Wednesday 25th December,200211045العددالاربعاء 21 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رئات فتياتنا تنفث دخاناً رئات فتياتنا تنفث دخاناً
كيف تحولت السيجارة إلى آفة تعصف بصحة المجتمع؟
دراسة أكاديمية توصي بمنع الدخان ومصادرته من الأسواق

* الرياض - فوزية الشدادي الحربي:
التدخين.. الآفة التي تعصف بصحة شبابنا.. اصبح اليوم يطرق ابواب فتياتنا، بل واصبح ظاهرة وسط النساء وخصوصاً الطالبات، كيف وصل الأمر بالفتيات وهن في عمر الزهور للوقوع بين براثن هذه العادة السيئة، ومن المسؤول عن تفشي ظاهرة التدخين بين ابنائنا وبناتنا؟ وما السبيل يا ترى لتحجيم هذه الظاهرة والقضاء عليها قبل ان تقضي على شباب الوطن؟ في البداية قامت «الجزيرة» بعمل لقاءات مع بعض الطالبات في مدارس الرياض.. فكانت المحصلة كما يلي:
الطالبة «م.أ 20 سنة» قالت: بدأت أدخن في وقت مبكر جداً تقريباً كان عمري عشر سنوات حيث كان جميع أفراد الأسرة يدخنون وعلى رأسهم أمي وأبي وقد اخذت السيجارة الأولى من يد اختي الكبيرة وقد كان الأهل يبعثونني للمحل لاحضار الدخان، بصراحة لم أفكر بالبداية بالمتعة بل كان دافعي التقليد وحده وحتى الآن لا أشعر بالمتعة بل انني بعدما عرفت مضاره اتمنى تركه ولكن كل المحيطين بي يستخدمونه فكيف استطيع الابتعاد عنه؟
بالنسبة للأهل يعرفون أني أدخن ولم يوجهوا لي أي شيء بالنسبة للمدرسة فلا يعلمون عن تدخيني رغم أنني أدخن بالمدرسة مع بعض الزميلات اللاتي تأثرن بي وتأثرت بهن أيضاً.
* من وجهة نظرك ما هي الحلول التي ترينها مناسبة لمنع الوقوع بهذه العادة السيئة؟
- أهم الحلول ان تكون الأسرة صالحة لأن الابناء يتأثرون بالأهل، ايضاً لابد ان تكون المدرسة قادرة على تتبع طالباتها واكتشاف كل ما يقمن به خارج حدود الفصل.
الأولى.. والأخيرة!!
الطالبة «سميرة، هـ 16 سنة» تقول ان اول سيجارة تناولتها كانت في المدرسة من بعض الزميلات وانها كانت خائفة جداً ولكن اكتشفت امها امرها بعد عودتها للمنزل واشبعتها ضرباً وكانت المرة الأولى والأخيرة.
الطالبة «ر.س. 18 سنة» تذكر ان اول من جعلها تفكر بالموضوع بعض العاملات «من جنسيات مختلفة» في مشغل والدتها وتقول كنت اقضي معهن اغلب اليوم فوالدتي تتركني عندهن حتى اراقبهن لها وانتبه للمحاسبة وقد كن يدخنَّ بشراهة، وعندما دربتني عليه احداهن استمتعت به كثيراً وتقريباً لا استخدمه إلا بالمشغل حتى بالمدرسة البنات يستخدمنه لكن انا ارفض لأني اخاف ان يفضح امري، اما الوالدة فهي مشغولة بتجارتها ولم تنتبه ولم تسألني بل انها لم تحذرني منهن وهي تعلم انهن جميعاً وبدون استثناء مدخنات.
شجار يكشف المستور!
إحدى المشرفات الاجتماعيات في مدارس البنات قالت انه حدث شجار بين طالبات واعترفن على بعض بأنهن كن يتعاطين الدخان خلف مبنى المدرسة، وأثناء التحقيق سجلت اعترافاتهن بأنهن يحضرن الدخان من المنزل على عددهن حيث تقوم واحدة بسرقته من اخيها كل يوم حبة حتى لا يكتشف امرها.
أهون الضررين!!
الطالبة «ح.ن» في المرحلة الثانوية تقول: لم اجد صديقات مما اضطرني الى التصادق مع مجموعة مدخنات حيث ان هناك مجموعة تعاكس الاولاد ومجموعة تتبادل الافلام فاختارت اهون المجموعات، وتقول انها لاتشرب الدخان ولا تستلطف رائحته لكن مع المجموعة يكون هناك طعم خاص. الطالبة «م.س» في المرحلة الثانوية تذكر انها بدأت التدخين من سطح المنزل منذ 3 سنوات اي عندما كانت في الصف الثالث متوسط وهي تستمتع بشربه وعند حصول اي مشكلة ترتاح وتنسى همومها، وقد حصل لها هبوط ودوخة بالمدرسة وظنت انها ستموت وسألت معلمتها هل الدخان يموِّت واخذت المعلمة توجهها وترشدها وتقف بجانبها.
احتراف.. بالجامعة!
الطالبة «نورة.ح» في ثانية جامعة بدأت التدخين في أول ثانوي حيث اخذت السيجارة الأولى من صديقاتها في المدرسة وهي لا تدخن إلا في المدرسة فقط وذلك لأن الأهل دائماً متواجدون بالاضافة لأن والدتها حريصة وشديدة بنفس الوقت، وتؤكد نورة انها لم تصبح محترفة إلا في الجامعة حيث الحرية وتزايد عدد الصديقات.
وعن المسؤول عن تسرب عادة التدخين للطلاب والطالبات تقول نورة: أعتقد ان المسؤولية الأولى تقع على عاتق المدرسة والبيت باعتبار ان الطالب او الطالبة يقضيان نصف يومهما في المدرسة والنصف الآخر بالبيت وإذا اخفق احدهما ستكون كارثة للأبناء وسيقعون بما هو أكبر من ذلك.
* هل تعتقدين ان رفع قيمة الدخان سيكون حلاً مناسباً للحد من هذه الظاهرة؟
لا اعتقد ابداً إذا الشخص لم يقتنع بتركه ومضاره فلن يحده المال ابداً.
* إذاً ما هو الحل المناسب من وجهة نظرك؟
ان للمدرسة واهتمامها بتوعية الطالبات دوراً فعالاً فأنا لا اذكر اي محاضرة بالمدرسة تتحدث عن التدخين ومضاره او حتى تتكلم عن التقليد و هو الشيء الشائع في المدارس، كذلك الاهل لهم دور في احتواء أبنائهم وجعلهم يعودون لهم في كل شيء، وجعلهم ايضاً اشخاصاً اسوياء لا يتأثرون بأي احد كما ان لوسائل الاعلام دوراً في التثقيف بهذا الجانب وعلينا ان لانخجل من معالجة قضايانا حيث ان تدخين الطلاب والطالبات في المدارس أصبح ظاهرة الكل يعرفها اذاً من الأفضل تدارس الحالة ومعالجتها بصراحة وتوعية الاهل والذين تقع عليهم مسؤولية المتابعة والتوجيه.
نور تؤكد على دور الأسرة
والمدرسة والشارع
* ، وقالت: إذا كنا نريد مجتمعاً بلا تدخين.. فلنبدأ أول ما نبدأ بالأسرة فالأسرة المنضبطة السوية هي التي تقوم بوظائفها على خير ما يرام ولا يمكننا ان نطلق كلمة سوية إلا اذا توفرت المقومات الاسرية البناءة اسرة عصرية تساير العصر بكل متغيراته.. تجدد طرق التربية التي لا تخرج عن القواعد الرئيسية في اركان البناء الأسري المسلم، اسرة مستمرة في بحثها وتتبعها الى الطرق الحديثة في التربية تتناسب مع اولادنا اليوم.. اسرة تحمل العطف وتتجنب القسوة.. اسرة صلبة متماسكة.. اسرة تربي الضمير وتغذيه وتوجهه.. كما نتمنى ان تكون هناك دورات لتوعية المربين كما تعمل به كثير من الدول الاوربية للاجتماع بالآباء والأمهات و تدريبهم للوقاية وعلاج بعض المشكلات السلوكية. اما دور المدرسة فهي المؤسسة الثانية بعد الأسرة فلا بد ان يكون دورها فعالاً بالاساليب الحديثة وفتح باب الحوار مع الطلبة، كما اننا لابد ان نذكر ان الشارع كان ولا يزال يحتل دوره الحقيقي في تكوين الافكار والقيم وهذا صحيح في مجتمعات لاتفاوض في مدى خطورة وتحريم التدخين فيألف الأولاد ذلك السلوك بل يعتبر الناشئ ذلك من ضروريات المرحلة العمرية التالية. والمجتمع المتحفظ.. لا يصرح على الأقل لأبنائه بهذه السلوكيات فقد يتعاطون الدخان سراً وهذا على الأقل يدل على ان الشارع له دور كبير في الحد من تفاقم هذه المشكلة.
دراسة على الطالبات المدخنات
وفي دراسة اعدتها مشرفات تربويات بمكاتب التوجيه والارشاد بمنطقة الرياض عن مدى انتشار ظاهرة التدخين بين طالبات المدارس خاصة ونساء المجتمع عامة وحدد زمن الدراسة من 21/6/1423ه الى 16/7/1423ه وقد كان الهدف التنبيه والتصدي للخطر القادم ووضع النتائج والنصائح والحلول لسلامة المجتمع، وكانت عينة الدراسة مكونة من مديرة مدرسة ومساعدة ومرشدة طلابية ومعلمة كما شملت 6 مدارس متوسطة وثانوية تابعة لكل مكتب اشراف تربوي واهتمت الدراسة في البداية بتعريف التدخين ومكوناته والحكم الشرعي لشاربه، كذلك تحدثت الدراسة .
ومن خلال العمل الميداني الذي قامت به في مدينة الرياض عن الاسباب او العوامل المؤدية الى تفشي عادة التدخين منها:
1- قد تكون عادة التدخين قبيل المراهقة نتيجة لأعمال صبيانية هدفها تقليد الكبار «الوالدين والاخوة الكبار او باقي افراد العائلة».
2- اثبات الوجود ان كان من زاوية إرضاء النفس بهذه العادة.
3- قد تكون عادة التدخين لتأثر الصديق من صديقه عن طريق الصحبة المستمرة ومستلزمات مايتبع هذه الصحبة.
4- قد تكون عادة التدخين نتيجة لتأثير احد الشريكين على الآخر.
5- قد تكون ايضا نتيجة طبيعية لشلة من الاطفال يستهويهم القيام ببعض الاعمال خلسة دون مراقبة الأهل.
6- قد يكون التدخين مجالاً للهروب من امام موقف صعب او ازمة يمر بها او مواجهة مشكلة مستعصية فيتوهم الفرد المدخن ان السيجارة سوف تحل الأمور لديه ويسهل تقبلها او التعامل معها.
7- عادة التدخين قد تكون نتيجة لتأثر الفرد بوسائل الاعلام وخاصة المرئية منها.
8- ومن الاسباب التي يتناقلها البعض ان الفرد الخجول يحاول ان يطمس ضعفه تحت ستار من الدخان الكثيف.
9- قد يكون السبب ايضا الاعتقاد الخاطئ بأن التدخين يخفف الوزن او يساعد المدخن على تنفيس مشاكله وهمومه مع دخان السيجارة.
أيضا أكدت الدراسة على دور الاسرة في التربية والتنشئة وما يجب على الوالدين القيام به والدور الكبير الذي يلعبه الترابط الاسري في الوقوف بوجه التيارات المختلفة. كما تطرقت الدراسة للآثار الصحية للتدخين والآثار النفسية التي تتركها هذه العادة السيئة حيث هبوط مستوى الذكاء وحب التسلط والمزاج العصبي والشرود. ومن طرق الوقاية من هذه الآفة تثقيف الطالبات حتى لا يتورطن في التدخين، والحصول على تعاون العاملين في الحقل الصحي للاسهام في توعية الناس والحد من اعلانات الدخان، التي تجعل التدخين اقل خطورة، والابتعاد عن الاماكن التي يكثر فيها الدخان.. إلخ.
نتيجة الدراسة
وكانت نتيجة هذه الدراسة الميدانية ان الاحياء الراقية يكثر فيها التدخين بنسبة «8 ،21%» والاحياء المتوسطة يكثر فيها التدخين بنسبة «4 ،3%» والاحياء الشعبية بنسبة «1 ،36%» والاحياء التي يكثر فيها الاجانب أو المقيمون يكثر بها بنسبة «7 ،32%» اما نسبة «6 ،0%» فهي للأحياء الأخرى، كما ان المستوى الاقتصادي المرتفع والمستوى الاقتصادي المنخفض له تأثير ايجابي لدفع الطالبة لممارسة التدخين.
اما عن مستوى الوالدين الذي يسهم في دفع الطالبة لممارسة التدخين فكانت نسبة المستوى الجامعي «8 ،9%» ونسبة المستوى المتوسط 5 ،19% ونسبة الأمية 7 ،70% وبذلك تكون نسبة الأمية هي النسبة الأعلى التي تدفع الطالبات لممارسة التدخين، وعن الاسباب التي تدفع الطالبة للتدخين منها التقليد الذي سجل نسبة «67 ،29%» ووجودمدخنين بالمنزل من الوالدين أو الاخوة وسجل نسبة «33 ،20%» والتقصير في المتابعة للطالبة سجل «30 ،14%» والاحساس بالنقص ومحاولة جذب الانتباه سجلت «38 ،15%» والهروب من المشاكل سجلت «83 ،14%» اما اسباب اخرى مختلفة فقد سجلت «49 ،5%».
اما اصرار الطالبة على ممارسة التدخين في المدرسة او خارجها فقد سجل ضعف الوازع الديني لدى اسرة الطالبة النسبة الأعلى وهي «53 ،44%» اما نسبة عدم معرفة الطالبة بالحكم الشرعي للتدخين فسجلت «57 ،6%» اما الجهل بمضار التدخين فسجلت «32 ،15%» وكانت نسبة «66 ،30%» لضعف الارادة.
التوصيات التي خرجت بها الدراسة
** يجب تقوية او تنمية الوازع الديني لدى الطالبات.
** لابد من بيان الحكم الشرعي للتدخين والاهتمام بنشر هذا الحكم وسط الطالبات.
** يجب عمل الندوات وعرض برامج توعوية توضح اضرار التدخين.
** يجب دراسة اسباب انتشار ظاهرة التدخين بين الطالبات وحصرها في اضيق الحدود وعلاجها.
** العمل على وضع برامج توعوية للأسر والامهات خاصة.
** يجب متابعة الطالبة في المنزل وحل مشكلتها مع وضع ضوابط داخل الاسرة لمشاهدة الافلام والقنوات الفضائية.
** لابد من الاهتمام بالتوعية والتثقيف الصحي والتعامل مع المدخنين باسلوب جيد مقنع.
** يجب منع تداول الدخان وبيعه ومصادرته من الاسواق بشكل حاسم.
** يجب اتخاذ العقوبة الرادعة على البائع.
** لابد من تكثيف الندوات والمحاضرات المدعمة بالصور للتوعية لابراز مضار التدخين.
** يجب رفع اسعار الدخان بدرجة عالية جداً حيث ان اسعاره الآن منخفضة وفي متناول اي شخص.
** لابد من شغل وقت فراغ الطلاب فيما يعود عليهم بالنفع في المنزل والمدرسة.
** لا بد من تكثيف التوعية عن طريق وسائل الاعلام.
** لا بد من التواصل بين الأسرة والمدرسة.
** يجب مراقبة الطلاب والطالبات بشكل مستمر خاصة عن طريق الطالبات والطلاب السريين.
** يجب عدم بيعها لصغار السن، وبيعها يعتبر مخالفة يعاقب عليها النظام.
** لابد من المتابعة من قبل الوالدين في البيت والمتابعة في المدرسة وذلك بحضور مجالس الأمهات.
** يجب عرض اضرار التدخين في وسائل الاعلام المختلفة.
** لابد من وضع لوحات توعوية في المدارس والمستشفيات والدوائر الحكومية والأماكن العامة والشوارع توضح أضرار ومخاطر التدخين.
** يجب منع التدخين في الدوائر الحكومية والشركات وسيارات الأجرة والمقاهي والأماكن العامة.
** يجب ابراز دور عيادات مكافحة التدخين من خلال الصحف ووسائل الاعلام.
** لابد من نشر الوعي بين افراد المجتمع بتوزيع الكتيبات والاشرطة.
** يجب المتابعة المستمرة للطلاب والطالبات مع التوجيه والارشاد والتوعية.
** يجب التنفير من عادة التدخين وترسيخ هذا المفهوم منذ الصغر.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved