Thursday 26th December,200211046العددالخميس 22 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رداً على «منشي» رداً على «منشي»
الظلمة لا تبصر إلا الظلمة .. والضوء اللامع لا ينطفئ

كما توقعت بأن يأتي رد من يطلق على نفسه بالناقد التشكيلي، المدعو أحمد منشي على مقالي الدفاعي عن الفنان التشكيلي القدير والمبدع نايل ملا، الذي يتعرض لهجمة إعلامية مهووسة من قبل الناقد المذكور ومجموعة من المفلسين فناً وفكراً وعطاءً توقعت أن يجيء رده بأسلوبه المعتاد ذي المنطق الأعوج، والمعهود والمتميز بضحالة التفكير، وركاكة الأسلوب، والتهكم، والتجريح، واللمز والغمز، والتشويه والتهميش، والتخبط، وعدم المصداقية، والاصطياد العكر، والمراوغة، والخداع، وسوء الفهم، وطمس الحقائق، وقلب الوقائع، والتشكيك في نجاحات الآخرين، ورشقهم بالحجارة، ووصف عبارات الآخرين بالكذب والمغالطات، ورصفها وتكرارها في كتابته، والتطبيل المنفوخ والتزمير المفضوح للبعض، والفراغ الكلي من الحس النقدي.
ذلكم ما يتصف به أسلوب منشي أحمد الذي لم يكن الفنان نايل ملا بأول من وقع فريسة أسلوبه هذا الذي يدل بالفعل على انه ناقد ناقم، يناصب نجاح الآخرين العداء، يؤمن بالنقد العدواني التسلطي، وليس النقد الفني التشكيلي الراقي الذي يمكن أن يفيد ويستفاد منه أو على أضعف الإيمان أن تستفيد منه الساحة التشكيلية المحلية البائسة من نقد هذا وأمثاله.
ومن ثم فانه من البديهي ومن الصعب على من يتصف بكل ذلك أن يتمكن من الارتقاء بكتاباته أو حتى بنقده إلى مصاف الأعمال الفنية الراقية كالتي قدمها زميله الفنان نايل ملا، لأن الطبع يغلب التطبع، وهذا على ما يبدو هو طبعه الشخصي وطابعه النقدي، والحق يجب أن نعذره لأنه يعاني من فشل واضح في مجاراة الإبداع والمبدعين، بل وفي عدم قدرته على استيعاب العملية الإبداعية المتطورة الحاصلة في الفن التشكيلي السعودي، بعد أن فقد توازنه لسوء انسجامه مع رفقاء دربه واليأس من اللحاق بهم منذ فترة طويلة. فعمد إلى تفجير دمامل حقده على الناجحين من خلال إسقاطاته البالية التي عفى عليها الزمن.
لقد قدم هذا المنشي وثيقة علنية تدينه وتدين نقده الذي يقدمه، حين أكد في رده الذي جاء بجريدة الجزيرة بتاريخ 16 رمضان 1423هـ بانه اقتحم مجال النقد كون أن الممارسة التشكيلية في هذا البلد ولدت يتيمة النقد .. ومن ثم فقد أقحم نفسه لممارسة مجال النقد لأن الساحة التشكيلية السعودية خاوية من النقاد التشكيليين أمثاله، تبرير مضحك ومبك في آن واحد. ولا يسعني الا أن أضع هنا خطوطاً عريضة تحت كلمته «اقتحم» وأطالبه بالرجوع إلى معناها ومصدرها لمعرفة ماذا تعني كلمة «اقتحام» ومتى وأين يمكن أن يتم استخدامها؟ فبالله عليكم هل من شخص سوي يدين نفسه بصفة الاقتحام؟ وإن كانت الحقيقة والمعلومة الخفية وراء اقتحامه لمجال النقد لا تكمن في السبب الذي إدعاه آنفاً، وإنما تكمن حين وجد نفسه مفلساً وعاجزاً تماماً عن تقديم عمل فني واحد ناجح على الأقل يمكن عرضه على العامة، ليحفظ له ماء وجهه كشخص يمكن أن يدعى بالفنان التشكيلي، فلم يستطع مجاراة زملاءه وأقرانه أو منافسة أولئك الذين تجاوزوه بمراحل، الأمر الذي لفظته قاعات المعارض، ومن ثم وجد نفسه خارج إطار خارطة الإبداع التشكيلي السعودي.. وحتى يشكل حضوراً وهمياً على أقل الأمر عمد حسب قوله إلى اقتحام مجال النقد التشكيلي لعل وعسى أن يفلح في أمره، مديناً نفسه بتلك الصورة التي كان عليه أن يريق ماء وجهه بدلا ًمن الإتيان بذلك المبرر والعذر الذي هو أقبح من ذنب. وإنها لصورة من صور سوء الفهم لمعاني الكلمات العربية وأصولها واستخداماتها التي يعاني منها؟ وصورة أخرى لتلك التناقضات ولذلك التخبط الذي يعيشه صاحبنا الناقد الهمام؟ وبالتالي كيف بنا والوسط التشكيلي في الوثوق بكتاباته وآرائه ونقده وانتقاداته.
وبالله.. من الذي كلف هذا المنشي بأن يكون وصياً على التشكيليين والتشكيليات، يقيم هذا وينتقد ذاك، ويمتدح هذه ويجامل تلك، بأدواته النقدية المهترئة. ولا يلبث أن يسلط سياط نقده العقيم على تلك الأعمال الفنية الناجحة بكل المعايير فيعمل لأمر في نفس يعقوب على إسقاط مفرداته السلبية عليها وفقا لأهوائه وأمزجته ونفسياته المضطربة، بعيدا كل البعد عن ما يسمى بمناهج ومدارس النقد أو أسسه وأساليبه .. وهنا أتساءل بتحسر وألم .. هل الساحة التشكيلية باتت في حاجة ماسة لمنشي وأمثاله؟ وهل بلغ بالفنانين القبول بمثل آرائه وإسقاطاته النقدية المنتقدة البليدة البالية؟ أليس من رقيب على هذا النوع من النقد التسلطي؟ أليس من تحجيم لهذه الفئة التي باتت تشكل بالفعل موقفاً خطيراً على مستقبل الحركة التشكيلية السعودية؟ بعد أن وضعت رؤيتها وإسقاطاتها المبتذلة، وتعرت مفاهيمها ونواياها غير السليمة.
لغة التمويه والمراوغة..
ولأن من صفات هذا المنشي أحمد عدم القدرة على مجاراة الحقائق بالحقائق، ومقارعة الحجة بالحجة نراه يلجأ إلى الابتعاد كلية عن ذلك، باستخدام أسلوب التمويه والمراوغة إذ انه لم يستطع الرد على مقالي السابق الذي نشر بجريدة الجزيرة بعنوان «قضية نايل.. بين مؤامرة طمس الحقائق .. وقلب الوقائع» والتي كشف المقال عن جوانب كثيرة في هذه القضية .. راح منشي في رده الأخير يمارس بأسلوب التمويه والمراوغة البعيدة عن المنطق والموضوعية باحثاً ومفتشاً في سطور السيرة الذاتية للفنان التشكيلي القدير نايل ملا عن بعض الثغرات لعله يجد ما يشفي غليله وما يبرر سلامة موقفه أمام القارئ من تهجمه على زميله الملا بغية إيهام الآخرين وإقناعهم بالصورة المعكوسة لهذا الفنان القدير.ومن تلك الصور التي تعمد فيها ممارسة المغالطات وقلب الحقائق هي مسألة استخدام «الآيربرش» وهي استخدام الألوان بالريشة الهوائية، والتي وردت في السيرة للذاتية للفنان نايل بانه أول من استخدم هذه التقنية في اللوحة التشكيلية من فناني المملكة. مما حدا بمنشي أن يتناولها كمأخذ وهي ليست كذلك، فراح ينفد بداية وتاريخ استخدام هذه التقنية في المملكة، وكيف كان يتم استخدامها بطرقها البدائية، ومن هم الذين استخدموها، ومن هي تلك الفئات التي تعمل على استخدامها، ثم أنهى ذلك السيناريو بتقييمه لتجربة الملا في استخدام هذه التقنية ووصفها بانها متواضعة!!. وليبدي للآخرين بصورة متفذلكة عن كنه هذه المادة أخذ في التعريف بها في الوقت الذي لم يطلب منه أحد ما التعريف بتلك المادة أو التقنية لأن أمرها مشاع ومعروف. إلا أنه ولهدفه المتعمد بقلب الوقائع وعكس المعلومة، لجأ إلى هذا الأسلوب التمويهي للوصول بقوله بأن ملا لم يكن له دور في التعريف بهذه التقنية في حين انه لو وسع مدارك أفقه لأدرك بان السيرة الذاتية للفنان ملا تشير بوضوح إلى أنه أول من استخدم هذه التقنية في اللوحة الفنية ولم يدع بانه أول من أدخلها أو أول من استخدمها في المملكة!!. ومن حقي أن أتساءل هنا أين كان منشي من هذه المعلومة المسجلة ضمن سيرة ملا الذاتية منذ فترة طويلة؟ وأين كان تقييمه منها؟ أم أنها صحوة البحث عن الفتات والقشور، وممارسة التمويه والمغالطة بهدف قلب الحقائق وعكس المعلومات ؟!.
ونموذج آخر للغة التمويه والمراوغة وتغييب الحقائق التي يطبقها منشي على واحدة من انجازات الملا باعتباره أحد الأعضاء المؤسسين لبيت التشكيليين، بل والفاعلين في صناعة وتأسيس البيت، وهي معلومة لا غبار عليها، ولم يعترض عليها أيضا أحد من زملائه الذين ساهموا في تأسيس البيت، وأيضا المعلومة مسجلة ضمن سيرته الذاتية، كواحدة من إنجازاته، وهو لم يدع بانه المؤسس الحقيقي لبيت التشكيليين كما حاول منشي قلب هذه الحقيقة وإيهام الآخرين بها، فالمعروف أن المؤسس وصاحب بيت التشكيليين هو المهندس طيب الذكر محمد سعيد فارسي، وأن الأعضاء المؤسسين هم من ساهموا بأدوار رئيسة وفعلية في قيام وإنشاء هذا الكيان والذي كان نايل ملا أحدهم، {قٍلً هّلً يّسًتّوٌي الذٌينّ يّعًلّمٍونّ وّالَّذٌينّ لا يّعًلّمٍونّ} ونفس السؤال يتردد أين كان هذا المنشي من هذه المعلومة؟ ولماذا لم يبد اعتراضه هو أو غيره كل هذه الفترة الزمنية على ملا وبقية أعضاء المجموعة الذين يعتبرون أنفسهم أعضاء مؤسسين لهذا الكيان التشكيلي؟.
وهذا دليل ثابت على أن الناقد الناقم يعمل بأسلوبه التمويهي على تغييب الحقائق، وقلب الوقائع، وتفجير المغالطات، والتشكيك في نجاح الآخرين .. متى ما استهوته المسألة، بينما يمارس السكوت عن الآخرين لأسباب هو يدركها! وهذا لعمري قمة التناقض واللامصداقية التي يعيشها مع نفسه هذا الرجل!!.
وصورة أخرى من صور التمويه والمراوغة تتمثل في التناقض الذي يعيشه هذا الناقد مع نفسه حين تساءل هل المربع حكر على فئة دون غيرها، إذ أرى في كلامه هذا اجترارا بعينه ونقلا مكرورا لمقولة الكاتب السيد الجزايرلي بمقاله المنشور بمجلة ليلة خميس عن نفس القضية حين قدم نفس التساؤل موضحاً بأن أسلوب المربعات ليس حكراً على فنان. فكان الأجدر بمنشي أن يوجه هذا السؤال
لنفسه، بدلا من ترديد وتكرار كلام الآخرين!!.
صورة مثالية لنوع التمويه وقلب الحقائق الذي يمارسه منشي ضد زميله ملا حسين أدعى بان الأخير ينسب إليه جهود الآخرين في مسابقة ملون السعودية، ثم يربط الأمر بجهات أخرى كالرئاسة العامة لرعاية الشباب وأرامكو وغيرها. بهدف نفي صفة الفردية، في حين لم يسبق لشخص نايل أن ادعى بانه نسب إلى نفسه جهود الآخرين؟! والتساؤل المطروح ما علاقة طرح أسماء تلك الجهات بقضية نايل ملا؟ أم إنه «الاصطياد العكر»، وهو أمر مكشوف للغاية، ومحاولة فاشلة للتأثير على سمعة ومكانة هذا الفنان بتلك الجهات .. وإن كانت جهوده بالنسبة لمسابقة ملون السعودية ملموسة ومعروفة ولا تحتاج إلى التأثير عليها ..وبطريقة مماثلة يطل علينا بها هذا الناقد ليتناول مسألة الدعوات والمشاركات الدولية التي يتلقاها بعض الفنانين السعوديين وإن كان يعني بأحدهم هنا وهو الفنان نايل، وبنبرة النادمين الحاسدين يعتبر منشي بأن تلك الدعوات الدولية إنما تأتي عبر المصالح الشخصية. وما أود قوله بأن عليه أن يدرك هو والآخرون بأن ملا بالفعل هو من أكثير الفنانين حصولا على الدعوات الدولية وهو مؤشر لإبداعاته وتفوقه، ولو لم يكن كذلك لما تم توجيه تلك الدعوات المتتالية إليه. لكن الذي يضيرهم في الأمر ويؤلمهم هو نجاح هذا الفنان وغيره مما يثير حنق منشي وأمثاله، فتصيبهم نوبة الغيرة، ومن ثم لجوؤهم إلى التشكيك في نجاحات الآخرين والتهكم عليهم.
تعليق من المحرر:
نظرا لخروج الطرح عن الهدف المنشود لخدمة الفن التشكيلي وتحوله إلى توجيه التهم والعبارات البعيدة عن سمو هذا الفن وفنانيه نعتذر عن تواصل النشر ونتوقف عند هذه المقالة شاكرين تواصل الزملاء.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved