* س: - تقاعدت مبكراً من عملي بعد مكوثي في وظيفتي أحد عشر عاماً، ولم يُسمع مني شيء فسافرت الى بلدتي شاهدتُ فتاة دخلت نظري فتتبعت أثرها حتى عرفت بيتها فحادثت الوالد والجد والد الوالد لأن الوالد لا يقطع أمراً دونه فرحبا بهذا، وأثنيا على والدها وإخوانها وتم الزواج وبعد مرور ثلاثة أعوام تبين أنها أختي من الرضاع بشهادة ثلاث نساء عاقلات فقد رضعت من أمها قرابة أسبوعين ولنا ولد ذكر.
المشكلة أنني أحببت هذه (الزوجة) جداً حباً كثيراً عاقلة حكيمة هادئة صابرة ذات دين وعفة وبعد أن علمت بهذا تم الانفصال بالضرورة أنا مصاب بمرض نفسي مُتقطع وبأفكار عارضة وأشعر بخوف فهل تُعينني..؟
ع. م. م.. بريدة.. القصيم.
* ج: - أعينك بإذن الله تعالى حسب جهدي لكني آمل منك أنت أيضاً أن تعينني، فأقول:
أنت رجل فيك خير كثير ومبادرة إلى الخيرات، وذو عقل كبير ومعرفة بالحياة، فأنت مجرب وقولك في السؤال مثل: (الانفصال بالضرورة) و(بالأفكار العارضة) هذان لفظان يدلان على اطلاعك لأنهما صياغتان علميتان.
لكن بدا لي من السؤال أنك رجل حساس تستجيب للحادث المباشر وتنصت كثيراً لكل فكر وارد وخاطرة مارة، وهذان إذا لم يوظفا توظيفاً واعياً فإنهما قد يجران أثراً عكسياً لو سرت معهما لتعبت كثيراً
أنت مصاب بمرض نفسي متقطع وبأفكار عارضة من قيم لك هذا..؟
من صنف مرضك كما تقول إنك: مريض..؟ إن مثل هذا يحتاج الى جلسات طبية نفسية، ولدى طبيب أمين متخصص، وأنت لم تفعل ذلك إنما هولت الوضع حسب نظرك ومن خلال الحساسية صنفت المرض.
لست مريضاً بل لديك شعور فقط بالاكتئاب يتراوح ما بين: 10 إلى 13% وهذا أمر طبيعي نتيجة ذلك الموقف الحاصل المفاجىء ويصل بقاء هذا الشعور حتى يزول ما بين 10 أيام حتى ثلاثة أشهر إذا كان متقطعاً فلا يحسن بك تضخيم هذا لديك حتى تقنع نفسك بما تحكمه أنه حاصل، أنت فقط حساس استجبت لحادث الاخوة المفاجئ مع ما تكنه لأختك من (حب) كثير فأصبت بإحباط ثائر أصلاً وهو حيثية متراكمة من جراء ركنك: أحد عشر عاماً في الوظيفة في مرتبة واحدة مع ما صاحب هذا من الغربة لأن عملك في بلد وأهلك في بلد آخر، فلا يصح أبداً من مثلك إسقاط حالات متعددة في: (حالة واحدة) ترى أنها: هي هي كلا لا يصح من مثلك عاقل مُجرب أن ينظر الحياة والأحداث من منظار واحد، بل لابد من التروي وإعادة كل حال إلى سببها مع ضبط الحالة المنفردة بسببها المباشر وغير المباشر.
ما حصل هنا يجب أن تحمد الله تعالى عليه لأنه جاء مبكراً ولأنك كسبت رحماً جديداً أختك من: (الرضاع) تصلها وتزورها أليست هذه نعمة ونعمة إذا أردنا واقعية الوضع الحق شرعاً، وعقلاً بعيداً عن الضعف والعواطف ووساوس الفكر.
تأن ونم قرير العين فلست مريضاً وبادر بعد قراءة إجابتي هذه الى تقديم العقل على العاطفة والزواج العاجل ولتقم بهذا أختك نفسها.
أما الخوف فمرده (الولد) فهو منسوب إليك فلم إذاً.. الخوف..؟
ولا تنس حساسيتك فحينما تُضيق عليها وتوظفها بفطنة وحزم وإرادة حية فإن الخوف الوهمي يذهب تدريجياً مثله مثل السراب فكلما اقترب منه الإنسان أكثر فأكثر ذهب لأنه انعكاسات ضوئية مع غبار غير مرئي، آمل تدبر وضعك فأنت في وضع تُحسد عليه.
|