* برازيليا بقلم فرانسوا كاستيران
أ. ف. ب:
أصبح لويس ايناسيو لولا دا سيلفا عامل الخراطة السابق والنقابي العنيد يوم الأربعاء أول رئيس يساري في البرازيل وسط أجواء من الاحتفالات الشعبية وبحضور عدد من أصدقائه مثل الرئيس الكوبي فيديل كاسترو والفنزويلي هوغو شافيز.
وبعد إعلان الكونغرس تنصيبه رئيساً للبلاد أعلن لولا في كلمته ان «التغيير سيكون أساس تحركه» مضيفاً ان «المجتمع اعتبر ان الوقت حان لفتح طرق جديدة بمواجهة نموذج بال، لم يفسح المجال أمام النمو فحسب، بل أغرق البلاد في البطالة والجوع، لا يمكن ان نسمح لأنفسنا بان ننزلق إلى الهاوية».
وأضاف لولا الذي كان انتخب رئيساً في السابع والعشرين من تشرين الأول اكتوبرالماضي ب 61 بالمئة من الأصوات «أمام المأزق الاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي الذي نجد أنفسنا فيه اختار المجتمع البرازيلي التغيير، لذلك انتخبني من أجل التغيير».
كما تعهد الرئيس البرازيلي الجديد بمكافحة مبدأ الحماية الذي تفرضه الدول المتقدمة، ودعا إلى «إلغاء كل عمليات الدعم الزراعية التي تشكل فضيحة».
وأعلن لولا ان البرازيل ستكافح «مبدأ الحماية وستناضل من أجل الغاء الحواجز وستحاول الحصول على قواعد أكثر عدلاً وأكثر تكيفاً مع أوضاعنا كدولة نامية»، وذلك خلال المفاوضات حول إنشاء منطقة للتبادل الحر للاميركتين والاتفاقيات داخل (مركوسور) إضافة إلى المباحثات مع الاتحاد الاوروبي وداخل منظمة التجارة العالمية.
وقال الرئيس البرازيلي وهو يوضح النقاط العريضة لسياسته الدولية مستقبلا «سنحاول إلغاء عمليات الدعم الزراعية التي تعتبر فضيحة في الدول المتقدمة والتي تضر بمنتجينا».
وأضاف «سنبذل الجهود بالقوة نفسها للقضاء على العقبات غير المبررة بوجه منتجاتنا الصناعية». وأشار لولا إلى ان البرازيل ستسهر على ان «لا تنشأ قيود غير مقبولة على حق الشعب البرازيلي في اختيار نموذجه الخاص للتنمية».
وأشار الرئيس الجديد من جهة أخرى إلى ضرورة «إعادة الديموقراطية» إلى العلاقات الدولية. وقال «سنقوم بتقييم المنظمات المتعددة الأطراف ولا سيما الأمم المتحدة التي يعود إليها أولوية الحفاظ على السلم والأمن الدوليين».
واعتبر ان مسألة النزاعات الدولية مثل أزمة الشرق الأوسط «يجب ان تجد حلها عبر المفاوضات».
وفي معرض الحديث أخيرا عن مسألة تشكيل مجلس الأمن الدولي، أشار إلى ضرورة توسيع هذه الهيئة «لتصبح أكثر تمثيلا للواقع المعاصر مع دول متقدمة وأخرى نامية من مختلف مناطق العالم».
وكان يوم الأربعاء بدأ باحتفال كبير بالنسبة لعشرات الآلاف من البرازيليين الذين أتوا لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد.
وفي جو احتفالي تجمعت على طول الشارع الرئيسي للعاصمة مواكب ضخمة من الأشخاص الذين لفوا أنفسهم بالعلم البرازيلي الأصفر والأخضر أو بالعلم الأحمر لحزب العمال الذي ينتمي إليه لولا أو ارتدوا قمصاناً وقبعات تحمل شعار هذا اليوم التاريخي.
وضم الحشد خليطا من سكان البلاد الأصليين ومن فقراء وصلوا من الشمال الشرقي مكان مولد لولا وأيضا صناعيين ومحامين وأساتذة وموظفين جاء بعضهم في حافلات والبعض الآخر في طائرات لحضور هذه التظاهرة التي يبدو انها تعبير عن الأمل في التغيير.
وبين الحشود التي شاركت مجموعة من 150 هندياً من قبيلة بانكارارو جاؤوا من منطقة برنامبوك «شمال شرق» البعيدة وطلوا أجسادهم بألوان مختلفة. وقد حضروا لعرض شكواهم أمام الرئيس لولا: ترسيم حدود أراضيهم ومساعدتهم مالياً بعد خسارة مواسمهم في أعقاب فترة الجفاف الطويلة.
ولم يتم احترام البروتوكول الرئاسي حرفياً لكن الأمور جرت كلها في جو من المرح: عندما رحب البرلمانيون المتحمسون بوصول لولا أو عندما خرقت امرأة الطوق الأمني من أجل التقاط صورة إلى جانبه، إضافة إلى صورة رجال الأمن الغريبة وهم يدفعون سيارة الرولز رويس الرئاسية البطيئة في الاقلاع.
|