من هذا المنبر والساحة الكبيرة التي تجتمع فيها الآراء مختلفة او متفقة معارضة أو مؤيدة لرأي أو فكرة او تعقيب على موضوع طرح في صفحات الجزيرة التي يعيش القارئ بين صفحاتها في كل صباح وبها مختلف الفنون والعلوم والآراء. منبر تشكر عليه الجزيرة إدارة وتحريراً ومحرراً لهذه الصفحة التي أثبتت وجودها ليس في الجزيرة بل بين الصحف الأخرى لأنها الوحيدة التي تلبي رغبة أكثر من قارئ في عدد واحد.
لقد شد انتباهي الموضوع الذي طرحه المحرر والكاتب عبدالله الكثيري بعنوان «أرامل في عز الشباب» وذلك في يوم 17/9/1423هـ، وقد كان لطرحه الأثر الكبير في نفوس من يعانون من هذه المشكلة من الارامل والمطلقات ومن يريدون الزواج من هذه الارامل الشابات حتى إن البعض منهن تترمل وعمرها 19 عاماً.
ولقد عقب عليه بعض القراء عبر هذه الصفحة ومع ان صاحب السبق في طرح الموضوع الكاتب عبدالله الكثيري إلا ان ذلك يحتاج الى بحث أكبر على مستوى المجتمع بوسائل إعلامية تزيل هذه المشكلة متعددة الجوانب ومن خلال علاقتي ببعض الارامل والمطلقات أشارك في هذا الموضوع ببعض الملاحظات من آراء بعض الارامل وبقائهن ارامل بدون زواج ومنها:
أولاً: فئة من الأرامل خافت من المجتمع الذي يعتبر المرأة التي تتزوج ولديها أولاد من زوجها السابق انها تهتم لنفسها فقط «أنانية» ولا تهمها مصلحة أولادها وان زوجها السابق لا وجود له وانه اصبح ماضياً يجب نسيانه ويتهمها المجتمع بعدم الوفاء وحب الذات والسعي لإشباع رغباتها الشخصية وانها أخذت نصيبها ويكفي ما حصل لها وان هذا هو قدرها.
ثانياً: الفئة الثانية تخشى من تكرار التجربة وتحمد الله ان فراق زوجها حصل بإرادة الله بوفاته وتعتبر الفراق حرية كانت حُرمت منها لسوء خلق زوجها السابق، وتخشى من تكرار التجربة مع آخر وانها أخذت موقفاً من الرجال كان السبب فيه تجربتها الأولى.
ثالثاً: أرملة عاشت حياة مثالية سعيدة مع زوج مثالي أعطاها كل الحنان والحب وألفت معه السعادة الكاملة وبعد فراقه لا تعتقد ان هناك من يقوم بملء الفراغ ويستطيع ان يملأ حياتها وحبها ويقوم بإكمال ما بدأه الأول بل ربما عاشت في نكد هي في غنى عنه، وفي اعتقادها ان معيشتها على الذكرى هي الحلم الجديد لها وتبقى أيامها السعيدة الماضية ذكرى.
رابعاً: رفض الأقارب وخصوصاً أقرباء الزوج مع رغبة أهل الأرملة في زواجها ليجدوا لها زوجاً يحمل أعباءها عنهم ويسعدها ويكون سنداً وعوناً لها،
ولكن أهل الزوج وأعمام الأولاد لا يريدون لها السعادة بقدر ما يهمهم بقاءها خادمة لأبنائهم وحفاظاً على ممتلكات العائلة من الارث مع التهديد بحرمانها من الأولاد أو أي أشياء أخرى مما يجعلها ارملة وهي في عز الشباب لتعيش هذا الواقع الذي أجبرت عليه.
خامساً: نظرة الرجال للأرملة والمطلقة بأنها رخيصة يجب ان تقبل بأي شيء لا شروط لها أخذت نصيبها الأول وبقي نصيبها الثاني وهو أي رجل مهما كان عمره حتى لو وصل عمره الى عمر جدها كذلك حياته الاجتماعية ومستواه المادي والفكري والاجتماعي إضافة الى أنها في الغالب تكون زوجة ثانية أو ثالثة او ربما مسيار وتكون الزوجة الأولى هي الأفضل وهي خاضعة للتجربة بدون حقوق تذكر وربما تحرم من الإنجاب لعدم الازعاج بأولاد صغار وتربيه لهم ويبقى الاستمتاع فقط من جانب واحد لتكون التضحية أمرَّ من البقاء.
سادساً: فشل أكثر من زواج من هؤلاء الأرامل لقيام بعض الأزواج لاستعمالهن كوسيلة للضغط على الزوجة الأولى وتصحيح بعض الأوضاع، وعندما تحس الزوجة الأولى بفقدان زوجها وزواجه فإنه تعود اليه من جديد وتكون بمثابة الزوجة المثالية ويكون زواجه الثاني لا قيمة له فيتم الطلاق مع عدم وجود خسارة تذكر لأن الأرملة أقل تكلفة في نظرهم.وليس الموضوع قاصراً على رغبة الأرملة بالترمل وهي في عز شبابها ولكن المجتمع هو الذي يجبرها لتكون أرملة طول العمر فبقاؤها أرملة افضل من ان تكون محل تجارب للأزواج وزوجاتهم او استقلال لها ولراتبها أو ما ورثته من زوجها السابق وما تملكه من منزل وعقار أو مال فكل ذلك قد يكون سبباً للطمع بها حين يساء الاختيار.
منى أحمد/محافظة شقراء |