*كتب بندر الرشودي:
أكد الدكتور منصور بن إبراهيم الحازمي ان موسوعة الأدب السعودي هي أول موسوعة عربية تهتم وتتناول الأجناس الأدبية المختلفة حيث لم تسبقها موسوعة بمثل هذه المنهجية في الطرح...
جاء ذلك في ثنايا حديثه وتعليقه على المداخلات والاستفسارات التي حفلت بها الأمسية الأدبية بضيافة ثلوثية المستشار والمحامي محمد بن عبدالله المشوح بالرياض والتي حملت عنوان (موسوعة الأدب السعودي) مساء الثلاثاء الماضي الموافق 20/10/1423هـ، حيث استضافت الثلاثائية رئيس وأعضاء اللجنة العلمية التي قامت بجمع مواد الموسوعة الأدبية وذلك بحضور العديد من الأدباء والمفكرين والكتَّاب وأساتذة الجامعات إضافة كذلك إلى المهتمين بالأدب والثقافة.
وقد افتتحت الأمسية بآيات من الذكر الحكيم، تلاها كلمة للمضيف المحامي الاستاذ محمد المشوح الذي رحب في مطلعها بصفوة الأدباء والمثقفين الذين شرفوا الأمسية، مشيرا إلى أن استضافة رئيس وأعضاء اللجنة العلمية لموسوعة الأدب السعودي كان لعدة اعتبارات لعل من أبرزها الاحتفاء بهم وتقدير ما قاموا به من جهد كبير في سبيل طرح هذه الموسوعة في ساحة الأدب والثقافة بأرجاء وطننا العربي، كما أنها فرصة للأدباء والمثقفين لمواجهة اللجنة العلمية ومناقشتهم وطرح كل التساؤلات حول المادة الأدبية التي ضمتها الموسوعة وكانت مثار نقاش حاد على صفحات الجرائد وفي المجالس الخاصة، وتمنى المشوح ان تحفل الأمسية بالحوار والمناقشة الموضوعية التي من شأنها المساهمة في تطوير المادة العلمية التي حوتها الموسوعة في طبعتها القادمة بإذن الله.
بعد ذلك قدم الاستاذ الدكتور منصور بن ابراهيم الحازمي نبذة مختصرة عن موسوعة الأدب السعودي أشار من خلالها إلى أنها فكرة نبعت من الحدث الوطني الهام وهو مرور مئة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، فأردنا بجهد ذاتي من قبل اللجنة العلمية جمع النصوص والدراسات التي تمثل الأدب السعودي خلال الحقبة الزمنية الماضية بمختلف أجناسها الأدبية لتكون احتفاء من الأدباء بمرور قرن على تأسيس هذا الكيان الكبير.
وأكد الدكتور الحازمي ان الموسوعة قصد منها إبراز تطور الفكر والأدب لدينا لنستهدف بها القارئ العربي بشكل عام ليتعرف على الأجناس الأدبية وأبطالها في المملكة العربية السعودية.
كما لم يخف الدكتور الحازمي استياءه من النقد الجارح الذي حملته أسطر بعض المقالات التي تناولت هذا الموضوع وقال: فقد كنت أتمنى كما غيري من الغيورين على الميدان الثقافي والأدبي بالمملكة أن يكون تناول الموسوعة ونقدها يحمل صفة الموضوعية لا أن يصل إلى ما سطره البعض من كلمات مقززة استغرب أن تصدر من قبل أدباء ومفكرين ومنتمين للساحة الأدبية، مقدماً في الوقت ذاته عظيم شكره وتقديره لكل من تناول الموسوعة بنقد موضوعي هو محل اهتمامنا فقد دوّنا كل الاقتراحات والملاحظات التي ستكون بإذن الله مساهمة في تدارك الأخطاء التي وقعنا فيها بالموسوعة سواء من خلال الطبعات القادمة أو المجلد الاستدراكي المقترح الذي أتمنى ان يرى النور،
مشددا على ان اللجنة لم تقصد بتاتاً تجاهل أي من الأسماء الأدبية في المملكة كل ما في الأمر هو نسيان أو سقوط بالسهو لأسماء لم نتعمد إطلاقا تجاهلها فأخلاقياتنا أكبر وأسمى من أن تكون منهجيتنا بهذا المستوى المتدني.
وفي ختام حديثه قدَّم الدكتور الحازمي أسمى عبارات الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام على دعمه المادي والمعنوي الذي كان له الفضل بعد الله عز وجل في طرح هذه الموسوعة في الساحة الأدبية والثقافية بعد ان كنا توقفنا عن العمل في جمع مادتها بفعل العامل المادي،
فلسموه - حفظه الله - الدور الأكبر في تحويل الموسوعة من مجرد فكرة لم تكتمل إلى حقيقة على أرض الواقع،
كما أجزل الشكر للاستاذ المشوح صاحب الثلاثائية على هذه الأمسية التي جمع فيها نخبة من الأدباء والمثقفين.
فيما أشار الدكتور مرزوق بن تنباك إلى تسمية موسوعة ليس فيها أي تعارض مع الاشتقاق اللغوي لمصطلح موسوعة، مؤكداً أنه اطلع على أكثر من ألف موسوعة اختلفت أحجامها ومادتها العلمية وحملت اسم موسوعة فلا مشاحة في الاصطلاح. وحول كتاب المقالات أوضح أنه جمع أكثر من 000 ،12 مقالة مما يعني صعوبة تقديم كل كتاب المقالة في ظل تحديد صفحات الكتاب الخاص بالمقالة وكتابها.
بعد ذلك كان هناك مداخلة للدكتور حسن بن فهد الهويمل رئيس نادي القصيم الأدبي ورئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي، أكد في مطلعها أن الموسوعة حدث هام جداً حيث إنها إسهام أدبي متميز من شأنه أن يثري الساحة الأدبية والثقافية،
كما اعتبرها الدكتور الهويمل فتحاً مبيناً في عالم الموسوعات في المملكة، موضحاً إيمانه التام بأن هناك حدة في نقد الموسوعة ولكنه تمنى أيضاً ألا يحيل أعضاء اللجنة العلمية هذه الآراء إلى أشياء دفينة في أنفس أصحابها.
كما جدد الدكتور الهويمل التأكيد على رأيه الذي طرحه في مقاله الاسبوعي في (جريدة الجزيرة) بأن الموسوعة كانت بمثابة الأمر الذي قضي بليل، حيث تمت كافة أمورها دون أن يعلم أحد من الأدباء والمفكرين إلا بعد أن طرحت في الأسواق ولعل هذا هو أبرز المآخذ على الموسوعة.
كذلك أخذ الدكتور الهويمل على الموسوعة الاختيارات القديمة للنصوص المطروحة والمختارة فيها، فقد كان يجب أن تتناسب مع المرحلة الحالية التي تمثل الأديب، مستشهداً بدراسته النقدية المختارة له والتي كانت هي رسالة للدكتوراه قبل خمس وعشرين سنة؟!! متمنيا في ختام مداخلته أن يتقبل أعضاء اللجنة العلمية النقد، مشدداً على أن الصخب الدائر حول الموسوعة هو دليل على أهميتها.
ثم توالت المداخلات التي تناولت أبرز المآخذ على الموسوعة ومنهجيتها، كما تم طرح بعض الاستفسارات والتساؤلات على الدكتور الحازمي، لتختتم المداخلات برأي الأستاذ حمد القاضي الذي أبدى وجهة نظره في الموسوعة مشيداً بهذا الجهد المتميز الذي قام به أعضاء اللجنة ليقدموا موسوعة تمثِّل الأدب السعودي خلال مئة عام، كما أشاد بالمداخلات التي وصفها بالموضوعية والتي تجسد نبل وأخلاق الأدباء والمثقفين رغم حرارة وأهمية الموضوع.
وفي ختام الأمسية علَّق وأجاب الدكتور الحازمي على المداخلات والاستفسارات بكل رحابة صدر كانت محل تقدير جميع الحضور.
بعدها قام الاستاذ محمد بن عبدالله المشوح صاحب الثلاثائية بتقديم درع تذكاري للدكتور الحازمي، تثميناً وتقديراً للدور الكبير الذي بذله مع بقية أعضاء اللجنة العلمية في سبيل تقديم هذه الموسوعة القيِّمة.
|