سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الغراء.. حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
في بدء هذه الأسطر ازجي لكم شكري الصادق على جهدكم الموفق وعملكم الراقي في هذا المنبر الاعلامي الرائع ويشرفني ان اسهم بهذه المقالة راجيا ان تجد قبولكم واراها منشورة في صفحة عزيزتي الجزيرة.
عزيزتي الجزيرة قرأت خبراً نشر في هذه الجريدة الغالية على قلوبنا يوم الجمعة الموافق 16/10/1423هـ في الصفحة الاخيرة مفاده قيام احد الطلاب الفاشلين بالدخول الى مدرسته التي فصل منها والاعتداء على زملائه وأحد معلميه الذي نقل على اثره الى المستشفى.
وان كان هذا حدث فقد اصبح غير مستغرب في هذا الزمن الذي فشي فيه العقوق وكثر فيه نكران الجميل وخاصة للمعلمين الا ما شاء الله.
اسهم في ذلك بشكل مباشر بعض وسائل الاعلام التي حملت مسؤولية عظيمة في توعية المجتمع وتوجيهه والسعي في القضاء على مثل هذه الظواهر الغريبة على مجتمعنا الآمن في وطننا الغالي وطن العقيدة ومأرز الاسلام حيث اصبحت هذه الوسائل الاعلامية لا تتردد في نشر بعض المواقف او المشاهد او الرسومات التي تستهدف المعلم وتقلل من اهميته ومن ذلك ما نشر في مجلة يحلو للبعض تسميتها مجلة المعلمين.
حيث كنت اتصفحها ذات يوم فوقعت عيناي على صفحات الحوار الذي اجري مع الاستاذ سعد الحميدين، وذهلت عندما قرأت اجابة سؤال يقول: معلم تتمنى ان تراه ولو للحظة واحدة.
فأجاب اجابة محزنة ومؤسفة واستغرب ان تخرج من استاذ له مكانته وثقله في الساحة الثقافية والادبية اجابة مفادها انه يتمنى رؤية احد معلميه في المرحلة الابتدائية لا ليكرمه او يشكره او يجلسه وانما ليذيقه احد الوان الاهانة والاحتقار.
أيعقل هذا؟ أيعقل ان ينشر مثل هذا الكلام في مجلة يعلق عليها المعلمون آمالا كبارا واماني غزارا؟ أمعقول ان ينشر في مجلة كان من المفترض ان تنبري دفاعا عن هذه الفئة النافعة التي تبني العقول وتحرث الفصول وتحيل الحزون الى سهول؟ اهذا جزاؤهم؟ وصدق والله طرفة بن العبد حين قال:
وظلم ذوي القربى اشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند
|
اما يعلم من ينشر مثل هذا الغثاء ان فيه اثارة للطلبة على معلميهم وتشجعهم على اهانتهم واعانتهم على الجحود ونكران الجميل.
انها دعوة منطلقة من صميم الفؤاد او جهها لأرباب القلم فأقول يا من حملتم على عواتقكم امانة الكلمة اناشدكم الله ان ترفقوا بالمعلمين وتدعوهم وتعينوهم وتلتمسوا لهم الاعذار ولا تبددوا احلامهم وطموحاتهم وتقتلوا الحماس الذي يحملونه بين جوانحهم كي يخدموا مجتمعهم وامتهم وابناءهم الطلاب.. رفقاً بهم.. يكفيهم ما هم من وضع مزرٍ.. اهانة واذلال وضرب وتشهر في وجوههم سيوف التعاميم وخناجر الانظمة التي هي قابلة للمرونة والاخذ والرد كما ذكر ذلك احد التربويين الاكفاء وهو الدكتور عبد العزيز الثنيان اذ هي ليست شرعا منزلا.
ختاما: معذرة ان نبا قلمي او شطحت عبارتي او ثقلت الفاظي او قسوت في اسلوب فهي اشجان كانت في خاطري رأيت من الامانة ان انثرها بين ايديكم راجيا من الله ان تجد منكم حسن القبول وتظفر بصدى طيب في نفوسكم وهو كلام بشري ان اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسي والشيطان.. مكرراً شكري «للجزيرة» والقائمين عليها.
وتقبلوا فائق تحياتي.
عبد الله بن سعد الغانم/تمير / ثانوية تمير
|