Saturday 28th December,200211048العددالسبت 24 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كيف نتحكم بعواطفنا ..؟! كيف نتحكم بعواطفنا ..؟!
تركي بن منصور التركي

في هذه الحياة نتعرض إلى تأثيرات عاطفية عابرة كالشعور بالألم أو بالاكتئاب أو الحب.. إلخ، والناس مع هذه العواطف على أربعة أصناف:
الصنف الأول: فئة تتجنب هذه العواطف من خلال تجنبها الاحتكاك والالتقاء بالآخرين خوفاً من التطبع بهذه العواطف سلبية كانت أو إيجابية وهذا الصنف يحرم نفسه من الشعور بالمشاعر الجميلة كما انه يحرم نفسه من التجريب والتعلم.
الصنف الثاني: فئة تعمل على نفي هذه العواطف، حيث تشعر هذه الفئة «داخلياً» بالعاطفة ولكنها تحاول أن تنفيها، وربما يأتي يوم لا تستطيع معه الاستمرار فيحدث الانفجار !.
الصنف الثالث: فئة الاستجابة، وهذه الفئة ترى انها غير قادرة على مقاومة العاطفة التي تخامرها، فتستجيب لها وتتجاوب معها، وتصور الأمر وكأنه شأن لا إرادي لا حيلة لها معه ولا حل.
الصنف الرابع: فئة التعلم، وهذه الفئة ترى أن أي عاطفة تلح عليها ما هي إلا درس من دروس الحياة يجب أن تتعلم منه، فعاطفة الاكتئاب مثلا تتعامل معها على أنها «رسالة تنبيه» لشيء ما تطلبه النفس الإنسانية.
وبالطبع فان الفئة الرابعة هي أفضل الفئات، ذلك انها تتعامل مع الواقع الحياتي كمدرسة للتجارب، وأن هذه العواطف المفاجئة لها مبررات إيجابية داخل النفس الإنسانية لا بد من الاستفادة منها.
وتعاملنا مع هذه العواطف مهم ان ينطلق من خلال كونها «رسائل» للتعلم والاستفادة منها، والتي تعني باختصار أن هذه العاطفة حينما ألحت علينا بالظهور كانت بمثابة «إشارة» تنبيه لنا لشيء معين.
وتعاملنا مع هذه العواطف من هذا المنطلق مهم أن يرعي الخطوات التالية:
أولا: حدد ما تشعر به: حيث ان الشعور بالإعياء والتعب ليس محدداً ولكنه شعور بمهاجمة عواطف سلبية، وهنا يجب تحديد ماهية هذا الشعور، فإن كان شعوراً بالملل مثلا فيجب توجيه السؤال «هل أشعر فعلا بالملل» إذ ربما يكون الشعور ناتجاً عن غضب أو شيء آخر، ثم التحديد أكثر بالسؤال عن سبب هذا الشعور؟ فقد يأتي التحديد أن هذا الملل ناتج عن «إحباط» مثلا، فالتحديد يساهم في كسر الحالة العاطفية السلبية.
ثانيا: التعرف على العاطفة وتفهمها: وكما ذكرنا فإنه مهم الشعور أن هذه العاطفة ليست سلبية وليست فعلا خاطئاً، ولكنها «رسالة» تنبيه عن شيء ما، ولذا مهم تفهمها والامتنان لأنها تريد مساعدتك في إحداث تغيير إيجابي.
ثالثا: التعامل بحب واستطلاع مع هذه «الرسالة العاطفية» حيث السؤال عما يمكن عمله لتحسين الوضع؟ من خلال السؤال عن تأكيد الشعور بهذه العاطفة، ويتم ذلك من خلال بعض الأسئلة كالسؤال مثلا «ما هو الشعور الذي أريد أن أشعر به حقا؟» و«ماذا علي أن أعتقد لأبتعد عن هذا الشعور؟» و«ما الذي أرغب في عمله للتوصل إلى حل وللتعامل مع هذه الوضعية؟» و«ماذا يمكنني أن أتعلم من ذلك؟» هذه الأسئلة بإمكانها أن تكسر النمط الذي يسيطر على الشخص من جراء الحالة العاطفية.
رابعا: التعامل مع هذه العاطفة: وأفضل طريقة لذلك هي تذكر وقت شعرت خلاله بعاطفة مشابهة واستطعت أن تتخلص منها، فقد تكون تخلصت منها من قبل من خلال قراءة كتاب مفيد أو مشاهدة ساخرة أو زيارة صديق أو غير ذلك مما يمثل «طريقة» دائمة تستخدمها للتخلص من هذه الحالة، وبالإمكان ابتداع حالات والتجريب معها في كيفية الخروج من هذه الحالة.
خامسا: التأكيد على المعالجة ومجاراة المستقبل: وذلك من خلال التعرف على «الرسائل» التي تسيطر عليك وكيفية التعامل معها من خلال التكرار والتخيل والإحساس بحدة عاطفية تمكنك من الوقوف ضد هذه المشاعر العاطفية حال تعرضك لها.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved