الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله أجمعين..
أما بعد فإن للمرء ذكراه التي يخلد بها من بعد وفاته وينبغي بل يجب على الأحياء أن ينعتوه بجميل صفاته وأن يتجافوا عن مساوئه.. وفي هذا المجال الناصع أحببت أن أسجل عن الأستاذ المعلم اللغوي البارع الشاعر والزميل الذي فقدناه بذكراه العطرة إنه هو صاحب الجمعية الخيرية حيث زاملته خلال ربع قرن رئيساً لها فكان رحمه الله نعم المرشد والموجه بعنيزة. كان يدير دفة الأمور في الجمعية بمنتهى التفاني والحذق، محافظاً على دوامه ومحترزاً على أموالها لا تفوته شاردة ولا واردة. وكان رحمه الله يتفانى في خدمة من يحضر إلى عتبة باب الجمعية فإن وجد للحاضر مسوغاً طلب منه أن يتقدم بأمره إلى هيئة أعضاء الجمعية وإن لم يجد له مبرراً فإنه يسترضيه بما يقدر عليه مادياً أو أدبياً. قال تعالى:{وّقٍلٌ اعًمّلٍوا فّسّيّرّى اللهٍ عّمّلّكٍمً وّرّسٍولٍهٍ وّالًمٍؤًمٌنٍونّ وّسّتٍرّدٍَونّ إلّى" عّالٌمٌ الغّيًبٌ وّالشَّهّادّةٌ فّيٍنّبٌَئٍكٍم بٌمّا كٍنتٍمً تّعًمّلٍونّ} ويقول صلى الله عليه وسلم «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» فكان رحمه الله من هذا الطراز. وطوال مدة رئاسته للجمعية وفر لها موارد تدر عليها اقتصادياً فهناك عدة عمائر تابعة للجمعية بحي الأشرفية وكذلكم في الأحياء الأخرى وغيرها من الأعمال الجليلة كما أنه رحمه الله كان جم التواضع لا تفرق بينه وبين زملائه في العمل وكانت الشورى هي مرده أثناء دراسة متطلبات الناس معتمداً في ذلك على البحث الدقيق والمقارنة السديدة.
كما أنه يمتاز بجزالة الشعر الذي يحث فيه الناس على مباشرة الأعمال وعدم التكاسل سواء في المجتمعات أوفي المجالس الرسمية. رحم الله أبا صالح وألحقه بالذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ونحن وجميع المسلمين. ولا نقول إلا كما قال ربنا {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ} وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين..
|