* عنيزة فوزية النعيم:
هل يعقل أن تخطئ امرأة فتجد نفسها، وقد حكم عليها بأن تقضي حياتها معلقة لا هي زوجة، ولا هي مطلقة بينما زوجها يعيش حياته مع امرأة أخرى وتحرم من كل حقوقها الشرعية، وكذلك من فرصة الزواج برجل آخر تكمل معه حياتها، فما هو الحال إن كانت لم ترتكب أي خطأ لتعاقب عليه بمثل هذا العقاب الجسيم الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه في قوله تعالى:{وّلّن تّسًتّطٌيعٍوا أّن تّعًدٌلٍوا بّيًنّ النسّاءٌ وّلّوً حّرّصًتٍمً فّلا تّمٌيلٍوا كٍلَّ المّيًلٌ فّتّذّرٍوهّا كّالًمٍعّلَّقّةٌ}.
وربما كان كل ذنبها أنها تزوجت من رجل لم يرع فيها إلاً ولا ذمة.. ودفعه عناده إلى تعذيبها وتجميد حياتها، دون أدنى وعي بالمسؤولية وأنه ربما يدفعها إلى الإثم ويكون له مثله..
المعلقات قنابل موقوتة وأفئدة معلقة تتأرجح في مهب الريح ودراما إنسانية تبكي دموعاً ساخنة نسعى لإلقاء الضوء على بعض فصولها..
هل أنا متزوجة أم مطلقة؟!
أول الفصول ترويه السيدة أم علي التي تعيش في بيت صغير مع أربعة من الأبناء الصغار، بينما الزوج يقطن بيتاً آخر، وقد انشغل عنها بحياته الأخرى مع زوجة أخرى فتقول: أعيش على هذا الوضع منذ أكثر من ست سنوات وزوجي بعيد عني، ولا يعول أولاده ولا أدري، هل أنا أعتبر في تعداد المتزوجات أم المطلقات..؟ وما يهون الأمر عليّ حينما أشعر بأن أولادي ما زالوا في حضني ولم يأخذهم زوجي مني، والحقيقة أن هذا هو ما يجعلني أتحمل هذا الوضع وأصبر خشية أن يهددني بأخذ أولادي، وأنا لا أتحمل لحظة بعد واحدة وأدعو الله جلت قدرته أن يرد لي مرداً جميلاً، فأنا مقطوعة وليس لي بعد الله إلا أبنائي الأربعة، وأرجو من الله العزيز الحكيم أن يقر عيني بصلاحهم ويعوضني فيهم خيراً.
سوط الجلاد!
وثاني فصول دراما المعلقات ترويها أم السيدة حصة الحمد فتقول: بقيت معلقة أكثر من سبعة عشر عاماً فلقد ارتبطت برجل لا يرقب في الله إلاً ولا ذمة ولا يرعى حقوقي وواجباته، أنجبت منه طفلة، ثم ابتعدت عنه إلى بيت أهلي، وهو يزور ابنته بين وقت وآخر.. واضطررت للعمل حتى أتمكن من تربية ابنتي ورعايتها، فهو لا يعرف عن طلباتها شيئا ولم أزل بعد هذا العمر على ذمته ولم يخضع لرغبتي ورغبة أهلي في الانفصال عنه، ومنذ ذلك التاريخ وجميع أمور حياتي ومعاملاتي متوقفة على كلمة منه فليس لدي ما يثبت هويتي إلا في سجله العائلي الذي أصبح بمثابة السوط الذي يجلدني به كلما رغبت أن أتخذ قرارا أوأقدم على أمر.
قانون شرعي!
ومأساة ثالثة ترويها أم أحمد التي تقول.. لا بد أن يكون هناك قانون شرعي يعمل به في المحاكم الشرعية يحفظ حقوق المرأة التي ابتليت برجل لا يخاف الله، ويتركها سنوات طويلة معلقة لا هي متزوجة، وليست مطلقة، فتبحث عن رزقها كما هو الحال معي منذ أكثر من «12» سنة وأنا أقطن بيت أهلي ومعي أولادي الثلاثة، وتخيلوا حجم المعاناة حينما يهان أحد أبنائي أو أشعر بحاجة لشيء لا أستطيع أن أوفره له، ووالدهم لا يعلم عنهم شيئاً.. إن مثل هذه القضية لا بد أن ينظر لها من قبل ولاة الأمر، وتضيف هل تصدق أنني لم أرفع قضية طلاق حتى الآن، وكيف أرفع قضية ولدي منه ثلاثة أولاد يمكنه ببساطة حرماني منهم إلى الأبد حتى إنني لا أستطيع أن أطالبه بنفقة لي أو لأولاده.
المقابل مادي كبير!
وقصة أخرى تحكيها الزوجة الشابة فوزية العبدالعزيز تقول: تزوجت من ابن عمي ورزقني الله بمولود، لكن خلافاً وقع بيننا ذهبت على أثره إلى بيت أهلي بناء على رغبة زوجي، تمكنت من تربية طفلي حتى بلغ العاشرة دون أن يسأل عنه أو يفكر في إعادتي للمنزل بعدها بدأت أفكر في نفسي ومستقبلي وإلحاح الأهل علي بالزواج والاستقرار، فطلبت منه الطلاق فرفض ورفعت عليه قضية طلاق، ولكنه رفض إلا بمقابل مادي كبير والتنازل له عن ابني والحقيقة انني لا أملك المال ولا أستطيع التنازل عن فلذة كبدي، فآثرت الصمت وتنازلت عن القضية وبقيت في هذه المعمعة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
توفي الزوج وأنا معلقة!
أما السيدة أم عبدالله فتقول توفي زوجي منذ خمس سنوات، وأنا في ذمته، وكنت معلقة أكثر من عشرين عاماً ربيت فيها أبنائي السبعة، حتى وصلوا إلى ما كنت أحلم لهم به من مستقبل وأصبحت ولله الحمد تحت رعاية الله ثم رعايتهم، ولقد عوضوني عن سنوات عمري التي ذهبت مع والدهم دون أن أتذوق يوماً سعيداً.
لقد انصرف مع زوجته الثانية وتركنا في ظروف قاسية أكدح وأتعب وأعمل في البيوت حتى تمكنت من تربيتهم.. حتى حينما توفاه الموت ما زال يظلمنا فلقد كتب كل أمواله لزوجته الثانية وأبنائها.
مكلومة الخاطر
وتروي السيدة عائشة فالح مأساة أختها المعلقة فتقول أختي بقيت معلقة «3» سنوات خوفاً على وحيدتها وحينما طلبت من زوجها الطلاق استلمت ورقتها بيد وسلمت ابنتها بيدها الأخرى، وأصبحت مكلومة الخاطر تبكي على فراقها، وتتوسل لزوجها السابق أن يرأف بحالها ويرد ابنتها إليها.. ولكن هذا لن يحدث فابنتها تعمل خادمة عند زوجته الثانية ويصعب التفريط بها..!!
وهناك عشرات المآسي الأخرى أعرفها التي تتطلب البحث في كل جوانب هذه المشكلة حتى لا يترك هؤلاء النسوة في مهب الريح؟.
|