قال تعالى:{إنَّ الّذٌينّ يٍحٌبٍَونّ أّن تّشٌيعّ الفّاحٌشّةٍ فٌي الذٌينّ آمّنٍوا لّهٍمً عّذّابِ أّلٌيمِ فٌي الدٍنًيّا وّالآخٌرّةٌ وّاللَّهٍ يّعًلّمٍ وّأّنتٍمً لا تّعًلّمٍونّ (19) وّلّوًلا فّضًلٍ اللّهٌ عّلّيًكٍمً وّرّحًمّتٍهٍ وّأّنَّ پلَّهّ رّءٍوفِ رَّحٌيمِ }.
آية وتفسير
قال الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى-:
1-{إنَّ الذٌينّ يٍحٌبٍَونّ أّن تّشٌيعّ الفّاحٌشّةٍ } اي: الامور الشنيعة المستقبحة، فيحبون ان تشتهر الفاحشة {فٌي الذٌينّ آمّنٍوا لّهٍمً عّذّابِ أّلٌيمِ} اي: موجع للقلب والبدن، وذلك لغشه لاخوانه المسلمين، ومحبة الشر لهم، وجراءته على اعراضهم، فاذا كان هذا الوعيد، لمجرد محبة ان تشيع الفاحشة، واستحلاء ذلك بالقلب، فكيف بما هو اعظم من ذلك، من اظهارها، ونقلها؟!!
وسواء كانت الفاحشة، صادرة، او غير صادرة وكل هذا، من رحمة الله لعبادة المؤمنين، وصيانة اعراضهم، كما صان دماءهم واموالهم.
وامرهم بما يقتضي المصافاة، وان يحب احدهم لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له، ما يكره لنفسه، {وّاللَّهٍ يّعًلّمٍ وّأّنتٍمً لا تّعًلّمٍونّ } فلذلك علمكم، وبين لكم ما تجهلونه.
2- {وّلّوًلا فّضًلٍ اللّهٌ عّلّيًكٍمً} قد احاط بكم من كل جانب {وّرّحًمّتٍهٍ وّأّنَّ اللهّ رّءٍوفِ رَّحٌيمِ } لما بين لكم هذه الاحكام والمواعظ، والحكم الجليلة، ولما امهل من خالف امره، ولكن فضله ورحمته، وان ذلك وصفه اللازم آثر لكم من الخير الدنيوي والاخروي، مالم تحصوه او تعدوه.
كلمات مضيئة
كل لذة أعقبت الماً او منعت لذة اعظم منها فليست بلذة في الحقيقة وان غالطت النفس في الالتذاذ بها، وهذه هي لذة الكفار والفساق بعلوهم في الارض وفسادهم وفرحهم بغير الحق ومرحهم.
واما اللذة التي لا تعقب الماً في دار القرار ولا توصل الى لذة هناك فهي لذة باطلة اذ لا منفعة فيها ولا مضرة، وزمنها يسير ليس لتمتع النفس بها قدر ولابد ان تشغل عما هو خير وانفع منها.
وكل لذة اعانت على لذات الآخرة فهي محبوبة مرضية للرب، فصاحبها يلتذ بها من وجهين: من جهة تنعمه بها، ومن جهة ايصالها الى مرضاة ربه وافضائها الى لذة اكمل منها.
ابن القيم رحمه الله
|