يبدو أننا لن نتخلص من تبعات أحداث 11 سبتمبر في القريب العاجل، فالحادث وتبعاته سيأخذ بتلابيب هذه الأمة لحقبة زمنية قد تطول أو تقصر.
الغرب يعد العدة للانتقام من الأمة في تراثها وثقافتها ومعينها الذي لا ينضب، وهو الإسلام نفسه، حيث يقوم الاتحاد الأوروبي بدراسات تتجه نحو إيجاد صيغة مستحدثة موحدة للإسلام ليفرضها على نحو 13 مليون مسلم يعيشون في أوروبا منهم 5 ،3 ملايين مسلم في ألمانيا، و5 ملايين في فرنسا ومليونان في بريطانيا ونصف مليون في هولندا.
و«الإسلام الأوروبي» بصيغته المعدلة يهدف إلى عزل الجوانب السياسية والتشريعات الاقتصادية والمسائل الحياتية بحيث يكون الإسلام دين عبادات يومية للفرد دون ارتباطه بالجماعة، وتتوقف العبادات على الصلاة والصيام بشكل منفرد، وغير مسموح للمسلم الأوروبي أن يتعاطف أو يساند أي جماعة إسلامية أخرى أو دولة إسلامية. فعليه الانعزال عن الدول والطوائف والجماعات الإسلامية ليكون إسلامه محدداً فقط في عبادته وصومه خارج إطار المنظومة الإسلامية التي تجعل المسلمين كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضا.. وإذا نفذ المسلم تعاليم الإسلام الأوروبي فإنه سينأى بنفسه عن ملاحقات الأمن وأجهزته المختلفة وتذهب عنه صفة الإرهابي، أما إذا تمسك بتعاليم الإسلام التي أنزلها الحق سبحانه على سيدنا محمد فإن نصيبه سيكون سيلاً من الاتهامات والملاحقات الأمنية.
فالأوروبيون ماضون في طريقهم لخلق أسس جديدة لشريعة الإسلام بعد أن تلقوا تشجيعاً كبيراً وإشارات إيجابية من دول إسلامية استجابت للضغوط، مثل ما قامت به تركيا من الغاء عقوبة الإعدام من أجل موافقة الأوربيين دخولها اتحادهم، كما أوقفت إيران مؤقتاً تنفيذ حد الرجم بعد أن رأى فريق منهم أن اصدار أحكام بالرجم يضر بصورة إيران في العالم ويؤثر سلباً على علاقاتها بالاتحاد الأوروبي.
ويبدو أن الأمريكان سيحذون حذو الأوروبيين في هذا الصدد وبدأت بشائر ذلك عندما أعلن السفير الأمريكي بمصر مؤخراً أن هناك اتفاقاً يجري مع مصر لإعادة هيكلة المعونة الأمريكية لمصر واعطاء الأولوية للتعليم وتعظيم دور منظمات المجتمع المدني والمرأة.
وكل شق من هذا الاتفاق وحده كفيل بتدمير المعونة الأمريكية وتشتيتها لجوانب يطمع الغرب لتكريسها في المجتمعات الإسلامية وإدخال مفاهيم غربية داخلها.
إذاً التخطيط يمضي على قدم وساق لتنميط مفاهيم إسلامية جديدة على مجتمعاتنا، تهدف إلى فصل الدين عن الدولة وحصاره في دور العبادة مثلما الحال مع الديدانة المسيحية.انتبهوا...!!
|