على ضفاف الواقع
للمطر أسئلة لا تنتهي
غادة عبدالله الخضير

«1»
يغسل المطر كل شيء حتى نفسه ..
انه يتجدد كل موسم في ذاكرة ممطرة على امتداد اللحظة...
انه يزيل ما علق على الامس من غبار التجاهل ..
ويذكرنا بوجوه صادقة ..
فأين رحلت ؟
«2»
لنسأل الشجرة ..
كيف يبرق أخضرها بفعل المطر ..
لنسألها هل يبدأ الفرح لديها ..
عندما يدغدغ المطر جسدها ..
فيزيد طهارتها ..؟؟
«3»
لنسأل التراب ..
هل استقر .. بعد تعب السفر في الهواء والريح ..
هل بلله المطر ..؟
وجعله أكثر اقتراباً وتلاصقاً من بعضه البعض ..؟
هل منحه المطر رائحة ولون ..
وذاكرة جديدة ؟
«4»
لنسأل المنازل ..
لنسأل البيوت القديمة ..
هل انتعشت جدرانها ..
من غيمة كريمة ..؟؟
هل تعلو أصوات الابتهاج فيها ..
أن مطر هنا قد جاء ..؟؟
«5»
لنسأل أسراب الحمام ..
كيف يغريها الغيم على التحليق ..
كيف هي تولد من جديد ..؟؟؟
«6»
لنسأل النار ..
والحطب ..
كيف يقنعهما المطر ..
أن فنجان قهوة الآن ..
هو الأشهى ..؟؟
«7»
لنسأل الصباح ..
عن سر علاقته بالمطر ..
وكيف عندما يجتمعان ..
يكتبان قصيدة في الكون ..
يصفق لها .. من تسكنه روح أصيلة ..
لها ذاكرة عامرة ..؟؟
«8»
لنسأل سكون الليل ..
هذا الذي يسيطر على كل شيء عندما يأتي ..
كيف يقهره المطر ..
ويعزف ألحانه قطرة وراء أخرى ..
دون أن يتوقف ..؟؟
«9»
لنسأل الإنسان ..
هذا الذي في كل مرة يدهشه المطر ..
كأنه حدث جديد ..
مخلوق جديد ..
لم يشاهده من قبل ..
هل يغسله المطر من الداخل ..؟؟
هل يخلصه من كسل الروح ..؟؟
«10»
لنسأل المطر ..
هل يشتاق للأرض ..
أم أنه يرأف بها ..؟؟
«11»
لماذا في المطر يزداد .. الظمأ ..؟؟