Friday 27th December,200211047العددالجمعة 23 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أمي أمي
عبدالرحمن عقيل المساوي / الرياض

عفواً.. عزيزي القارئ الكريم.. وعذراً للجميع.. أهلي.. أحبائي.. أصدقائي.. زملائي.. كل الناس.. التمس منكم العذر هذه المرة أن أختص بهذه الصفحة لنفسي.. فأنا منذ ما يقارب خمسة عشر عاماً وأنا أكتب لكل الناس من دون استثناء أكتب لجميع القراء ولكل من يقع في يده هذا الإنتاج المتواضع الذي هو ملك للجميع.. أكتب للرجال وللنساء، أكتب للشيوخ والأطفال، كتبت للحب والأمل، كتبت للمجتمع، ولمعظم قضاياه المختلفة.. كتبت لأكثر ما يهم الناس.. كتبت للشوق وللفراق وللقيا.. ولكن هذه المرة أرجوكم.. بل أتوسل إليكم وأنا متأكد تماماً بأنكم لم تمانعوا.. في ذلك وستوافقون على أن أستأثر بهذه المساحة الصغيرة والأسطر القليلة لنفسي.. خصوصاً إذا علمتم بأنني سأنتهز هذه الفرصة العظيمة، الطيبة المباركة لكي أقدم عظيم التهاني والتبريكات والأماني الصادقة من قلب محب.. إلى أعز وأعظم وأنبل وأطهر وأشرف وأغلى إنسانة في الوجود.. إلى الإنسانة التي أعطتني كل شيء، نعم كل شيء ولم تأخذ أي شيء.. إلى الإنسانة التي لولاها بعد المولى لم أكن.. إلى المرأة التي حملتني وهناً على وهن و وضعتني كرهاً على كره.. إلى المرأة التي أرضعتني طفلاً وحمتني شاباً.. وظللتني بالحب رجلاً.. إلى من تعبت وسهرت وضحت من أجلي إلى من مرضت لمرضي وحزنت لحزني وسرت لسروري.. إلى من فارقها السهاد لتضميد جراحي ولم تذق طعماً للراحة لتخفيف آلامي.. إلى الإنسانة التي لو جمعت كل كلمات الدنيا بأسرها من الشكر والتقدير والامتنان والعرفان لرد الجميل لم ولن أستطيع أن أوفيها شيئاً من حقها أبداً.. إلى أمي الحبيبة الغالية والتي هي الآن طريحة للمرض عافاها الله وشفاها آمين.. إلى الحاضرة مني، الغائبة عني.. إلى القريبة إلى البعيدة علي.. لك مني كل الشوق وكل الحب وكل معاني الدنيا السامية الجميلة.. وحتى أن أراك إن شاء الله وأنت ترفلين بثوب العز والسعادة والصحة والعافية وتبقين لي ذخراً ونبراساً يضيء جبيني أعواماً عديدة وأزمنة مديدة وما دامت تشرق شمس على هذه الأرض.. وكل عام وأنت وكل أمهات الدنيا بخير.. ولك أمنياتي بحياة سعيدة بإذن المولى وعافاك الله وشفاك.. آمين.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved