* منغوليا - تقرير خاص ب«الجزيرة»:
يعيش أغلب المسلمين في جمهورية منغوليا -الواقع في قارة آسيا الوسطى التي تحيط بها جمهوريتا روسيا والصين، ومساحتها مليون ونصف المليون كيلو متر مربع، بولاية «بايان اوجي» في الغرب منها في مناطق جبلية على الحدود مع روسيا والصين، تبعد عن العاصمة «أولان» ألفاً وستمائة كيلو متر، ويبلغ عددهم مائة وعشرون ألف مسلم، من بين اجمالي سكان منغوليا البالغ ميلونين وثلاثمائة ألف شخص.
المسلمون أقلية
وتتصف الحياة المعيشية التي يحياها المسلمون في منغوليا بالصعوبة المطلقة، خاصة في فصل الشتاء من البرد القارس والشديد، وتبلغ درجة الحرارة فيه ما بين ثلاثين الى اربعين درجة تحت الصفر، وتنعدم الحياة الزراعية فيها مع ضعف في مستوى الاتصالات والطرق، اضافة الى عدم وجود مصانع معاصرة ولا معهد أو كلية للدراسة، حتى إن مستوى الحياة التي يعيشه المسلمون ضعيف جداً.
غالبية السكان الذين يقطنون جمهورية منغوليا من البوذيين، ويعتبر المسلمون أقلية، وكلهم من جماعة القازاق التي تمثل أصل الأتراك. واعتنق القازاقيون الإسلام منذ وقت مبكر وقاموا بنشره في آسيا الوسطى، وهاجروا من تركستان الشرقية في الصين الى منطقة جبال آلطاي في غرب منغوليا في آواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وحتى العشرينيات والثلاثينيات من هذا القرن كانت أوضاع المسلمين طيبة وكانت حريتهم كلها مكفولة. ولكن عندما وصل الشيوعيون الى الحكم في عام ألف وتسعمائة وواحد وعشرين ميلادية عانى المسلمون في منغوليا اشد المصاعب، حيث دمرت جميع مساجدهم، وقتل علماؤهم، وأحرقت مصاحفهم وكتبهم الإسلامية، ومنعوا من تعلم الإسلام، وأصبحوا لا يعرفون من الشهادة إلا «لا إله إلا الله» ولا ينطقون «محمد رسول الله» بسبب القمع الحاصل لهم من السلطات الحاكمة.
إحياء الروح الإسلامية
وتقوم جميع مسلمي منغوليا التي أسسها، ويرأسها فخرياً ساير آن قادر عبدالقادر بخدمة المسلمين في منغوليا دعوياً وارشادياً، والاهتمام والعناية بهم في جميع ميادين الحياة، وأنه طبقا للمعلومات الرسمية فإن الدخل الاجمالي للفرد المسلم في الولاية التي يعيش فيها يبلغ مائتين وخمسين دولاراً في السنة، ويبلغ عدد البطالة فيها اكثر من خمسة عشر ألف فرد، وعدد المسلمين الذي هم من طبقة الفقراء جداً يبلغ خمسة وعشرين ألف فرد.
وتهدف جمعية مسلمي منغوليا التي تأسست في عام ألف وتسعمائة وتسعين ميلادية الى احياء الروح الإسلامية بين مسلمي منغوليا، وتعاهد القرآن الكريم تلاوة وحفظاً ودراسة، وتعليم السنة النبوية ودراستها، ورفع المستوى العلمي والاجتماعي والمعيشي للمسلمين، ورعاية اليتامى، وقبول الزكوات ودفعها الى مستحقيها وجمع التبرعات لاستخدامها بما يتفق مع الشريعة الإسلامية، والدعوة الى الإسلام بين غير المسلمين، وبناء المساجد بالتعاون مع الجهات المعنية، وإنشاء المراكز والمدارس الإسلامية وملاجئ العجزة والمسنين والأيتام والمستشفيات والمراكز الطبية، والقيام بأعمال البر والخير، وتشجعيها والدعوة إليها.كذلك تهدف الجمعية الى دعم التراث الإسلامي، وتقديم المساعدات الثقافية والتعليمية لأبناء المسلمين، ودعم وتبني المشروعات الإنتاجية في كافة قطاعات المعيشة للمسلمين بالشكل الذي يعود بالنفع المباشر على الأفراد والأسر المحتاجة ويعينهم على الحياة الكريمة، وطباعة وتوزيع المصحف الشريف والكتب الدينية الإسلامية، وترجمتها الى اللغتين المنغولية والقازاقية، ونشر تعاليم الدين الإسلامي وتعليم اللغة العربية، وتوفير المنح الدراسية لأبناء المسلمين، والتعاون والتنسيق مع المؤسسات، والهيئات الخيرية في الدول العربية والاسلامية لتحقيق أفضل عمل خيري لخدمة المسلمين وتصحيح المفاهيم الإسلامية لدى مسلمي منغوليا وتقاربهم مع العالم العربي الإسلامي، وتوفير المياه اللازمة للشرب والري وتربية المواشي.
مشروع بعد 70 عاماً!
واستطاعت جمعية مسلمي منغوليا بعد عشر سنوات من بدء التأسيس، ببناء ثلاثين مسجداً ومصلى في منغوليا، ويدرس - بفضل الله تعالى- ما يقارب من ثلاثة آلاف من الأطفال والكبار القرآن الكريم، تعاليم الدين الإسلامي في هذه المساجد والمصليات وكذا ارسال مائة من أبناء المسلمين للدراسة الى البلدان الاسلامية المختلفة، حيث نظمت الجمعية أول زيارة لحجاج مسلمي منغوليا بعد سبعين عاماً من وقت دخول الإسلام منغوليا الى بيت الله الحرام، كما وزعت الجمعية خمسة عشر ألف مصحف من القرآن الكريم والكتب الدينية الأخرى التي منحتها المنظمات الإسلامية الخيرية المختلفة من المملكة العربية السعودية، والكويت وتركيا ومصر وباكستان وغيرها، كما نظمت الجمعية أول مرة بعد 70 عاماً مشروع افطار الصائم، ومشروع الأضاحي ومشروعات زكاة الفطر وكسوة العيد، وغيرها في منغوليا.
وتعتبر جمعية مسلمي منغوليا منظمة دينية إسلامية خيرية وغير حكومية، وعندها ثلاثة وعشرون فرعاً، ويعمل فيها سبعة مديرين، وخمسة وعشرون إماماً، وثمانية وعشرون معلماً، وثلاثة وثلاثون موظفاً، ليكون اجمالي عدد العاملين في الجمعية ثلاثة وعشرين شخصاً، وتحتاج الجمعية الى دعم كبير من أهل الخير والإحسان، حيث لديها احتياجات ذات أولوية، مثل تنفيذ المشروعات الخيرية، كمشروع إفطار الصائم، ومشروع كسوة العيد، وزكاة الفطر، والعيدية، ومشروع الأضاحي، ومشروع كفالة حجاج.
مشروعات تنتظر التنفيذ
ومن احتياجات جمعية مسلمي منغولياً ايضاً، إقامة مشروعات تربوية، مثل مشروع تعليم اللغة العربية والقرآن الكريم، ومشروع ترجمة ونشر كتب دينية باللغة المحلية وتوزيع شرائط إسلامية، ومشروع كفالة الطلاب المسلمين للدراسة في جامعات منغوليا، ومشروع تقديم منح دراسية للطلاب في الجامعات خارج منغوليا، ومشروع الدورات الصيفية لتعليم القرآن الكريم، ومشروع إنشاء مركز تدريب كمبيوتر بين شباب مسلمين.
وتعتزم الجمعية في الوقت الحاضر تنفيذ مشروع بناء المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية، ومشروع كفالة داعية ومدرس ومعلم وإمام، ومشروع توفير الفحم لتدفئة المساجد والمصليات، ومشروع توفير أحذية الأطفال الشتوية، ومشروعات كفالة الأيتام، وكفالة الأسر الفقيرة، والحقيبة المدرسية، وقافلة البر والإغاثة، وتوزيع ماكينة الخياطة بين النساء المسلمات، ومشروع بناء وحدة صحية أولية، وتصليح مستشفيات وتجديد أجهزة طبية، ومشروع بناء المستشفيات، ومشروع حفر الآبار السطحية والارتوازية والضحلة، وترميم بناء المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وتمهيد واستصلاح عبور والطرق الجبلية، ومشروع زراعة مواش.
|