* الجزيرة خاص:
طرح برنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها، الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حالياً بكافة مناطق المملكة، إشكالية توفير متطلبات صيانة المساجد، وتلبية احتياجاتها والارتقاء بمستوى العاملين بها، وتفعيل دور المسجد تعليمياً وتربوياً، إلى جوار الدور الدعوي.. وما يتطلبه ذلك من موارد مالية متنامية، تتجاوز حد الهبات والتبرعات، إلى ضرورة وجود مصادر دائمة للإنفاق على المساجد.. ونحن بدورنا نطرح فكرة تخصيص وقف خيري لكل مسجد.. في كل منطقة أو حي للوقوف على إمكانية تنفيذها وجدواها.. من خلال استطلاع ل«الجزيرة» لرأي عدد من أئمة المساجد بمختلف أرجاء المملكة.
قابلية الفكرة للتنفيذ
في البداية رحب الشيخ محمد بن عبدالله الطالب إمام وخطيب جامع بالمدينة المنورة بفكرة «وقف لكل مسجد».. مؤكداً أنها فكرة قابلة للتنفيذ من خلال تعاون أهل الخير والبر من سكان وأهالي المنطقة المحيطة بهذا المسجد أو ذاك، على أن يتم توجيه دعوة عامة لجميع القادرين لتبني هذه الفكرة.
وأضاف الشيخ الطالب، إن مما يزيد من قابلية الفكرة للتنفيذ، أننا نرى ونسمع عن بعض المساجد التي يقوم بتأمين احتياجاتها أهل الخير من أبناء المناطق التي توجد بها هذه المساجد، وأمثال هؤلاء لا يتأخرون عن المشاركة في المساهمة في إنشاء وقف يخصص ريعه لتأمين احتياجات هذه المساجد بصورة دائمة، وهي في نفس الوقت صدقة جارية ينتفعون بثوابها في حياتهم، وبعد الممات.
ويقترح الشيخ الطالب أن تشكل لجنة في كل مسجد من أهالي الحي الذي يقع فيه المسجد ممن عرفوا بالصلاح والتقوى، لتتولى الدعوة لذلك الوقف، والإشراف على إدارته بما يحقق الهدف منه.
دعوة أهل الخير
ويتفق الشيخ حامد بن يعقوب الفريح إمام جامع الخلف بالدمام مع الرأي السابق، مؤكداً أن فكرة تخصيص وقف لكل مساجد من الأفكار الرائعة التي تساهم في حل كثير من المشاكل التي تتعرض لها المساجد، من توفير نفقات الصيانة، والترميم، والتي قد تتأخر عن موعدها، بسبب عدم وجود تكاليف القيام بها.
ويقترح الشيخ يعقوب الفريح أن يتم دعوة أهل الخير من المصلين بالمسجد، ويعرض على القادرين منهم إنشاء هذا الوقف، أو أن يشارك مجموعة من التجار من نفس الحي الذي يوجد به المسجد في إقامة هذا الوقف، ويمكن للتاجر منهم أن يتبرع بمال إقامة الوقف كاملاً، أو بنصفه، على أن يسدد النصف الآخر من ريع الوقف بشكل منتظم، كما يمكن أن تقوم بعض شركات القطاع الخاص ببناء هذا الوقف على أن تحصل على تكاليف البناء في شكل أقساط ميسرة من ريعه، دون انتظار الربح.
تفعيل دور المساجد
ويتفق د. محمد بن عبدالله زربان الغامدي إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة مع ضرورة بذل جهود مكثفة في مخاطبة الأثرياء والتجار لتعريفهم بثواب الوقف لصالح المساجد، باعتبارها بيوت الله، مشيراً إلى أن إحياء سنة الوقف تتجاوز فوائدها صيانة المساجد إلى تفعيل دور المسجد، وتنوع مناشطه الدعوية والتعليمية والتربوية، بما يعود بالنفع على سكان المنطقة أو الحي الذي يوجد به المسجد الموقوف له، فمثل هذه المناشط تحتاج لامكانيات كبيرة لا تتوافر لكثير من المساجد.
رسوم رمزية
ويضيف الشيخ عبدالله بن سوقان الزهراني إمام مسجد سليمان الحازمي بالمدينة المنورة أنه يمكن الدعوة لفكرة وقف لكل مسجد، والتي تعد من الأفكار الجيدة والمبتكرة على عدة مستويات، في مقدمتها دعوة عامة لكل القادرين والأثرياء، ثانياً دعوة في نطاق الحي أو المنطقة التي يوجد بها المسجد، وذلك بعدة وسائل، منها حث المحسنين من أهل الحي على التبرع بمال أو عقار وجعلها وقفاً يخصص ريعها للمسجد، أو أن تجعل رسوم رمزية على سكن الإمام أو المؤذن لتوضع في صندوق وقف المسجد، أو طلب إقامة الدكاكين أسفل السكن أو المسجد عند الإنشاء لتأجيرها لمصلحة المسجد.. مع مراعاة أن العناية التامة والمراقبة الدقيقة للأوقاف القائمة، وعدم إهمالها أو التلاعب بها هو أفضل دعوة للمحسنين للإقدام على مثل هذا الخير.
صندوق مستقل بالوقف
ويقترح الشيخ محمد بن عبدالله الزايد إمام مسجد عبدالله بن عباس في نجران لتطبيق فكرة وقف لكل مسجد، والتي تعد من الأفكار الرائدة الجريئة للعناية بالمساجد، إنشاء صندوق مستقل بالوقف، ولا يدمج في مشاريع إقامة المساجد، على أن يكون الإنفاق واعتماد حجم الوقف لكل مسجد أو جامع بما يتناسب مع احتياجات المسجد أو الجامع، فلا يعطي تقدير أقل من الحاجة أو أكثر مما ينبغي، ويمكن استشارة المكاتب الهندسية في تقدير حجم الوحدات المبنية، ومحاولة التقليل منها كماً وكيفاً، لتشمل أكبر قدر من المساجد.
إحياء سنة الوقف
ويشيد الشيخ عبدالله بن علي الأحمري إمام وخطيب جامع علي بن أبي طالب بمنطقة نجران بالفكرة، مؤكداً أنها فكرة ممتازة وعملية، من شأنها أن تتيح امكانيات أكبر لبناء وتشييد المساجد والعناية بها، بشكل ذاتي ودائم، وكما أنها قد تكون بداية جيدة لإحياء سنة الوقف، لما تحتله المساجد من أهمية ومكانة في نفوس جميع المسلمين.
الإسراع في تطبيق الفكرة
وفي الخرمة يكاد يكون هناك ما يشبه الإجمال المطلق على جودة الفكرة وقابليتها للتنفيذ، حيث أوضح الشيخ حامد بن محمد السبيعي إمام مسجد الهاجري بالخرمة، أن فكرة وقف لكل مسجد تكاد تكون الحل الأمثل لتأمين لوازم واحتياجات كل مسجد، لأنها قد لا تحتاج إلى أكثر من تبرع مالي بسيط من كل أو بعض القادرين والأثرياء من أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد، ويتم بناء هذا الوقف من حصيلة هذه التبرعات.
ويطالب الشيخ سعود بن عبدالعزيز العبيسي إمام مسجد الأمير نايف بالخرمة بالإسراع في العمل على تطبيق فكرة أوقاف المساجد، وتكاتف جميع الجهات والمؤسسات للدعوة لوقف عام لهذا المجال، بمعنى أن تخصص أوقاف بعينها لصالح المساجد.
ويتفق الشيخ محمد بن يوسف العبيسي إمام مسجد عبدالله بن العباس بالخرمة في ضرورة الإسراع بتنفيذ هذه الفكرة، وحشد الطاقات لها للتخفيف من حجم المسؤوليات الملقاة على الجهات الحكومية في هذا الشأن.
مجلس لكل مسجد
ويرى الشيخ حبيب نافع المغربي إمام جامع خادم الحرمين الشريفين بمحافظة خليص أن فكرة إنشاء وقف لكل مسجد أمر هام، باعتبار أن المسجد أحد مؤسسات المجتمع العامة.. مشيراً لامكانية تنفيذ الفكرة بشكل جيد، من خلال إنشاء مجلس في كل مسجد يتولى إدارة شؤونه وفق لائحة عمل، ومراقبة ومتابعة من الجهات الحكومية المسؤؤلة عن المساجد والأوقاف.
| 
