Friday 27th December,200211047العددالجمعة 23 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ما جعلت المساجد لمثل هذا ما جعلت المساجد لمثل هذا
عمر بن سليمان الشلاش

تعتبر ظاهرة التسول ظاهرة خطيرة على المجتمعات، وتأتي خطورتها من نواح عدة منها أنها تشجع على البطالة والخمول والكسل وقلة العمل والكسب من ناحية، وسلباً لمال وحق هو لمن يكون أصلاً أهلاً لهذا المال والعطاء، كما أن انتشار المتسولين وبكافة فئاتهم فيه تضليل للمعطي أو المتصدق أو المزكي وكذلك عدم تمييز بين من يستحق ومن لا يستحق منهم.
إن ظاهرة التسول داء قد استشرى في مجتمعنا وبأعداد كبيرة، ومما يدمي الفؤاد ويندى له الجبين انتشار مثل هؤلاء المتسولين وفي أماكن ليست مكاناً للتسول كالمساجد «أماكن العبادة» والعياذ بالله والبعض منهم يقف شاكياً باكياً أمام الناس في المسجد وقاطعاً عليهم عباداتهم وأدعيتهم وذكرهم.
ومع الأسف أن المتصدق والمعطي هو السبب الأول والرئيسي في انتشارهؤلاء المتسولين واستجداء الكثير منهم لعواطف الناس وقد يكون لهم أي المتسولين - أهداف وأغراض لا يعرفها الكثير منا، والأدهى من ذلك تقبُّل الناس لمثل هذا الأمر «التسول» بل والتفاعل معه في الكثير من الأحيان مما أدى إلى استشرائه وتأصله في المجتمع.
والكثير من العلماء أفتى بعدم جواز إعطائهم في المساجد، فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما سمع الرجل الذي يبحث ويسأل عن ناقته الحمراء «الضالة» قال: «لا ردها الله عليك ما جعلت المساجد لمثل هذا» أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
فالواجب علينا عدم التعاون مع مثل هؤلاء، وصرف ما لدينا من أموال وصدقات وزكوات لأصحابها المستحقين لها، فالدولة لم تألو جهداً في هذه الناحية من الاهتمام بالفقراء والأيتام والأرامل والمساكين وغيرهم، والجمعيات والمؤسسات الخيرية تساهم كثيراً في مثل هذه المجالات وتصل إلى هؤلاء المحتاجين في مساكنهم، إلا أنه الجشع من بعضهم أيضاً في عدم الاكتفاء بقوتهم وما يسد حاجتهم بل الطمع فيما هو أكثر من ذلك بحجة أنه لا يغنيه القليل ولم يحمد الله على كل حال فالفقير لن يظل فقيراً بإذن الله فبالسعي والتوكل على الله يحصل الرزق إن شاء الله.
كما أن المؤسسات الحكومية المكلفة والمعنية بمكافحة التسول لن تقوم بواجبها على الوجه المطلوب ما لم نساهم نحن من جانبنا بدورنا في محاربة هذه الظاهرة وعدم التفاعل أو التعاطف مع ضعاف النفوس من المتسولين الذين كما أسلفت يحرمون الفقراء الحقيقيين حقوقهم التي جعلها الله لهم في أموال الأغنياء.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved