Tuesday 17th December,200211037العددالثلاثاء 13 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

محمد الصالح العمير محمد الصالح العمير
صالح بن محمد العثمان القاضي الرياض

ما أصعب فقد المعادن الثمينة خاصة إذا كانت من معدن خالص مخلص أمين.. وإذا اسودت الدنيا في عينيك بعد سماعك لخبر فقد عزيز على قلبك فلا تحزن عند الصدمة الأولى فالصبر هو الحل الإلهي الرحيم{وّبّشٌَرٌ الصّابٌرٌينّ (155) الذٌينّ إذّا أّّصّابّتًهٍم مٍَصٌيبّةِ قّالٍوا إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ (156) أٍوًلّئٌكّ عّلّيًهٌمً صّلّوّاتِ مٌَن رَّبٌَهٌمً وّرّحًمّةِ وّأٍوًلّئٌكّ هٍمٍ المٍهًتّدٍونّ}.
هز كياني واعتصر قلبي نبأ وفاة أستاذي ومعلمي محمد الصالح العمير أستاذ اللغة العربية الذي خدم طويلاً في ثانوية عنيزة وخرج أجيالاً كبيرة ومتعاقبة تبوأت مناصبها في كل أرجاء البلاد.. وخدم الفقراء والأيتام والمعوزين بعد تقاعده عبر المؤسسات الخيرية في عمل تطوعي نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته {يّوًمّ لا يّنفّعٍ مّالِ وّلا بّنٍونّ (88) إلاَّ مّنً أّتّى اللّهّ بٌقّلًبُ سّلٌيمُ } .. {يّوًمّ يّفٌرٍَ المّرًءٍ مٌنً أّخٌيهٌ (34) وّأٍمٌَهٌ وّأّبٌيهٌ (35) وّصّاحٌبّتٌهٌ وّبّنٌيهٌ (36) لٌكٍلٌَ امًرٌئُ مٌَنًهٍمً يّوًمّئٌذُ شّأًنِ يٍغًنٌيهٌ (37)} .
محمد العمير غفر الله له ولجميع المسلمين ليس مجرد أستاذ.. لقد كان مربياً وقدوة حسنة بكل المعاني الخالدة.. قد يتساءل من لا يعرفه.. كيف يكون ذلك من مدرس يقبض راتباً في آخر الشهر شأنه بذلك شأن أي معلم؟
أقول ـ ويوافقني على ذلك كل من يعرفه من أبنائه الطلاب وعارفي فضله ـ أنه لم يكن يطلب مقابلاً لدروس خصوصية يؤديها في منزله لجميع الطلاب عندما تقترب الاختبارات وأزيد على ذلك وأقول بأنه كان يتعاقد حبياً مع مدرسين من أصدقائه ومعارفه في اللغة الإنجليزية والرياضيات ليقوموا بتدريسنا في منزله ودون مقابل مادي.. بل كان يزيد على ذلك ليحضر القهوة والشاي والمرطبات بنفسه ليشجعنا على النشاط والاستيعاب والأخذ بأيدينا جميعاً لنصل إلى ما نصبو إليه.. ويقدم ذلك كله بنفس راضية مرضية.
وفي الرحلات الترفيهية الخلوية في نهاية الأسبوع يأخذنا بسيارته الخاصة «الجيب» لنقضي أياماً ننسى فيها هموم الدراسة ويؤمنا في الصلوات الخمس في أوقاتها ونذهب سوياً لأقرب جامع لنؤدي صلاة الجمعة.
لقد استمرت علاقات طلابه معه إلى أن انتقل الى رحمة الله صباح يوم الأحد 11/10/1423هـ حيث صلي عليه عصراً بجامع الشيخ محمد الصالح العثيمين عن عمر يناهز الخامسة والستين.. أسأل الله أن يجعل ما قدم من أعمال وإنجازات خيرية وما عاناه من أمراض في آخر حياته تكفيراً وتمحيصاً وطريقاً إلى جنات عرضها كعرض السماوات والأرض أعدت للمتقين وعزائي الحار لوالده العم صالح العمير والأسرة بأكملها وأبنائه البرره وجميع طلابه ومن نهل من علمه وفضله وإلى أهل عنيزة أجمعين ولا نقل جميعاً إلا كما قال الصابرون{إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.
وفي هذه المناسبة وتخليداً لذكراه العطرة وما قدمه لمدينته عنيزة، أسائل صاحب المعالي أستاذنا الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وزير المعارف وهو الوفي دائماً أن يخلد ذكراه بإطلاق اسمه على إحدى المدارس.. كما أطلب من زميلنا وأحد طلابه الأوفياء سعادة محافظ محافظة عنيزة الأستاذ عبدالله اليحيى السليم اختيار شارع من شوارع المحافظة ليحمل اسم هذا الفقيد حتى لا ننساه أبداً جمعنا الله وإياه في جنات النعيم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
رحمه الله رحمة الأبرار وجعل من أبنائه خير خلف لخير سلف.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved