|
نحن «العرب» بيننا وبين الكلام رحم قربى، وبيننا وبين «المعارك» نسب، فتاريخنا مليء بالمعارك، وسجلنا الفكري حافل بصفحات سُوّدت ب «المعارك» بل وحياتنا اليومية تعج بأصوات المعارك الكلامية، فها هي قنواتنا الفضائية العربية تجعل من شاشاهتها الفضية ساحات معارك وحروب امام اعين مشاهديها من مختلف شرائح المجتمع دون احترام لذوق او تقدير لعُرف، والمكتبة العربية كم في ارففها من كتب الرد والتفنيد لآراء الآخر؟اما ساحتنا السياسية، فهي تشهد - بلا فخر - أم المعارك التي قادتنا وما زالت تقودنا الى الانكسار تلو الانكسار في مشهد من اجيالنا القادمة ضحايا معاركنا الوهمية مع انفسنا قبل الآخر.وأخيراً طفت على السطح ظاهرة مؤسفة في صفحاتنا المحلية حيث يتسابق الكثيرون من كتاب الزوايا والاعمدة - مع الاسف - الى رفع رايات الحرب بينهم التي تبدأ - حسب اعتقادهم - موضوعية ثم تتحول إلى «ذاتية» ضروس، لا تخدم القارئ بل تكرس «ذاتية»بعض الكتاب وتؤكد «نرجسية» البعض الآخر، في محاولة فاشلة لتغييب عقل القارئ وتهميش دوره في فرز الاوراق ومعرفة الامثل والاصلح.ولكن ما سر علاقتنا بالمعارك؟ وقبل ذلك ما وجه الشبه بين معاركنا وكلامنا؟ |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |