Wednesday 25th December,200211045العددالاربعاء 21 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

إدارة الهلال .. التي لا نريدها! إدارة الهلال .. التي لا نريدها!
بقلم : تركي ناصر السديري

  يعيش الهلاليون.. غبطة فرح.. بالذي يحدث في ناديهم المنشأة الرياضية.. الكبرى.
ومكمن الغبطة الفرح، وفضاء تجليتها: مجلس ادارة النادي.. الجديد.
ولن أبالغ إن قلت، ان وجود «عقلية» مؤهلة علمياً وعملياً تتمثل في الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز هو بحد ذاته «إضافة» جديدة لكامل خارطة الرياضة السعودية.
فالأمير الشاب المتعلم والمثقف يمتلك منهجاً معرفياً يشكل بوصلة الجهد العملي والعقلي والانتاجي لديه، يرتب خطواته، ويبرمج ويصوغ تصوراته، بعبارة أدق: عقلية الأمير ليست «خاوية».. ولا تعتمد على «العشوائية» و«الارتجالية» في ادارة الامور والتصدي لها.. وفوق ذلك - وهذا مهم جداً - لدى الأمير إيمان راسخ برسالة الرياضة وقيمتها للفرد والمجتمع والوطن.
ومن يقرأ كتاب الأمير عبدالله «مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة» سيكتشف اهمية تواجد عقلية علمية برغماتية تدير أهم ناد رياضي في طول وعرض خارطة الرياضة السعودية.. بل العربية.. وتواجد مثل هذه العقلية سيكون حتماً اضافة مهمة للعمل الرياضي ليس فقط لنادي الهلال.. بل لجميع الاندية الاخرى.. التي لا مفر لها للمنافسة والحضور من ان تفعل كما يفعل الهلال من تجديد.. وضخ للعقليات العلمية، والأخذ بالوسائل والادوات الادارية الحديثة في ادارة النادي الرياضي.
إذا كان من حسن طالع الهلال انه يمتلك كنزاً ثميناً يتمثل في مدرجه الواسع والكثيف المملوء بالكفاءات المؤهلة والمتخصصة في كل علم ومعارف.. فإنه ايضاً من حسن طالعه ان يتسنم هرم قيادته «عقلية» علمية وعملية تؤمن بالعمل وفق منهج اداري وعلمي حديث.. لا ارتجالية ولا عشوائية ولا تسطيحية فيه.
حمى الله أمير الهلال الجديد.. من شر حاسد حقود اذا حسد وحقد، وحفظه لرياضة بلاده مضيفاً ومجدداً وصانعاً لنموذج جديد وصحي لمنظومة رياضية جديدة ونافعة.. لا تمل من التجديد والمواكبة لمتغيرات التطور الرياضي العولمي المتجدد.
كل الرياضيين الناضجين المنتمين لخيمة الرياضة السعودية السامية بما فيهم الهلاليون يقفون خلف وحوالي الأمير/ الأمل متطلعين الى واقع رياضي جديد.. لا يصنعه الا العلم والثقافة الرياضية الحديثة.. وليس عشوائية العمل الارتجالي الذي لا يؤمن بأهمية وجود «فكر رياضي» «وسيلة وأداة» ادارية حديثة وإستراتيجية مبرمجة تتعامل مع الحاضر وتستشرف المستقبل.. وهو ما تسبب في ان تؤول امور النادي الرياضي الى ما آلت إليه الآن من هزال.. ومأزق. نجاح العقلية الادارية الجديدة في نادي الهلال سيكون كفيلاً بتدشين معيار جديد للعمل في النادي الرياضي وهو ما سيثري الحركة الرياضية السعودية من خلال تطور العمل ومناهجه في الاندية الرياضية السعودية الاحوج ما نكون لولوج نور العلم والعمل الرياضي الى داخل النادي الرياضي في زمن العولمة الرياضية التي لا نملك خيار الانزواء عن نواميسها ومحافلها ومعاييرها.
***
المتابع والراصد لما يفعله أمير الهلال الهام سيتأكد أن تأسيس النادي تنظيمياً وهيكلياً قد قرب فعله وإنجازه.. وهو ما سيكفل امتلاك الهلال كناد لأهم شروط النادي الرياضي في زمن العولمة الرياضية المعاصرة. فلا يعقل، بل لا يجب ان يظل ناد رياضي ريادي كالهلال بلا هيكل اداري وتنظيمي يمتلك لائحة داخلية تحدد الصلاحيات والمسؤوليات لأجهزة النادي الادارية وتضع حداً لتمييع المسؤوليات وتحديد البرامج وغياب اللوائحية الادارية والمالية والفنية وتجعل للنادي برامجه وخططه واستراتيجيته التي تقود بوصلة العمل، حيث تتصدى لهذه المهمة كوادر مؤهلة ومتخصصة ومتفرغة للعمل الاداري بعيداً عن العمل التطوعي المزاجي وغير التعاقدي. هذه الهيكلية الادارية.. لا مفر من تواجدها في ظل تطورية النادي الرياضي الذي وقوده - في ظل العولمة الرياضية المعاصرة - المال والعلم. لن اسهب في الحديث عن ذلك.. فهذا ليس مجاله الآن، وقد كتبت كثيراً عن ذلك في السابق، بل وطالبت ادارات سابقة بذلك.. لكنها لم تكترث.. وربما ظنت ان في ذلك ما يكدرها.. ويكهربها.. وخصوصاً ان ذلك سيكون كفيلاً باستثمار كنز الهلال الكبير.. الذي سيجعله قادراً على تمويل نفسه بنفسه بعيداً عن اعتماده الكلي على جيوب أعضاء شرفه المحبين له.
أتمنى من أمير الهلال أن يعمد الى فتح قنوات التواصل والتعارف والاكتشاف لكنز الهلال الجماهيري، يتعرف على تطلعاته ومقدراته وعقلياته، دون ان يقع فيما وقع به غيره من الاعتماد على «الفراسة» بعيدة المدى.. او الركون الى ما يطلق عليه مفكرنا الكبير محمد أركون ب«النصوص الثواني».. تلك التي تتعرف على الآراء والأشخاص مباشرة دون وسيط قد يشوه او قد يفرط، ان أحب مجد، وان كره أبغض، ولعل الاعتماد على هذه «الواسطية» آفة من آفات الوسط الرياضي لدينا.. حيث تضعف قنوات الحوار والتعارف على مستوى الافكار او الاشخاص.
اذاً، مزيداً من الحوار والنقاش والشفافية بين ادارة النادي وجماهيره. ومزيداً من تحرير العمل الاداري في النادي الرياضي من هيمنة وسلطاوية العمل المعتمد على الافراد.. ومزيداً من التوجه الى جعل العمل في النادي الرياضي يعتمد على «أجهزة ادارية» وليس «أشخاصاً» ضمن منظومة ادارية تمتلك شروط العمل الاداري.. الحديث. إذا لم يكن الأمر كذلك ولا أظنه بمشيئة الله فلا حياة إذاً لمن تنادي، وستكون إدارة وبكل جدارة.. لا نريدها.. ولا نحتاج لها..
وفَّق الله إدارة الهلال الأمل.. الجديدة.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved