ان رعاية صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفظه الله لمؤتمر ماذا يريد التربويون من المجتمع وماذا يريد المجتمع من التربويين والذي يقام في شهر ذي القعدة هي أكبر دليل على اهتمام حكومتنا الرشيدة بالعملية التعليمية والتي هي اساس تنمية الكوادر البشرية الذين يدفعون دولهم الى مصاف الدول المتقدمة، فحكومتنا وفقها الله لا تألو جهداً في تغيير الأنظمة الادارية وإعادة التنظيم والهيكلة للوزارات وذلك بالدمج أو الفصل كلما وجدت انه من الصالح هذا التغيير وفعلا تثبت الايام نتائج ايجابية للتغييرات الحاصلة.
ان هذه الندوة هي احدى ثمار اجتماعات المسئولين في قمة مجلس التعاون الخليجي والمهتمين بتطوير التعليم والتفاعل مع المجتمع وإشراك اكبر قدر ممكن من الشرائح.
وتهدف هذه الندوة الى ما يلي:
1- التعرف على حاجات المجتمع.
2- الواقع والمأمول في مخرجات التعليم.
3- التعرف على الخدمات التربوية المقدمة من الوزارات المسئولة عن التعليم في المجتمع.
5- تطوير التعليم ومشاركة المجتمع في هذا.
وليس اهتمام والدنا وولي عهدنا بهذه الندوة بغريب على سموه فحفظه الله وبتوجيهات من قائد مسيرتنا حفظه الله يبحث عن اي طريق يرفع من شأن الدولة ويدفع بها الى الامام، حيث يعلم سموه تماما ان التربية في مفهومها المعاصر هي عملية للتغيير والتطوير وأن نتائجها الايجابية في عملية التنمية الشاملة تجعلها تحتل المرتبة الاولى بين طرق الاصلاح والتقدم في اي دولة، وأن الادارة الناجحة هي تلك القيادة المسئولة عن سير العملية التربوية، والمسئولة عن توجييها ونجاحها واعتماد الطرق والاساليب لتوجيه الاعمال نحو الاهداف المرغوب فيها لتحقق النقلة النوعية في المجتمع.
ان مشاركة المجتمع في ادارة التربية هي عملية مهمة جدا، وذلك لأنها تكيف التعليم مع حاجات السكان ومشكلاتهم وآمالهم خاصة بالنسبة للفئة التي لا تكون جزءا من صناع القرار، وهي بهذا تحقق مبدأ ديمقراطية التعليم.
وأوجه المشاركة في الدول المختلفة عديدة منها مجلس الآباء والمعلمين، ومنظمة الآباء والمعلمين، ولجان جمع المال من المجتمع، ولجنة الخدمة التعليمية الوطنية للطلبة.
وقد تحققت مشاركة المجتمع في ادارة التربية حتى في بعض الدول غير المتقدمة وذلك عن طريق هياكل معينة، من هذه الدول على سبيل المثال: بورما وبنما والهند وتنزايا وبيرو والنيبال وكوبا وشيلي والصين.
وبرأيي الشخصي فإن المجتمع يريد من التربويين ما يلي:
أولاً: ان ينصت التربويون لرأيه وأن تكون له سلطة في اتخاذ القرارات مع توفير المعلومات له والحصول على التعليم الاساسي لكي يستطيع الناس التعبير عن أنفسهم وتحديد مشكلاتهم وهنا فنحن بحاحة الى الإعداد المهني الجديد، وتدريب الإداريين والمعلمين على هذا، وإزالة تخوفهم من المشاركة في اتخاذ القرار، وأيضا تدريب المجتمع على هذا حيث تنقصهم المعرفة الفنية والمعلومات الهامة والتي تساعد في اتخاذ القرار، علماً بأن الناس يتعلمون المشاركة بممارستها ولن يكونوا مستعدين قبل البدء.
ثانيا: منهجا يخلق فيهم روح الفكر والإبداع، وينمي عقولهم لإعداد كادر بشري قادر على مسايرة الركب الحضاري، والرقي بهذا المجتمع بكافة قطاعاته الى اعلى مستوى.
اما ماذا يريد التربويون من المجتمع؟
بما انه اصبح للتعليم تقنيات كثيرة باهظة الثمن نتيجة للتقدم في العلوم والتقنيات ولن تستطيع التربية والتربويون اعداد الكادر البشري الذي نطمح به بدون هذه التقنيات، كما اصبحت ميزانيات التعليم الاحادية التمويل لا تفي بهذه الالتزامات ولهذا فإن ما يريده التربويون هو باختصار ما يلي:
أولاً: مشاركة المجتمع في تمويل التعليم سواء كان ذلك على شكل قوى بشرية مجانية، او هدايا مالية، او ضرائب من اجل التعليم، او مساهمات نوعية، او تعليم التلاميذ في المؤسسات الصناعية على اساس العمل نصف المتفرغ في القطاعات المختصة، على ان تكون هذه المساهمات بصفة مستمرة، حيث اظهرت دراسات عديدة ان مشاركة المجتمع تكون في العادة قصيرة المدى، وهذه المساعدات مقدمة في دول لا يتمتع افرادها بالغنى ولكنهم يساهمون بطرق مختلفة في التربية والتعليم ماديا، من هذه الدول كوبا وإندونيسيا وشيلي وتنزانيا وهندوراس وجواتيمالا وفنزويلا والهند وبيرو وغينيا بيساو وجمهورية الصين الشعبية وغانا والسنغال والفلبين.
ثانياً: إعادة الاعتبار والاحترام للمعلم حيث نلاحظ هذه الايام ان قلة الاحترام للمعلم وصلت احيانا الى ضربه، بينما المفروض ان يعطى للمعلم جل الاحترام والتقدير، ففي اليابان مثلا وضع قانون لتحديد مسافة لا يستطيع ان يتجاوزها الطالب اذا سار خلف معلمه حتى لا يطأ ظله، كما يجب ان يتمتع المعلم براتب عالٍ يحفظ له الحصول على الضروريات في الحياة حتى لا ينشغل عن التعليم بهذه الامور.
ارجو من الله العلي القدير ان يتحقق التعاون والتكاتف بين المجتمع والتربويين بالصورة التي نطمح اليها والتي تحقق الخير والنماء لهذا الوطن المعطاء.
|