عن دار المفردات صدرت الموسوعة الأدبية السعودية، ولم يكن جامعوها يتوقعون هذا السيل الضخم من النقد والتفنيد والاحتفاء بها أيضاً، وكانت الكتابات التي نشرت في الصحف السعودية عنها كدعاية مجانية لها. وهذه الدعاية مما يحمده الجامعون لها، ومما يحقق هدفهم الذي جاء سرياً حتى خرج للنور من مبدأ «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان»!!.
وفي ليلة الثلاثاء 20/10/1423هـ كان ضيوف ثلوثية الشيخ محمد بن عبدالله المشوّح ثلاثة من رجال الموسوعة الذين اسميهم المموسعين لها والمهندسين لتصميمها، وهم الدكتور الحازمي والدكتور ابن تنباك والدكتور المعيقل، وغاب عن الجلسة الدكتور الزهراني!! وكأن الشيخ المشوح أراد ان يفتق ستر الحقيقة عن تلك الموسوعة ويضع صانعيها وجهاً لوجه مع المهتمين بها، وكأن هذا البريداوي أراد ان يقول لحضور ندوته: هؤلاء هم غرماؤكم، لكن المحاورين من الطرفين كانوا وديعين ومدجنين جداً في نقاشهم، مما جعل الأستاذ حمد القاضي يستغرب رقته بعكس ما قرأ عنه في الصحف، وما علم ابو بدر- وفقه الله - أننا قوماً مراوغون تماماً ولا نواجه إلا بابتسامة المصانعة!!.
بادئ ذي بدء نشكر لأساتذتنا الأجلاء جهدهم المشكور، وهو جهد في مجموعة جيد جدا ولا غبار عليه، ولعلهم يرددون مقولة الإمام الذي قال رضا الناس غاية لا تدرك.
كلن هناك اسئلة تبرز كأسنان غول أمامهم ومنها:
هل أنتم من يمتلك تصنيف الأدباء والمبدعين السعوديين؟
- ثم ألا يوجد أفضل منكم؟ على الرغم من أنكم أصحاب فضل.
- ومن خولكم أن تكونوا أوصياء على هذا العمل الحساس؟.
أعرف أن الإجابة صعبة ومتشعبة وهي لا تقدح في معرفة جلال المعنيين وقدرهم، لكنهم ليسوا في أعلى الهرم الفكري أيضاً، وارجو عدم الغضب من الوضوح.
ثم لو كانت المسألة تخص الرواية والقصة لقلت لا ُيفتى ومالك في المدينة حيث سيدها وأستاذها الأكاديمي المتمرس الأستاذ الدكتور الحازمي، لكن المسألة أكبر واشمل من هذا الفرع.
ثم مادام المشروع يخص أهل الفكر والكلمة في الوطن فلماذا جاء بشكل سري وحمل وولادة لم يظهر لهما مقدمات؟؟ وبمعنى آخر: لماذا السرية والتحفظ على ذلك الوليد؟ ثم هل كل الأسماء التي جاءت في تلك الموسوعة هي وجه حقيقي لأدبنا السعودي أم لا؟ هذا سؤال يحتاج الى عمق في التفكير والتطبيق أيضاً؟ ولا أخفيكم أني قرأت اسماء أغلبها لم يكن له صلة بالأدب ولا صنعته، بل هم كتاب مقالة لا ترقى الى الحد الأدنى من فنيات المقالة التي اوكل أمر فرزها الى الدكتور مرزوق بن تنباك الحربي، وربما هذا ذوق وحكم الدكتور ولا نحجر عليه، لكنه ليس في اعتقادنا اختيار غير موفق ولا موافق للحالة والحال ايضا. بيد ان عذر الدكتور جاء حينما سئل عن ذلك وقال هذا ما رأينا وأردنا او هكذا قال- جزاه الله خيراً - وكأنه إذا رأى شيئاً أو أراده لا يعتريه النقد ولا يجادله أحد فيه وإلا فالكرت الأحمر نصيب من يجادل!!.
بقي ان اسأل اولئك المموسعين لنا سؤالا ربما أنه بديهي وعادي وهو: لو أن أحدا غيركم عمل موسوعة ونسي او تناسى او حذف عمدا او كرهاً أحدا ممن خدم الأدب منكم أنتم، أليس من حقكم ان تطالبوه بحقكم في فرصة سانحة وهي إبراز جهدكم للآخرين ممن هم خارج الحدود؟
أظن ان أغلبكم سيثور بحدة وصلافة ايضا، فلا تلوموا غيركم إذا حجركم في قفص الاتهام وأشار إليكم بإصبعه بكل حدة وجرأة، لأنه صاحب حق، وأنتم نصبتم أنفسكم هكذا، فاصبروا على الناس كما صبروا «مرغمين» على اخطائكم التي نقول عنها انها جاءت سهواً لا عمداً لثقتنا فيكم وفي حسن النوايا.كلمة حق وإحقاق له، ان الموسوعة فكرة رائعة ورائدة لم يسبقوا عليها وهي اجتهاد وافق محله على الرغم من الهنات الكثيرة التي توهن العمل ذاته، وكمال قال عامة أهل نجد «مرضي الناس كايد» وعسى ان يجد أصحاب الموسوعة من يترجم لهم ذلك المثل النجدي!!.
وأخيراً ارجو ان أكون واقعياً فيما قلت، والله المستعان على ما يصفون.
|