفتح قلبه لزوجته ويفتح باب المصارحة.
وتجد منه الغلظة والجفاء في معاملة الزوجة لتكون هذه القسوة والجفاء من ترسبات ونتاج خلافات مع اصدقائه ليأتي الى المنزل ويلقي بجام غضبه على هذه المسكينة..
فأين الانصاف في ذلك ومنهم من يستخدم الشك كخنجر ظلام يطعن به زوجته البريئة مما اتهمت به.. ولكن كل ذلك يحدث على ضوء مفاهيم وقصور تفيد عن جهل هذا الزوج وعدم تقديره المسؤولية في حياته الزوجية.
هذه صور مقتضبة لصدام الرجل مع المرأة.. ولكن لتحجم النساء عن غمزاتها المتكررة.. ولتحمد الله ان رزقها «رجلا عربيا مسلما» يضمن لها حقوقها.. وسعادتها!!
وليتكاتف الزوجان لبناء اسرة مسلمة سعيدة.. بعيدا عن ترسبات ما يجري حولهم من الاسر الاخرى.. ولتكن المصارحة هي سبيل كل زوج وزوجة لتفادي ايما مشكلة تنشأ تحت سقف المنزل او لنقل «بيت الزوجية».
ختاما تقبلوا خالص تحياتي وامنياتي بقضاء حياة زوجية سعيدة!!
أ. سليمان بن ناصر عبد الله العقيلي محافظة المذنب
|