هيبة الصدق
هيبة العطاء..
تبدو مرسومة الآن..
على ملامحكِ..
عرفتها مجسدة فيكِ
عرفت الأرض.. حين تهب
نساءها قوة.. وصلابة
تمنحهن رجولة لا تغيِّب أنوثتهن وحياءهن
** عرفت نجداً..
حين تبدي صمتها الموارب
وحيادها الظاهر
لكنها تخفي أمواجاً من العاطفة الهادرة
باتجاه الناس أجمعين
عرفت النساء الصامدات
في يديك..
في أصابعك.. تنقرين بها على حاسوبك..
فتقفين في منتصف العالم
لتقولي ها أنذا امرأة قادمة من خريطة الصدق النابضة..
* عرفتك..
فأيقنت أن الخريطة خصبة
ما زالت تنجب نساء مخلصات.. يزاحمن.. ويكافحن.. ويحرثن الأرض..
ويعطين في الليل والنهار.. فقط لأنهن نساء واثقات بربهن أولاً ثم بالمساحة التي منحن إياها ثانياً..
عرفتك دافئة
مثل جمر يتلظَّى في ليلة شتاء نجدية.. مثقلة بالحسِّ الإنساني المتسامح
عرفتك أماً هامسةً.. حانيةً.. لامعةً.. مؤدبةً.. مربِّيةً
تغرورق عيناها بالدموع بمجرد ذكر أبنائها..
عرفتك وأنت تتبعثرين كما زجاجة في الهواء
ووالدك على فراش المرض..
ثم تتعافين وتلملمين نثارك بسرعة هائلة.. بمجرد
ابتسامة ترينها على ثغره..
عرفتك تشيمين وترتفعين.. وتنأين عن كل ما يمكن أن يقال من لغو الكلام.. وعرفتك تثورين وتبلعين غضبك مع جرعة ماء تأدباً واقتداءً بسيِّد الخلق عليه الصلاة والسلام.
ثم تمضين.. ترسمين مسارك المستقيم..
ويتبعثر الكلام لتدفنه ذاكرة الأيام المائية.. ويمضي الكلام وتبقين أنت امرأة مختلفة.. تعيد لي الثقة بنساء الخريطة!!
** إهداء إلى الزميلة الرائعة سلطانة الفهد وهي تباشر عملها الجديد في الجامعة.
|