* لونارد- لندن:
ميس فان دروه هو واحد من معماريي القرن العشرين الذين أثروا إلى حد بعيد في الفكر المعماري العالمي جنباً إلى جنب مع كبار المعماريين أمثال لوكوربوزييه وفرانك لويد رايت.
وقد ظهر فكر ميس فان دروه المعماري مع مطلع القرن العشرين حيث سادت العديد من التيارات والنظريات والتغيرات التي صاغت معالم التغيير آنذاك، بالإضافة إلى الثورة التكنولوجية المتسارعة والتغيرات العالمية التي تلت الحربين العالميتين.
في هذه الأجواء وتلك الأوساط برز ميس فان دروه وكان عليه ان يصوغ مبادئ عمارة حديثة تستجيب للتفاعلات والمتغيرات المستجدة.
وقد عرف ميس فان دروه منذ طفولته بولعه بالحرفية والمتعلقات المهنية التي تختص بالبناء ومواد الإنشاء. وحدا به ذلك إلى تلقي المزيد من التعليم في هذا المجال فانتقل في العام 1905م إلى برلين وعمره 19 عاماً في ذلك الوقت حيث تدرب ومارس التصميم مع معماريي ذلك الوقت.
وفي فترة 25 عاماً التي تلت فقد بلور ميس فان دروه مدرسة للعمارة الحديثة والتي اشتهرت عالميا بالبساطة والجمال.
ومن المعروف انه قد أسس لمدرسة الباوهاوس العالمية وأصبح مديراً لها في العام 1930م. وهذه المدرسة تشتهر بنظامها التدريسي المتميز وتجمع بين الفن والتكنولوجيا.
وينسب لميس فان دروه كمدرس بمدرسة الباوهاوس الشهيرة تأسيسه للنظام الأكاديمي المعماري الذي يتطلب الجمع بين مجموعة من المهارات الفنية والتخصصات العلمية مثل إدراك أهمية مواد البناء والهندسة الانشائية والتدفئة والتكييف، وحساب التكلفة والكميات وغيرها مما أصبحت اليوم من متطلبات الحصول على التأهيل للطالب المعماري. وبعد إغلاق مدرسة الباوهاوس بعد حوالي ثلاث سنوات كان على ميس فان دروه الانتقال إلى شيكاغو حيث استقر ومارس التعليم والتصميم المعماري. وقد عرض عليه منصب رئيس القسم المعماري فوافق بشرط فرض برنامجه الأكاديمي الذي طوره في ألمانيا ومن ثم في نيويورك.
وقد عرفت عمارة ميس فان دروه بالمنطقية التي تستند إلى قواعد وأصول علمية واضحة وصريحة من خلال اعتماد الأشكال الناتجة على طبيعة مواد الإنشاء المستعملة.
وترك ميس فان دروه بصماته من خلال مجموعة من المشاريع أبرزها المتحف القومي برلين، ومجموعات من المباني المكتبية والتجارية. ويميز عمارته اعتماد الأفقية للفتحات والتشكيل للواجهات المعمارية.
وتعد مدرسته المعمارية من أبرز مآثرالقرن العشرين في فترة ظهرت فيها النظريات الحديثة إبان الحربين العالميتين وحيث كانت الحاجة ملحة لتقديم طروحات تعالج المستجدات.
|